وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن الطريقة التي تربي بها أطفالك هي شأن شخصي جدا، وعادة ما تتأثر بالعالم من حولك وبنية عائلتك والظروف التي تعيش فيها والقيم التي تؤمن بها وأكثر من ذلك بكثير. وغالبًا ما يشعر الكثير من الآباء بالقلق أو الارتباك بشأن ما إذا كانوا يتخذون القرارات الصحيحة لأطفالهم، وخاصة بشأن مدى تأثير طريقتهم في التربية على شخصية أطفالهم على المدى البعيد.
أنماط التربية الرئيسية
أورد الموقع أن الأنماط الرئيسية للتربية تشتمل على أربعة أنماط، وهي تمثل إطارًا لكيفية تقييم ووصف قراراتنا في تربية أطفالنا. وعلى الرغم من أن هذه الأساليب قد تكون مميزة ومختلفة، إلا أن هناك فرقًا بسيطًا بينها.
ومن بين أساليب التربية التي يجب أن نكون على دراية بها هي الأبوة الاستبدادية، الشائعة خاصة في العائلات الناجحة. وفي حين أن هذا الأسلوب في التربية له نتائج مفيدة، إلا أنه لا يخلو أيضًا من الآثار الجانبية التي يجب الانتباه إليها.
ما هي الأبوة الاستبدادية؟
ذكر الموقع أن الأبوة الاستبدادية، التي يطلق عليها أحيانًا الأبوة التأديبية، تقوم على الحاجة إلى السيطرة واعتماد الحدود الصارمة ووضع توقعات عالية للأطفال (وعادة للآباء أيضًا). ولاحظت الدكتورة أليزا بريسمان أن "الوالد أو الأم الاستبدادية يكون متطلبا، ولكن المشكلة تكمن في غياب التعاطف". في هذه الحالة، لا يقدم بعض الآباء الدعم الكافي لأطفالهم من خلال التوجيه العاطفي. ولابد من الإشارة إلى أن كل طفل لديه احتياجات مختلفة سواء تعلق الأمر بالحدود أو العواطف.
اظهار أخبار متعلقة
بالنسبة للأطفال، لا يمكن إنكار النتائج الإيجابية لهذا الأسلوب في التربية، إذ يكون الأداء الأكاديمي للأطفال في العادة جيدا، ولكن التوقعات الصارمة الموضوعة لهم قد تدفعهم إلى الحرص على التميز في المدرسة فقط من أجل إرضاء الوالدين. وتتمثل سلبيات هذا الأسلوب في كونه يمكن أن يتسبب في شعور الطفل بعدم السيطرة على حياته وتدني احترام الذات والاعتماد على الدوافع الخارجية والضغط الخفي للمضي في حياته. لاشك أن وضع حدود للأطفال أمر مهم، لكنهم يحتاجون أيضا إلى تعلم كيفية وضع حدود خاصة بهم من خلال التمتع بمزيد من الحرية.
كيف تقارن الأسلوب الاستبدادي في التربية مع أنماط الأبوة الأخرى؟
أوضح الموقع أن مفهوم أنماط الأبوة والأمومة للتربية صيغ في الستينيات من قبل عالمة النفس ديانا بومريند، التي درست الأطفال في سن ما قبل المدرسة وسلوكياتهم. ثم قارنت هذه السلوكيات بكيفية تفاعل الوالدين: الاستراتيجيات التأديبية للبالغين، ومدى رعايتهم في أوقات الضغط، وكيفية تواصلهم معًا، وتوقعات النضج والسيطرة. وما وجدته العالمة هو أربعة أنماط: التربية المتسلطة، المتساهلة، غير المتفاعلة، الاستبدادية.
قدم الموقع تفسيرا للأنماط الثلاث الأخرى:
● التربية المتسلطة: يعتبر عمومًا الأسلوب الأكثر شمولاً للتربية. فالآباء حساسون للغاية وداعمون للأطفال مع توفير الحدود والبنية والتوقعات الواضحة والاستقلالية.
● التربية غير المتفاعلة: الآباء هنا عادة ليس لديهم توقعات لأطفالهم - ولا يقدمون الأساسيات أو الدعم. قد يواجه الأطفال الذين يتم تربيتهم بهذه الطريقة صعوبات في تطوير العلاقات وفي الدراسة وعلى مستوى احترام الذات.
● الأسلوب المتساهل: عادة ما يكون الوالدان في هذه الحالة مستعدين لتلبية جميع رغبات الطفل (ويشار إليها أحيانًا باسم الأبوة المتسامحة). يستجيب هؤلاء الآباء بشكل كبير لاحتياجات أطفالهم ونادرًا ما يضعون توقعات أو حدودًا أو يعملون أطفالهم كيفية تحمل المسؤولية.
ما هي خصائص الأبوة الاستبدادية؟
أشار الموقع إلى بعض التمثلات الشائعة التي تظهر بها الأبوة الاستبدادية في الحياة الواقعية. لكن الإجراءات الواردة أدناه ليست "سيئة" في جوهرها.
● الإجابة عن سؤال" لماذا؟" دائما ما تكون:" لأنني أخبرتك بذلك". لا شك أن الآباء مشغولون أيضًا، ولا يمكنهم دائمًا إرضاء أطفالهم من خلال شرح جميع الخيارات التي تدخل في عملية صنع القرار. وتنشأ المشكلة عندما لا تساعد الأطفال على فهم قيمة القيام بشيء ما (مثل الأعمال الروتينية، على سبيل المثال) أو عندما تشرح سبب معاقبتهم.
● طلب المهام أو تحديد أهداف غير قابلة للتحقيق مع عدم تقديم الدعم للمساعدة في تحقيقها. تعد المعايير العالية أمرًا جيدًا - فأنت تؤمن بقدرة طفلك على النجاح، ولكن إذا كان من الواضح أنهم يكافحون لتلبية متطلباتك، فيجب أن يكون الوالدان متاحين ومنفتحين للتدخل ومساعدة الأطفال وتعديل الأهداف.
● عقوبة المخالفات الصغرى تكون قاسية.
● عدم السماح للأطفال أبدًا باتخاذ القرارات بأنفسهم. عندما يكونون صغارًا وغير ناضجين بما يكفي للقيام بذلك، فهذا مناسب، ولكن عندما يكبرون يجب أن يُمنحو الفرصة لاتخاذ قرارات بأنفسهم.
كيف تغير عادات الأبوة الاستبدادية؟
في حين يحتاج الآباء المتساهلون إلى أن يتعلموا كيف يكونون أكثر صرامة، فإن الآباء المستبدين يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر تساهلا مع أطفالهم. بعبارة أخرى، من المحتمل أن يحتاج الآباء الذين يميلون إلى تطبيق هذا الأسلوب في التربية إلى تعلم كيف يكونون أكثر تعاطفا مع أطفالهم.
هناك العديد من الطرق للقيام بذلك، إحداها تتمثل في وضع نفسك مكان طفلك، فعلى سبيل المثال إذا كان يواجه مشكلة ما، فكر في السبب وما الذي تريد أن يفعله والداك معك في هذه الحالة. يمكن للآباء أيضًا الابتعاد عن اعتماد العقوبات والتركيز على الانضباط بدلاً من ذلك، خاصة أن العقوبة أسلوب رجعي ولا تأتي عادة مع إرشادات أو سياق يفسر للطفل سبب معاقبته (وهذا مهم بشكل خاص للأطفال الأصغر سنًا الذين لا يفهمون معنى القواعد أو التنظيم الذاتي أو الصواب والخطأ).
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح الموقع أن الانضباط في المقابل، يقوم على أن تشرح لأطفالك ما تتوقعه منهم، ولماذا تتوقع منهم أن يتصرفوا بهذه الطريقة، وما هي عواقب عدم الامتثال للقواعد "في الحياة الواقعية"، وما نوع النتائج التي يمكن أن تترتب عن ذلك.
وأشار الموقع إلى أنه يمكنك تذكير طفلك بأنك تحبه وتهتم به وعلى استعداد لتقديم الدعم العاطفي له متى احتاج ذلك، ومساعدته حين يواجه المشاكل. ولكن ليس عليك أن تتابع جميع تحركاته وتلبي جميع احتياجاته على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وإنما الاكتفاء بالتدخل عندما يكون ذلك ضروريًا.