علماء يتوصلون إلى طريقة لتأخير الشيخوخة وتجديد شباب "الكروموسومات" 🧓👩‍🦰

alex-harvey-y0I85D5QKvs-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • السبت، 19-12-2020
  • 09:10 م
في كل مرة تتكاثر فيها خلايا جسدك، ينهار جزء من شبابك. يحدث هذا نتيجة قصر التيلوميرات، وهي الهياكل التي "تغطي" أطراف الكروموسومات لدينا.



ويقول علماء الآن إنهم تمكنوا من عكس هذه العملية وإطالة طول التيلوميرات في دراسة صغيرة شملت 26 مريضاً.

المشاركون جلسوا خمس جلسات في غرفة أكسجين عالي الضغط، لمدة 90 دقيقة في الأسبوع وعلى مدى ثلاثة أشهر، ونتيجة لذلك استطالت بعض التيلوميرات في خلاياهم بنسبة تصل إلى 20%.

هذا الإدعاء مثيرٌ للإعجاب، وقد حاول العديد من الباحثين سابقاً لكن دون جدوى. لكن من الجدير الإشارة بأن حجم العينة صغير، وأن النتائج تحتاج إلى التكرار قبل أن نشعر بالحماس الشديد.

اظهار أخبار متعلقة



ومع ذلك، فإن حقيقة أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط، قد يؤثر على طول التيلومير وهو أمر يستحق المزيد من البحث.


وقال الطبيب شاعر إفراتي، وهو طبيب علم أعصاب: "لقد استلهمنا الفكرة، بعد التجربة التي أجرتها وكالة ناسا، حين قامت بإرسال أحد التوأمين إلى الفضاء والآخر بقي على الأرض، أظهرت النتائج إختلافاً كبيراً في طول التيلومير، أدركنا أن التغييرات في البيئة الخارجية قد تؤثر على الخلية الخلوية الأساسية، التي تحدث التغييرات مع التقدم في العمر".


وتقوم التيلوميرات بنسخ أنفسها مع بقية الكروموسومات عندما تنقسم الخلية، بتكرار أجزاء من التعليمات البرمجية التي تعمل كمكافئ للحمض النووي، ولكن مع كل تكرار، تفشل أجزاء صغيرة من الشفرة في طرف التسلسل من ضمها في النسخة الجديدة، مما تؤدي إلى ترك الكروموسوم الحديث أقصر من سابقه.

قصر التيلوميرات يؤدي إلى تعريض التسلسلات في الكروموسوم لخطر حدوث طفرات جينية خطيرة. تتزامن هذه الطفرات مع التغيرات التي تهيئنا لمجموعة من الحالات المرتبطة بالعمر، لا سيما السرطانات.

هذا لا يعني بالضرورة أننا نتقدم بالعمر بسبب تقلص التيلوميرات، ولكن هناك علاقة بين طول التيلومير والصحة التي يحرص الباحثون على إجراء المزيد من الأبحاث عنها، وأوضح إفريتي أن " التيلوميرات الأطول ترتبط بأداء خلوي أفضل".


هناك العديد من الطرق لتسريع تآكل التيلوميرات لدينا، عدم الحصول على قسط كاف من النوم يمكن أن يؤدي إلى ذلك، بالإضافة إلى تناول الكثير من الأطعمة المصنعة، وربما حتى إنجاب الأطفال.

وتتطلب عملية إبطاء خسارة التيلوميرات جهداً كبيراً، لكن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول الطعام الصحي تعد رهانات جيدة إذا كنت تريد أن تبقي على الكروموسومات لأطول فترة ممكنة.

وكان العلاج بالأكسجين عالي الضغط قد أثار جدلاً في الماضي، بسبب مزاعم قدرته على علاج مجموعة من الحالات المرضية، كقتل الميكروبات الحساسة للأكسجين في جرح لا يشفى بالطرق العادية. لكن البيئات الغنية بالأكسجين تقف وراء مفارقة غريبة أيضاً، حيث أن الجسم يقوم بمجموعة من التغيرات الجينية والجزيئية التي تحدث عادة في حالة انخفاض الأكسجين.


هذه الدراسة، أظهرت أن الأكسجين عالي الضغط كان له تأثير إيجابي محتمل على صحة الأنسجة نفسها. كما أظهرت عينة صغيرة من المتطوعين إنخفاضاً في عدد الخلايا التائية الشائخة، وهي أنسجة تشكل جزءاً حيوياً من نظام المناعة لدينا.


وقال إفراتي " بمجرد أن نثبت تأثير الشيخوخة العكسي على مجموعة الدراسة، سيكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات من أجل تحسين البروتوكول لكل فرد".


وفي بيان صحفي صادر عن مركز ساغول للطب والأبحاث في الضغط العالي، قال إفراتي إن فهم أسباب قصر التيلومير "يعتبر الكأس المقدسة لبيولوجيا الشيخوخة".


وعلى الرغم من أهمية تقلص التيلومير، فإن فشل بيولوجيتنا مع تقدم العمر، هو أمر معقد بلا شك ولا يقتصر على طول التيلومير بل ينطوي على الكثير من القطع المفقودة في الكروموسومات، وتم نشر البحث في مجلة Aging.


https://www.sciencealert.com/oxygen-therapy-found-to-turn-back-the-sands-of-time-on-our-body-s-aging-cells
شارك
التعليقات