تسبب الإنسان بزيادة المشكلة | هل تستطيع القطط ذات الوجه المتجهم التعبير عن مشاعرها؟ 😾

pexels-skitterphoto-1331821
CC0
  • أحمد حسن
  • الأحد، 31-01-2021
  • 10:02 ص
إنه أمر ليس بمحض الصدفة أن نجد القطط لطيفة وجذابة: لقد قمنا بتربيتها بشكل انتقائي عبر الأجيال للحصول على أقصى قدر من اللطافة والجاذبية. لكن هذا التكاثر كان له جانب سلبي أيضاً، لقد ترك بعض البشر لدى القطط وجها عابسا دائما لا يستطيعون من خلاله إظهار مشاعرهم.



ويشير بحث جديد نشر في كانون أول/ ديسمبر الماضي في مجلة Frontiers of Veterinary Science  إلى أن التكاثر الانتقائي لنوع وجه محدد للقطط "الوجه المسطح" قد أعاق قدرة القطط على التعبير عن الخوف والقلق والألم بشكل دقيق.

هذه السلالات من القطط ذات الوجوه المسطحة ستبقى عالقة في هذا الوجه المتجهم والذي يشير إلى الألم مع أنها سليمة ولا تعاني من أي مشاكل.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية لورين فيينكا، من جامعة نوتنغهام ترنت " لقد كانت هذه النتائج بمثابة توجيه بصري لحقيقة كنت أغفل عنها، لم أتوقع أن تكون القطط ذات الوجه المسطح لها تعبيرات شبيهة بالألم".

وقالت فيينكا هذا التجهم الدائم قد يعني أن مالكي القطط لن يكونوا قادرين على معرفة ما إذا كان قطهم الأليف بخير أم أنه فعلاً يشكو من الألم. وهذا بفضل التزاوج الانتقائي للبشر، الذي غير وجه القطط أكثر من أي سمة من سماتها الجسدية. وعلى الرغم من أهمية الوجه للتواصل غير اللفظي عند الحيوانات، إلا أن الدراسات قليلة فيما يتعلق بكيف غير هذا التكاثر تعابير وجه القطط.

اظهار أخبار متعلقة



للإجابة على هذا السؤال، استخدمت فيينكا وزملاؤها خوارزمية كمبيوتر لتحليل بيانات الوجه لأكثر من 2000 صورة للقطط، وتم تحديد مقياس من المحايد إلى المتجهم تماماً.

ومن خلال مقارنة تعبيرات الوجه لسلالات القطط المختلفة ذات الشعر القصير والتي تشعر بالألم نتيجة التعافي من عمليات جراحية روتينية، وجدت فيينكا وزملاؤها بأنه على الرغم من أن القطط ليست بارعة في التعبير عن ألمها بشكل كبير، إلا أن القطط ذات الوجه المسطح تظهر تعابير الألم على وجهها حتى مع استرخائها التام.

لكن لماذا نفضل القطط التي تبدو وجوهها وكأنها تتألم؟ إحدى النظريات تقول بأننا نقوم بتربية الحيوانات للبقاء في حالة الطفولة لأطول فترة ممكنة، وهي عملية تسمى الاستدامة. إضافاً إلى أن الأمر الذي نعتقده دائماً أن الرضع والصغار بشكل عام يبكون كثيراً.

وقالت فيينكا "من المحتمل أن يكون لدينا تفضيل بالفطرة للميزات الشبيهة بالألم لأنها ربما تدفعنا إلى رعايتهم والاهتمام بهم، نحن نشعر بالأسى تجاههم".

اظهار أخبار متعلقة



وقد يؤدي تفضيلنا للوجه الطفولية إلى إيذاء حيواناتنا الأليفة، حيث أظهر الأبحاث السابقة إلى أن التعديلات الشديدة في وجوه القطط تؤدي إلى العديد من الأمراض، منها ضيق مجرى الهواء، ومشاكل في التنفس والرؤية، وهذا بسبب هوسنا بالوجوه الناعمة.

وكتبت فيينكا " لسوء الحظ ما يعنيه ذلك هو أننا قد نستمر في تفضيل -بل وحتى تشجيع- وجود سلالات تعاني من مشاكل صحية خطيرة تكافح للتواصل معنا ومع الحيوانات الأخرى".

وأضافت " إذا كنت تنوي شراء قطة، من المهم أن تفكر في قدرتها على التواصل معك".

وبحسب موقع "دويتش فيله" فقد ارتبطت حقيقة امتلاك قطة منذ فترة طويلة بانخفاض ضغط الدم وخطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية - على سبيل المثال ، في دراسة نُشرت في عام 2009 ، إذ خلص رأي جمعية القلب الأمريكية في عام 2013 إلى أن امتلاك حيوان أليف (قطة أو كلب) يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وعلى صعيد الصحة العقلية، تشير دراسة نُشرت عام 1981 إلى أن الحيوانات الأليفة تساعد كبار السن على الشعور بالتحسن عندما يكونون حزينين. وقد تم استعمال القطط في برامج علاج منذ القديم في اليابان ، إذ تتيح "حانات القطط" للعملاء الاسترخاء مع الشاي أثناء مداعبة الحيوانات.
شارك
التعليقات