لماذا يتمتع الأطفال الذين يرضعون طبيعيا بمناعة أفضل؟ إليك التفسير الجديد 🤱

dave-clubb-UMeD_BW1XvA-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الإثنين، 01-03-2021
  • 06:00 ص
نشر موقع "ساينس اليرت" العلمي تقريرا تحدث فيه عن فضل الرضاعة الطبيعية التي يتلقاها الطفل بدلا من التغذية الصناعية، وارتباطها بالصحة المناعية.



وقال الموقع إن معرفة أجسامنا بالبكتيريا والفيروسات والخمائر التي يجب الاحتفاظ بها، وأيها يجب التخلص منها هي عملية معقدة يمكن أن تحدث فرقاً بين النظام المناعي الصحي والنظام المناعي الحساس لمدى الحياة واضطرابات المناعة الذاتية.

كيفية إدارة أجسامنا هذا النظام ليس أمرا واضحا حتى الآن. كل ما يعرفه العلماء أن الآليات التي تحمي أجسادنا والمستمدة من أجساد أمهاتنا لها أدوار دبلوماسية مع الميكروبات في أسابيعها الأولى خارج الرحم.

اظهار أخبار متعلقة



قدمت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة رؤية جديدة حول ما يحدث، حيث وجدت أن حليب الأم يعزز نمو الخلايا المناعية المهمة التي تساعد في إدارة الالتهابات.

وتقول أخصائية طب الأطفال حديثي الولادة، جيرجيلي تولدي من جامعة برمنغهام " إن تأثير نوع الحليب الذي يتم تناوله على تطور الاستجابة المناعية لم يسبق دراسته في الأسابيع القليلة الأولى من الحياة. قبل بحثنا كانت الأهمية البارزة والتدخل المبكر لهذا النوع المحدد من الخلايا في الأطفال الذين يرضعون من الثدي غير معروفين".

ونظرت الدراسة في الوظائف المناعية لـ 38 طفلاً حديثي الولادة وتم ولادتهم بعد إنتهاء كامل المدة، وجميعهم ولدوا عن طريق عملية قيصرية. تم تمييز الرضع من خلال ما إذا كانوا يرضعون رضاعة طبيعية أو صناعية أو مزيجاً من الاثنين معاً، وأخذت عينات من الدم والبراز عند الولادة ومرة أخرى بعد ثلاثة أسابيع.

اظهار أخبار متعلقة



وكان الاختلاف بين الخلايا التائية التنظيمية - وهو نوع من خلايا الدم البيضاء التي تساعد في تغطية الاستجابة المناعية- للمجموعتين كبيراً. حيث كان الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية قد تضاعفت لديهم عدد الخلايا بمقدار الضعف خلال الثلاثة أسابيع، مقارنة بالذين اعتمدت رضاعتهم على الحليب الصناعي.

وأظهرت الخلايا التائية أيضاً تعبيراً أكبر عن علامة سطحية مرتبطة بزيادة النشاط القمعي، كما بدا أن نشاطهم موه بشكل خاص للعمل ضد جسد الأم.

ويوفر حليب الأم للرضع مجموعة متنوعة من مضادات الميكروبات والعناصر الغذائية بجرعات مناسبة توفر لجهاز المناعة كل ما يحتاه لمحاربة البكتيريا والفيروسات.

ولكن عملية الرضاعة الطبيعية بحد ذاتها لا تتسم بالتعقيم، فهي لا تنقل فقط البكتيريا الدقيقة من جلد الأم إلى الطفل، بل تنقل العديد من خلاياها. وبالتالي فإن الأسابيع الأولى لولادة الطفل تكون محفوفة بالمخاطر، حيث أنه يمكن لوابل المواد الغريبة أن يطغى بسهولة على جهاز الطفل المناعي الضعيف. لكن تعزيز الخلايا التائية التنظيمية يعمل على حماية الطفل من خلايا الأم وهي الشيء الوحيد الذي يحافظ على صحة الطفل.

اظهار أخبار متعلقة



وليس واضحاً تماماً سبب تأثير الحليب الطبيعي. تشير دراسة حديثة أجريت على الفئران إلى أن حلقة التغذية الراجعة بالتعاون الكيميائي الحيوي مع الأم والطفل تعمل على ضبط العملية.

ولاحظ العلماء في هذه الدراسة أيضاً أن بكتيريا الأمعاء المعروفة بأنها تدعم وظيفة الخلايا التائية التنظيمية كانت أكثر وفرة في الجهاز الهضمي لحديثي الولادة الذين يرضعون طبيعياً، مما يشير إلى أن نموهم المعزز يمكن أن يكون له دور كبير.

وكان قرار التركيز على الأطفال الرضع الذين يولدون بعمليات قيصرية قراراً متعمداً لإبقاء المتغيرات المناعية منخفضة. أما عن مقارنة الأطفال المولودين طبيعياً فهي تحتاج إلى دراسات أخرى، خاصة بالنظر إلى الاختلافات في اكتساب البكتيريا من خلال طرق الولادة.

ومن المهم ملاحظة أنه في عالمنا اليوم، تشكل الرضاعة الطبيعية ضغطاً إضافياً على الأم، وغالباً ما تكون التغذية الاصطناعية قراراً عملياً لدى الكثير من الأمهات رغم ترددهم.

اظهار أخبار متعلقة



ولكن ليس هناك شك في مقارنة حليب الأم مع الطرق الأخرى، لأن حليب الأم يمنح الأطفال حديثي الولادة كل الميزات التي يحتاجونها بأقل التكاليف على البيئة.

وتقول تولدي " نأمل أن تؤدي هذه الرؤية الجديدة والقيمة، إلى زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية وأن نرى المزيد من الأطفال يستفيدون من مزايا الرضاعة الطبيعية".

علاوة على ذلك، نأمل أن تساهم نتائج دراستنا في تحسين تركيبة الحليب الاصطناعي للأطفال الذين يعتمدون عليه، من أل استغلال هذه الآليات المناعية.
شارك
التعليقات