لهذه الأسباب يجب ألا يحصل الأطفال على ما يريدونه دائما 👦

ryan-franco-XECZHb6NoFo-unsplash
CC0
  • شافية محمدي
  • الأحد، 31-01-2021
  • 06:14 ص
نشر موقع "خنيال" الإسباني تقريرا تحدث فيه عن عواقب الدلال المفرط على شخصية الطفل والأسباب التي  تضطرنا إلى حرمانه مما يريد في بعض الأحيان. 

وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إعطاء الأطفال ما يريدونه وبالطريقة التي تروق لهم ومتى شاؤوا ذلك يبدو في بعض الأحيان أسهل شيء يمكن القيام به. ومع ذلك، فإن الأمر عكس ذلك تماما. على الرغم من أن الطفل يشعر بالرضا للحظات وقد يبدو أنه وقع حل المشكل، إلا أن هذا السلوك المستمر على المدى الطويل سيؤدي إلى سلسلة من العواقب التي يمكن أن تؤثر عليه بشكل خطير في حياته المستقبلية. 

لم يبدو من الضروري إعطاء الأطفال كل ما يطلبونه؟

بشكل عام، إن الآباء الذين يميلون إلى إعطاء أطفالهم كل ما يريدونه ويتوقون إليه، عادة ما يفعلون ذلك لأسباب تتعلق بالشعور بالذنب وعدم تكريس الوقت الكافي لأطفالهم. بعبارة أخرى، يظهر هذا الشعور بمجرد أن يحس الوالدين بأنهم لا يقومون بعمل جيد أو أنهم ليسوا آباء صالحين كما ينبغي أو أنهم لا يقومون بواجباتهم الأبوية. ويمكن أن يدفعنا الشعور بالذنب إلى الميل إلى خيار غير مناسب، بدلا من أن يظهر لنا الحل الحقيقي. 

تعود أسباب الشعور بالذنب إلى عوامل عديدة، أكثرها شيوعا هو عدم توفر الوقت الكافي. أحيانا يشعر الوالدين بأنهم يفتقدون إمضاء أوقات ثمينة مع أطفالهم وهو ما يؤدي إلى غياب الاتصال والتواصل بين الوالدين والطفل. ومع ذلك، إعطاء الطفل كل ما يريد ليس الطريقة الصحيحة التي سوف تعوضه عن هذا الوقت، لأن ذلك لا يصب في مصلحته، بل على العكس من ذلك، سوف يؤذيه بشكل خطير في الحاضر والمستقبل.
عواقب سهولة حصول الطفل على كل ما يريد يمكن أن تنقسم عواقب سهولة حصول الطفل على كل ما يريد على المدى القصير وعلى المدى الطويل.

الإحباط وعدم تقبل هذا الشعور

حين يحصل الطفل على كل ما يريده بمجرد طلبه أو دون بذل أي جهد، فإنه لا يتعود على الحرمان أو الرفض. قد يشعر الطفل بالإحباط لعدم حصوله على ما يريد ولكنه حتما سوف يفهم أنه لا يمكنه الحصول على كل شيء في جميع الأوقات وأن والديه قد يرفضان طلبه في بعض الأحيان. وبهذه الطريقة، سوف يبدأ في تعلم كيفية التعامل مع الإحباط لإدارته والتحكم فيه.

حين يكبر الطفل ويواجه الحياة بمفرده، سيجد أن الأبواب ستغلق في وجهه في بعض الأحيان، وغياب أشخاص على استعداد لمساعدته أو منحه ما يريد؛ في تلك الحالات، سيتضاعف لديه الشعور بالإحباط.

عدم معرفة قيمة العمل وبذل الجهد 

لن يتعلم الطفل أهمية الجهد والعمل لتحقيق ما يريد إذا تلقى ما يريد في جميع الأوقات وفي كل موقف دون أي نوع من الصعوبة. بالإضافة إلى ذلك، يتعود الطفل على أن تلبية طلباته أمر طبيعي ومعتاد. ولكننا نعلم أن الأمر ليس كذلك وأنه عندما يكبر لن تكون الأمور بهذه البساطة.

الشعور بالقلق

لا يتعلم الأطفال القيمة الأساسية للصبر والانتظار أيضا حيث إنهم يريدون الحصول على كل شيء فورا ودون تأخير. لهذا السبب، يظهر القلق الناجم عن نفاد الصبر والذي تليه نوبات بكاء ونوبة غضب شديد عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يريدونها وعندما لا يحصلون على ما يطلبونه في الوقت المناسب.

الإكتئاب

من الطبيعي أن يرتفع سقف طلبات الطفل مع تقدم سنه وسيكون من الصعب على الوالدين تلبية طلباته ومطالبه. من الممكن أن يشعر الطفل بالإحباط إذا حدث هذا الأمر وأصبح يفتقد إلى تلبية كافة طلباته مثل السابق. لذلك، يمكن أن يسبب له اليأس والحيرة من هذه اللحظة  سلوكيات عدوانية من جانبه ويمكن أن تحوله إلى شاب غير راض عن نفسه ومكتئب.

يعرف الأطفال الإحباط ومعنى الرفض الأول في سن مبكرة ولكن عندما لا يحدث ذلك بسبب الإرضاء المنهجي لطلباتهم، يصبحون غير متسامحين مع الرفض. نتيجة لذلك، لن يتمكنوا من التعامل مع إحباطهم لأنهم لا يعرفونه سابقا ولن يتسامحوا مع عدم تلبية طلباتهم.

نوبات الغضب

من الطبيعي أن يرغب الطفل دائما في الحصول على المزيد لأنه تعلم تلبية كافة طلباته بكل سهولة. بمجرد أن تصبح هذه العادة متأصلة، ستكون نوبات الغضب مستمرة للحصول على ما يريده والمطالبة به. يتعرض الطفل مع تقدم عمره إلى نوبات الغضب باستمرار كلما عجز عن العثور على العادات التي تربى عليها في المنزل منذ صغره. 

التبعية والاعتماد على الآخرين 

بسبب الوالدين الذين يتوقون إلى الشعور بالرضا عن النفس عبر توفير المرافق الممكنة، لن يكون الطفل قادرا على تطوير استقلاليته، وبالتالي لن يتمكّن من إعالة نفسه من أجل القيام بالعديد من الأشياء، الأمر الذي يجعله يعتمد دائما على والديه. لم يتعلم الطفل أن يجتهد ليحصل على ما يريده أو يحتاج إليه ولا يعرف كيف يفعل ذلك، لذا فهو لا يتمتع بالاكتفاء الذاتي.

ختاما، تنشئ عواقب تلبية كافة طلبات الطفل فردا لا يعرف كيف يتعامل مع الإحباط ويتجاهل ماهية الجهد المبذول لتحقيق هدف ما بالإضافة إلى أنه يميل إلى الشعور بالقلق والاكتئاب ويشكل شخصية غير متسامحة وغير مستقلة. في حال كان هدف الوالدين هو تعويض الطفل عن غيابهم أو إسكات الشعور بالذنب لديهم، فإن النتيجة ستكون معاكسة تماما حتما. لذلك، من الضروري أن لا نتأثر بنوبات غضب الطفل ونتعلم أن تقول "لا" في الوقت المناسب.
شارك
التعليقات