منصف السلاوي | تعرف على العربي المغربي الذي يقود تطوير لقاح كورونا بأمريكا 💪

9fad5bcb-d6d4-4cfb-9cc2-17d7681011d0
أرشيفية
  • أحمد حسن
  • الخميس، 03-12-2020
  • 07:00 م
في عام 2009، وعندما كانت جائحة الإنفلونزا تجتاح العالم، عقدت شركة استثمارية تدعم شركات الرعاية الصحية مؤتمرها السنوي. كان الاجتماع عبارة عن مجموعة من المديرين التنفيذيين في مجال الأدوية والتكنولوجيا الحيوية. رجل واحد استطاع جمع مجموعة من زملائه وأصدر توجيهاً مفاده "سنعمل معاً لتحقيق شيء ما هنا".

هذا المشهد جاء إلى الذهن، بعد أن سألت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جيريمي ليفين -رئيس منظمة Biotechnology Innovation  عن الشخص الذي ينبغي أن يدير جهود تطوير لقاح فيروس كورونا في أمريكا. أجاب دون تردد "منصف السلاوي".

السلاوي، يبلغ من العمر 61 عاماً من أصول مغربية، وهو مطور لقاحات متقاعد ومدير تنفيذي لشركة أدوية. كان ناشطاً سياسياً في شبابه، وأمضى ما يقرب من 30 عاماً في شركة الأدوية العملاقة GlaxoSmithKline.

ظهر إسم السلاوي مراراً وتكرارً، عندما كان وزير الصحة والخدمات الإنسانية يبحث عن شخص من القطاع الخاص يمكن أن يساعد في قيادة عملية Warp Speed التي تسعى في محاولة غير مسبوقة لتقديم لقاح فيروس كورونا بحلول نهاية العام. كان المجتمع العلمي متشككاً من هذه الخطوة، إلا أن السلاوي اعتقد أنه يستطيع فعل ذلك.

اظهار أخبار متعلقة



وقال في مقابلة مع "USA TODAY" والتي ترجمتها "عربي21 لايت": "لطالما كانت اللقاحات هي حبي الأول، إنها أكثر عمل أحبه". لقد أحب فكرة القيام بمهمة شبه مستحيلة مع احتمال مساعدة البشرية.

وقال السلاوي إنه وقع على المشاركة في قيادة عملية Warp Speed بصفته مستشاراً علمياً رئيسياً بشرطين: أن لا يكون هناك تدخل سياسي في عمله ولا بيروقراطي لإبطائه. وقال بأن كلا الشرطين قد تم الوفاء بهما، وكان العلم هو الذي يقود الطريق.

اظهار أخبار متعلقة



وبعد ستة أشهر وأربعة أيام من قبوله للوظيفة، أعلنت شركة فايزر وشريكها الألماني بيونتيك، عن إكتمال عملية تطوير اللقاح الخاص بهم وتقدموا بطلب للحصول على إذن من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإطلاقه للجمهور.

توقع السلاوي في أوائل الصيف أن تكون اللقاحات ضد فيروس كورونا فعالة لغاية 80% -90%. وقال إن فيروس كورونا ضعيف للغاية، وهذا هو السبب في أن 8 من كل 10 أشخاص يمكنهم الشفاء منه بأعراض محدودة أو بدون أعراض على الإطلاق. لكنه قال إن فعالية 94% التي لوحظت في لقاح فازار /بيوتنيك وآخر من موديرنا هي بمثابة "حلم"، "وهذا يعني أننا سنكون قادرين على السيطر على هذا الوباء".

وأضاف: لكننا "قلقون للغاية" من كيفية إقناع الناس "الذين لا يأخذون اللقاحات".

 الآن وقد اكتمل الجزء الخاص به من الوظيف إلى حد كبير، يفكر السلاوي في التنحي بحلول نهاية العام. وقال السلاوي إن كل شيء سار بشكل مذهل.

- الشخص المناسب للوظيفة

لم يبحث السلاوي عن منصب القائد المشارك، وقال إنه "غير متحالف مع هذه الإدارة" وأنه يكره السياسة. وأضاف بأنه يشعر بخيبة أمل من الكيفية التي آلت إليها الأمور.

وقال عازار "عندما أحضرناه للمقابلة، كان من الواضح أنه وافق على رؤيتنا، واعتقد أن هدفنا يمكن تحقيقه" "لقد أثبت أنه لا يقدر بثمن كمستشار علمي لعملية Warp Speed ".

وقال إلياس زرهوني الذي شغل منصب مدير المعاهد الوطني للصحة في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، إن السلاوي كان الخيار الواضح "لم نجد أفضل من منصف، إذا كان هناك شخص واحد في نظري يستطيع فعل ذلك فهو منصف السلاوي".
وقال جان فرانسو فورميلا وهو صديق ورجل أعمال في مجال الرعاية الصحية، إن السلاوي كان الخيار الأمثل لقيادة جهود تطوير اللقاح لأنه "قائد ذو كاريزما وشخصية ملهمة للغاية"، ويمكنه أن يضع نفوره الشخصي من إدارة ترامب جانباً للمساعدة الإنسانية.

-ناشط سياسي إلى صيدلاني

ولد عام 1959 في المغرب، وبدأت رحلة السلاوي خلال أيام دراسته الجامعية في بلجيكا في السبعينيات، عندما وقع في حب علم المناعة.

عارض والده الاحتلال الفرنسي للبلاد وقضى عامين في السجن بسبب أفكاره السياسية. وبعد حصول المغرب على الإستقلال أصبح والده رائد أعمال ناجح.

السلاوي درس في بلجيكا وأصبح ناشطاً سياسياً، وقال إنه لم يتلف أي ممتلكات أو يؤذي أي شخص، لكنه قام بتنظيم مجموعة من الطلاب المغاربة في بلجيكا وقام بإضرابين عن الطعام إحتجاجاً على الفوارق في الثروة التي رآها في وطنه.

عند عودته للمغرب كان يعلم أنه قد يكون مستهدفاً للمخابرات. وقال السلاوي "لأن عائلتي كانت مؤثرة لم ينتهي بي المطاف في السجن أو الإختفاء للأبد". لكنها كانت بمثابة صحوة لي. أخبرت نفسي أن بهذه الطريقة لا يمكنني مساعدة الناس، لأنها ليست فعالة وقد تنتهي بسرعة كبيرة".

قرر السلاوي أن يكون تأثيره الاجتماعي من خلال الرعاية الصحية. وأمضى عقوداً في لقاح الملاريا ولقاح آخر ضد فيروس الروتا. وقال "هذه أكثر فعالية من الاختفاء في مكان ما في السجن".

- الوصول إلى خط النهاية

تعرض السلاوي لإنتقادات كثيرة لكونه رجل أعمال ناجح في دور حكومي، يمتلك حوالي 10 ملايين دولار من الأسهم في شركة GSK جمعها خلال حياته المهنية.

وقال إنه يخطط يوماً ما للتقاعد والعيش من تلك الأرباح، رغم أنه يعترف بأنه ليس من النوع الذي يحب التقاعد.

عندما تم اختياره لهذا المنصب، استقال من مجلس إدارة موديرنا التي قد تشكل تعارضاً. وباع كل أسهمه في الشركة الناشئة، وخسر الكثير على مدار الأشهر السبعة الماضية.

وظيفته في عملية Warp Speed غيرت حياته بشكل كبير بين ليلة وضحاها. انتقل من منزله في فيلادلفيا إلى واشنطن خلال أسبوع، ولم يرى زوجته وابنه البالغ من العمر 8 سنوات إلا في عطلات نهاية الأسبوع.

قال وهو يرفع صورة ابنه على هاتفه المحمول "أفتقده وزوجتي بالطبع".

أحب السلاوي "ترابط" الفريق الذي يعمل معه، توحدهم مهمة مشتركة "نصع لقاحات آمنة وفعالة في أسرع وقت ممكن" وقال السلاوي "لا أحد لديه أجندة أخرى".

-إقناع الأمريكيين بالشراء

شيء واحد لا يستطيع السلاوي السيطرة عليه هو الرأي العام. ولهذا السبب يقوم بجولات في مواقع التجارب السريرية، للتعرف على تحديات توظيف أشخاص لتجربة اللقاح وتشجيع الناس على المشاركة.

قال السلاوي إن المشاركة في التجارب السريرية للقاح هي "مسؤولية مدنية، ومساعدة مجتمعية، ومساعدة لبلدك، وعالمك في تقييم فعالية اللقاحات"

وأضاف: "نحن مقتنعون جميعاً بأن هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله العودة إلى حياتنا الطبيعة يوماً ما".
شارك
التعليقات