نشرت مجلة "بيست لايف" الأمريكية تقريرا سلّطت فيه الضوء على تاريخ تسمية "الجمعة السوداء".
وقالت المجلة في تقريرها الذي تنشره "عربي21 لايت"، إن أصل التسمية مرتبط بأكثر من نظرية، وكل هذه النظريات لا علاقة لها بالتسوق والتخفيضات المغرية في الأسعار.
ومن المؤكد أن هذا الموعد السنوي يقدم بعضا من أفضل العروض التسويقية طوال العام، لكن هل خطر بذهنك أن تتساءل عن أصل عبارة "الجمعة السوداء"، وكيف يرتبط هذه الاسم "القاتم" بيوم يحقق فيه تجار التجزئة أرباحا قياسية؟
فيما يلي بعض النظريات حول أصل التسمية:
الأرباح بالأسود والخسائر بالأحمر
منذ فترة طويلة، اعتادت شركات البيع بالتجزئة على تسجيل خسائرها باللون الأحمر، وأرباحها باللون الأسود.
وكانت المتاجر التي تشهد كسادا في المبيعات، أي تكون في اللون الأحمر، تحقق في الغالب أرباحا في اليوم التالي لعيد الشكر، أي تتحول إلى اللون الأسود. لذلك، يعتقد بعض الناس أن أصل تسمية "الجمعة السوداء" يعود إلى هذا السبب.
انهيار سوق الذهب
وفقًا لصحيفة "التلغراف"، في عددها الصادر يوم 24 أيلول/ سبتمبر 1869، قام اثنان من المضاربين في بورصة "وول ستريت"، وهما جيمس فيسك وجاي غولد، وكان يوم جمعة، بشراء كمية كبيرة من الذهب، معتقدين أن سعره سيرتفع، وأنهما سيحققان أرباحا طائلة.
لكن ما حدث في الواقع هو انهيار سوق الذهب في الولايات المتحدة، ما أدى إلى إفلاس عدد كبير من رجال المال والأعمال والمزارعين، ليظهر بعدها ما يُعرف باسم "الجمعة السوداء". لكن هذه النظرية لا تقدم تفسيرا لسبب ارتباط انهيار سوق الذهب بيوم التسوق الذي يأتي بعد عيد الشكر.
مباراة كرة القدم الأمريكية في فيلادلفيا
في خمسينيات القرن الماضي، عندما كانت حشود السياح والمتسوقين تتوافد على فيلادلفيا لمواكبة مباراة كرة القدم الأمريكية بين فريق الجيش وفريق القوات البحرية، التي تقام في عطلة نهاية الأسبوع بعد عيد الشكر، كان ذلك يتسبب في اختناق حركة المرور، والكثير من عمليات السرقة، وحالة من الارتباك والفوضى في المدينة، الأمر الذي كان يجبر رجال الشرطة على العمل لساعات إضافية لتأمين الحدث.
أصبح أفراد الأمن في فيلادلفيا يشعرون بالاستياء من العمل في اليوم الذي يلي عيد الشكر، وبدأوا في استخدام مصطلح "الجمعة السوداء"، لتنتشر هذه التسمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بحلول أواخر الثمانينيات.
تجار التجزئة لا يحبون هذه التسمية
سنة 1984، صرّح بيتر ستروبريدج أحد تجار التجزئة المعروفين في فيلادلفيا، لصحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر" أنه ليس من المعجبين بتسمية "الجمعة السوداء"، قائلا إنها "توحي بنهاية العالم، ونحن نحب هذا اليوم كثيرا. كان يجب أن يُطلق عليه اسم الجمعة الخضراء".
وتختم المجلة بأن أصل التسمية ما زال غير معروف بدقة، كما أن التجار قد لا يُحبّذون المعاني السلبية التي ترتبط به، لكنهم مضطرون لتقديم أفضل العروض في هذا الموعد السنوي حتى يحققوا أعلى الأرباح.