وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إنه عندما نتحدث عن تربية الأبناء، غالبًا ما يكون العقاب البدني موضوعًا حاسما بالنسبة للآباء. ومقارنة بالأجيال السابقة، هناك فجوة كبيرة بين أساليب التربية التي اعتمدها آباؤنا وأجدادنا وأساليب التربية الحديثة التي لا تتضمن العقوبة الجسدية لأنها تعتبر اليوم دليلا على إساءة معاملة الأطفال.
يحذر الخبراء من استخدام هذا النوع من العقاب مع الأطفال، وأظهروا أن هناك طرقًا أكثر فعالية لتربية الأطفال وتهذيب سلوكهم دون الحاجة إلى استخدام القوة والعنف. ووفقًا لمسح أجري قبل 25 عامًا، قام 80 بالمئة من الآباء بمعاقبة أطفالهم جسديا، ولا يزال 67 بالمئة من الآباء حتى الآن يفعلون ذلك، وهي ممارسة تسبب الكثير من المعاناة النفسية للأطفال.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت المجلة إلى أن العقاب الجسدي يمكن أن يتخذ أشكالًا عديدة، لعل أكثرها شيوعا هو ضرب الأطفال باليد أو بالحزام، إلى جانب طرق أخرى مثل نتف الشعر أو هز الأطفال أو شدهم من الأذنين أو إجبارهم على البقاء في وضع غير مريح، أو إطعام الطفل بالقوة.
ينضاف إلى ذلك أنواع أخرى من الإساءة على غرار إذلال الطفل والتقليل من شأنه وإخافته. وعلى الرغم من أن هذه العقوبات لا تصنف تحت خانة العقوبة الجسدية، إلا أنها تظل شكلا من أشكال الإساءة اللفظية التي تترك ندوبا أكثر خطورة لا يمكن لأحد ملاحظتها.
وذكرت المجلة أن إحدى الدراسات كشفت أن الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء اللفظي قبل سن 13 عامًا عانوا لاحقا من أعراض اكتئابية في مرحلة المراهقة والبلوغ. ونظرًا لأن الرابطة بين الوالدين والأطفال في هذا السياق تظل هشة لمدة طويلة، فإن عدم حصول الطفل على تواصل عاطفي حقيقي مع والديه يسبب له الكثير من الضرر العاطفي والنفسي.
اظهار أخبار متعلقة
يرى الخبراء أن العقاب الجسدي يضر بشكل مباشر بحقوق الأطفال، لأنه حتى مع نية تعليم الأطفال بشكل ناجح وفعال، تنطوي العقوبة الجسدية في الواقع على مخاطر حقيقية يمكن أن تتضاعف، خاصة أن الآباء في معظم الأحيان يكونون غاضبين ولا يستطيعون السيطرة على أنفسهم.
في أحدث الاكتشافات، تبين أن الأطفال الذين عانوا من الاعتداء الجسدي المستمر في مرحلة الطفولة يصبحون عدوانيين أكثر في المستقبل. وفي حالات على غرار الغضب الشديد أو القلق، يكرر الأطفال في مرحلة البلوغ ما تعرض له من والديه في مرحلة الطفولة. وأثبتت الدراسات أن الأطفال المعنفين يتصرفون بعنف مع الآخرين بنسبة 54 بالمئة، لأنهم يطبقون ما يرونه في المنزل.
يعد الضرر النفسي من بين أكبر الأضرار التي يسببها الاعتداء الجسدي، مثل اضطرابات القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات وعدم الاستقرار العاطفي ومشاكل السلوك المختلفة.
إذن ماذا علي أن أفعل لتعليم طفلي دون استخدام القوة؟
وفقًا للخبراء، ينبغي على العائلة مساعدة الأطفال على عزل أنفسهم للحظة للسماح لهم بالهدوء والتفكير في الأمر وشرح سبب الخطأ الذي ارتكبوه. ولكي يتعلم الطفل الدرس ويبقى راسخا في مخيلته، يجب أن يحصل على مكافأة على غرار مشاهدة عرض ما في التلفاز أو تناول الحلوى ليوم واحد عندما يحسن التصرف، وهذا الأمر سيكون له تأثير طويل المدى أكثر نجاعة من الضرب.