تغيرات هرمونية وأسباب نفسية | لهذا يعتبر الأطفال آباءهم أبطالا خارقين 🦸‍♂️🦸‍♀️

juliane-liebermann-O-RKu3Aqnsw-unsplash
CC0
  • سلمى الزرقاطي
  • الإثنين، 07-12-2020
  • 01:06 م
نشر موقع "باور أوفبوزيتفتي" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن العوامل التي تفسر سبب رؤية الأطفال لآبائهم أبطالا خارقين.



 وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن الطفل يرتبط بأمه أكثر من والده بدافع الفطرة، لكن مع نموه وإدراكه للعالم من حوله يتعلم الطفل شيئا فشيئا أن الأب هو الشخص الذي يمكنه الاعتماد عليه بعد والدته. لذلك، يكبر معظم الأطفال مع إيمانهم الكامل بأن آباءهم هم الملجأ الذي يحتمون به من أي خطر، ويعتبرونهم أقوياء مثل الأبطال الخارقين.

يمنح الآباء أطفالهم الراحة مثل الأمهات تماما

بالاستناد إلى استطلاع أجري لمعرفة نظرة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات لآبائهم، ذكر أكثر من نصف الأطفال البالغ عددهم ألف طفل أنهم يعتقدون أن آباءهم يتمتعون بقوى خارقة. ويعتقد البعض أن آباءهم يمكنهم قراءة الأفكار ويخبئون وسائل الحماية التي يستخدمونها في الوقت المناسب.

الأهمية النفسية لعلاقة الأب بالطفل

أشار الموقع إلى أن الترابط الذي يحدث بين الطفل ووالده يعد مهما جدا لنموه النفسي الصحي. فعلى سبيل المثال، عادة ما ينظر أغلب الأشخاص إلى المرأة التي تفضل مواعدة الرجال الكبار في السن، على أنها تعاني من "نقص حنان الأب"، نظرا لأنها لم تكن تتمتع بتلك العلاقة القوية التي يطورها العديد من الآباء مع بناتهم، وهي تفتقر إليها. في المقابل، تحاول ملء ذلك الفراغ من خلال إيجاد رجل يمكنه أن يعوض تلك المشاعر التي حُرمت منها في صغرها.

اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة



من الناحية التنموية، يكتسي الدور الذي يلعبه كل من الأب والأم في حياة الطفل أهمية كبيرة. وبما أن الأطفال يتعودون عادة على الاحتماء بآبائهم لأن ذلك يشعرهم بالأمان والراحة، فإن فقدان الشعور بالأمان عندما يكبرون سيخلف لديهم فراغا وسيجعلهم يبحثون عن أي طرق ممكنة لملئه.

كيف تغيرت أدوار الأم والأب؟

في قديم الزمان، كان دور النساء يقتصر على البقاء في المنزل ورعاية الأطفال بينما كانت مهمة الأب تتمثل في العمل وتحمل مسؤولية العائلة بأكملها. لكن خلال العشرين سنة الماضية تغيرت هذه المعايير، وانقلبت الأدوار بين الأم والأب، التي أثرت بدورها على نمو بعض الأطفال. وقد ينظر الطفل إلى أن والده هو الراعي الأول له بعد والدته.

الآباء وتحولاتهم الهرمونية أثناء الحمل

على الرغم من أن الآباء لا يختبرون أيا من الأحاسيس التي تشعر بها الأم الحامل لأنهم لا يمرون بهذه التجربة بكل بساطة، إلا أن الكثيرين يفيدون بأنهم يشعرون بما تشعر به زوجاتهم. ويبدو أن الآباء يتأثرون أيضا بتغير الهرمونات تماما مثل النساء.

في هذا السياق، أجريت العديد من الدراسات حول الاستجابات الهرمونية للمرأة بعد الولادة التي تساعدها على الارتباط بطفلها. وثبت أن الآباء يشهدون العديد من تلك التحولات، خاصة زيادة هرمون البرولاكتين والأوكسيتوسين. وعندما تزداد هذه الهرمونات، فإنها تجعل الارتباط بالطفل أمرا سهلا.

كما أثبتت دراسة أجريت من قبل جامعة نورث وسترن أن الآباء يعانون من تغيرات في أجسامهم أيضًا، حيث تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لديهم ليصبحوا أكثر استعدادا لتنشئة الطفل. كما أكدت الأبحاث الجديدة أن مستويات توتر الأب أثناء عملية الإخصاب تؤثر على الجنين.

ما هو دور الأب اليوم؟

ذكر الموقع أن تأثير الأب على حياة طفله كبير جدا. لا ينبغي أبدا اعتبار الدور الذي يلعبه الأب ثانويا في حياة ابنه لأن كلا الدورين لهما نفس الأهمية. بالاضافة إلى ذلك، تتعزز نفسية الطفل مع استقرار العلاقة بين الوالدين والحرص على أن تكون صحية للغاية، حيث تنتج العائلة السليمة التي تقوم على دعم كل الأفراد، أطفالا متوازنين ومستقلين عاطفيا.

في مجتمعنا المعاصر، أصبح كلا الوالدان يعملان على قدم المساواة، ويتشاركان في تحمل مسؤولية المنزل والأطفال. فقد ترى أبا يحمل حقيبة الحفاضات أو يحمل الطفل إلى مرحاض عام لتغيير الحفاضات، وبات المجتمع يتأقلم مع هذه التغييرات.

وأكد الموقع أن الأم عادة ما تحظى بقدر أكبر من الاهتمام عندما تلد طفلها مقارنة بالأب، وذلك لأن الرابط بينهما يبقى وثيقا كما كانت تحمله بأحشائها، غير أن دور الأب لا يقل أهمية عن دور الأم فهو الذي يلهم طفله بقوته التي تجعل منه بطلا خارقا هو الآخر. ومع مرور الوقت، أدرك المجتمع أن الآباء قادرون على لعب أي دور يريدونه في حياة أطفالهم. وما يسعنا إلا أن نثني عليهم لأنهم أبطال خارقون بالفعل.
شارك
التعليقات