حتى لو كانت طفولتك سعيدة فهي لن تحميك من مشاكل الصحة العقلية 🥺

pexels-andrea-piacquadio-3755755
CC0
  • أحمد حسن
  • الأربعاء، 17-02-2021
  • 05:16 م
من المعروف أن التجارب السلبية في الطفولة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، لكن هذه الحقيقة وحدها لا تفسر سبب إصابة كل فرد بأي شكل من أشكال الاضطراب النفسي في المستقبل.


وفي دراسة حديثة سعى الباحثون لاكتشاف كيفية تأثير تاريخ حياة الناس على تطور علم النفس المرضي من أفكار وسلوكيات غير طبيعية والتي غالباً ما تدعم الاضطرابات النفسية.

يقول العلماء، كانت نتائج البحث متباينة: حيث أن التجارب السلبية في مرحلة الطفولة يمكن أن تظهر بالفعل شكل من أشكال القلق أو الاضطرابات الأخرى للصحة العقلية في وقت لاحق من العمر، كانت هناك أيضاً نتائج تشير إلى أن طفولتك السعيدة لا تضمن لك حياة خالية من المشاكل النفسية مستقبلاً.

وتوضح عالمة النفس التطورية بيانكا كال، من جامعة جنوب أستراليا: "يظهر هذا البحث أن  مشاكل الصحة العقلية لا تحددها أحداث الحياة المبكرة من أعمارنا فقط. الطفل الذي ينشأ في منزل سعيد، يمكن أن يكبر ويصاب باضطراب في الصحة العقلية".

قد يبدو الأمر عادياً، لكنه جزء مهم من البحث ويساعد في كسر وصمة العار التي يرددها المجتمع بأن مشاكل الصحة العقلية تحدث لبعض الأشخاص ذوي الطفولة السيئة.

اظهار أخبار متعلقة



قامت كال وزملاؤها بإجراء استبيان على 343 مشارك عبر الإنترنت، وتم سؤالهم عن أسرهم وكيف تربوا، جنباً إلى جنب مع أسئلة تبحث في طبيعة مسار نموهم وصحتهم العقلية ورفاهيتهم بشكل عام، وطبيعة علاقاتهم وارتباطاتهم هذه الأيام.

ويوضح المؤلفون في ورقتهم "هدفت الدراسة بشكل خاص إلى استكشاف ما إذا كانت سمات تاريخ حياة الطفولة مرتبطة بعامل ما من عوامل علم النفس المرضي، أو ما إذا كان بإمكانهم التنبؤ بمجموعة أعراض محددة".

تعد سمات تاريخ الحياة جزءاً مما يسمى نظرية تاريخ الحياة، وهي التي تحلل كيفية تأثير أنواع مختلفة من استراتيجيات الحياة على التجارب التي يمر بها الأشخاص مع مرور الوقت.

بمعنى آخر، يمكن وصف استراتيجيات تاريخ الحياة بالسريعة أو البطيئة. حيث تعني السريعة بأنه غالباً ما يتم اتخاذ قرارات سريعة وسلوكيات اندفاعيه وموجهه نحو الحاضر القريب. على عكس السمات البطيئة التي تتخذ قرارات وسلوكيات أكثر حكمة، وموجهه نحو المستقبل.

ما أرادت كال وزملاؤها تحليله هو ما إذا كانت استراتيجيات الحياة السريعة أو البطيئة يمكن أن تتنبأ بعامل ما، يمكن أن يمثل احتمالاً أو يشكل خطراً لتطوير اضطرابات عقلية ذات صلة، والتي وجدت في الماضي مرتبطة مع استراتيجيات تاريخ الحياة السريعة.

اظهار أخبار متعلقة



في الدراسة وجد الفريق أن سمات تاريخ الحياة السريعة كانت مرتبطة بالفعل بعلم النفس المرضي، لكن النتائج أظهرت أن بعض أعراض علم النفس المرضي كانت أيضاً مرتبطة بسمات تاريخ الحياة البطيئة.

ويوضح الفريق أن "قلة الدعم الأبوي والحالة الاجتماعية والاقتصادية السيئة ارتبطت بمعدلات أعلى بعلم النفس المرضي للإناث والذكور على التوالي، وهذه النتائج تدعم الأعمال السابقة التي تثبت وجود هذه العلاقة".

خارج هذا الإطار، انقسمت أعراض الاضطرابات النفسية، حيث أظهرت النتائج أن الحساسية الشخصية والاكتئاب كانا أكثر الاحتمالين للأشخاص الذين لديهم استراتيجية تاريخ الحياة السريعة، في حين أن اضطراب الجسدنة (أعراض دون سبب معين واضح)، والقلق كانا أكبر على الأشخاص الذين لديهم استراتيجية تاريخ الحياة البطيئة.

اظهار أخبار متعلقة



وتقول كال "نعتقد أن توقعاتنا بشأن بيئتنا وقدرتنا على التكيف معها وعدم قدرتنا على تحقيق ما نصبو إليه هي التي تؤثر على تجاربنا وتجعلنا نتعرض للمشاكل النفسية".

وتضيف: "إذا تعلمنا في طفولتنا كيفية التكيف مع التغيير، والتأقلم مع الأمور عندما لا تسير بالطريقة التي نريدها، فقد نكون قادرين بشكل أفضل على الاستجابة لعوامل التوتر وسوء الصحة العقلية".
شارك
التعليقات