وتشير التوقعات التفصيلية من قبل مركز خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في المملكة المتحدة إلى إمكانية فقدان الأنشطة الشتوية التقليدية، إذا لم يتم تقليل انبعاثات الغازات التي تؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري عالمياً.
وتوقع البحث أن معظم جنوب إنجلترا قد لا تشهد أياماً باردة، أو درجات حرارة تحت الصفر بحلول عام 2040 أو قبل ذلك بسبب تغير المناخ.
وإذا استمر الأمر في هذا الاتجاه، فإن الأراضي المرتفعة جداً وأجزاء من شمال إسكتلندا هي فقط التي ستشهد درجات حرارة تحت الصفر بحلول عام 2080.
وأكد مكتب الأرصاد الجوية أن هناك تقلباً في درجات الحرارة نشهده عاماً بعد عام، وستكون بعض السنوات كثيرة البرودة وبعضها دافئة على عكس المعهود.
اظهار أخبار متعلقة
وتستند النتائج إلى توقعات تفترض استمرارية الزيادة في الانبعاثات العالمية. وعلى الرغم من أن هذا السيناريو قد لا يكون النتيجة الأكثر ترجيحاً، إلا أنها محتملة. إذا تم تقليل الانبعاثات العالمية، يمكن تجنب ارتفاعات درجات الحرارة، ولكن من المرجح أن يرتفع متوسط درجات الحرارة.
وقال التقرير إنه على الأغلب ستزداد درجات الحرارة والجفاف صيفاً، إذا استمرت الانبعاثات في التسارع على الرغم من أن التأثيرات ستختلف بحسب الإقليم.
وقالت الدكتورة ليزي كندون، كبيرة علماء مكتب الأرصاد الجوية لبي بي سي بانوراما: "نحن نقول أنه بحلول نهاية القرن الكثير من الثلوج على الأراضي ستختفي تماماً باستثناء الأماكن المرتفعة".
وأضافت: "إن الصورة الأقرب للواقع ستكون عبارة عن فصول شتاء أكثر دفئاً ورطوبة وصيف أكثر حرارة وجفافاً". "كما أنه سيكون لدينا أحداث أكثر تطرفاً، مثل هطول أمطار غزيرة .. سنشهد تغيرا كبيرا ... في مسار حياتنا. إنها مجرد دعوة للاستيقاظ لما نحن بصدده".
اظهار أخبار متعلقة
وقالت الدكتورة كندون إن درجات الحرارة التي تتجاوز 30 درجة مئوية ليومين ستكون أكثر تواتراً بمقدار 16 مرة بحلول نهاية القرن، مقارنة بالمتوسط بين عامي 1918 و 2000.
ويشير تحليل مكتب الأرصاد الجوية أيضاً إلى أن هطول الأمطار الشتوية يمكن أن يزداد بنسبة تصل إلى الثلث في المتوسط دون خطوات تقليل الانبعاثات العالمية، ولكن هذا غير مؤكد ويمكن أن ينخفض هطول الأمطار بدلاً من ذلك.
ويذكر أن الغازات المنبعثة والمسببة للاحتباس الحراري هي غاز ثاني أكسيد الكربون، غاز الميثان، غاز الأوزون، وغاز الكلوروفلوركربون. وهناك 170 دولة مسؤولة عن أكثر من 90 % من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتعد الصين أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات الملوثة (ما يقارب ربع الانبعاثات على مستوى العالم). وقد تعهدت للمرة الأولى بأن تحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول العام 2030 كحد أقصى، بعدما ظلت تمانع تعهداً كهذا بداعي ضرورات التنمية فيها.
ومع أن الصين أكبر مستهلك للفحم في العالم، وهو أكثر مصادر الطاقة تلوثاً، إلا أنها في المقابل أكبر مستثمر في مصادر الطاقة البديلة. وهي تنوي تخفيض انبعاثاتها من الكربون بنسبة تتراوح بين 60 و65 % بحلول العام 2030 مقارنة مع ما كانت عليه في العام 2005.