الخوف من بعض أنواع الطعام هو مشكلة شائعة لدى الكثير من الناس، وقد تكون لها تبعات سلبية على جودة وأسلوب الحياة. وقد استعرض موقع "ماري كلير" في نسخته الروسية مختلف أنواع فوبيا الطعام ونصائح حول كيفية التعامل معها.
وتقول خبيرة التغذية آنا إيفاشكفيتش في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إن هناك تشكيلة كبيرة جدا من أنواع الفوبيا، من بينها أكروفوبيا أو الخوف من المرتفعات، و كلوستروفوبيا أو الخوف من الأماكن المغلقة، وأراكنوفوبيا أو الخوف من العناكب، وأيروفوبيا أو الخوف من الطيران. هذه أبرز المخاوف المنتشرة بين الناس، والتي ترافقهم في كامل حياتهم ولكنهم يتأقلمون معها ويتعلمون كيفية تجنب الأسباب التي تجعلهم يشعرون بهذا الخوف غير العقلاني.
وتضيف الكاتبة أن هنالك مجموعة أخرى من المخاوف غير المعروفة كثيرا لدى أغلب الناس، والمرتبطة بالأكل والتغذية بشكل عام، ويمكن أن تؤثر على النظام الغذائي وتسبب ضررا صحيا، بما أن تجنب بعض الأطعمة يحرم الجسم من فيتامينات وعناصر غذائية مهمة.
سيبوفوبيا Cybophobia
وهي الأكثر انتشارا في العالم، وتتمثل في الخوف من الطعام بشكل عام. ويتم أحيانا الخلط بينها وبين أنوراكسيا التي تعني فقدان الشهية العصابي. وهنالك فرق بين الاثنين، حيث أن أنوراكسيا هي الخوف من الطعام الذي يؤدي إلى زيادة الوزن، أما سيبوفوبيا فهي تجنب الطعام خوفا من الموت.
هذه الفوبيا يمكن أن تتطور في مرحلة الطفولة عندما يتعرض الطفل مثلا للاختناق بسبب صعوبة في بلع الطعام. ويعاني المصابون بهذه الفوبيا من الغثيان وتسارع ضربات القلب بعد تناول الطعام، ويشعرون بتوتر شديد وعصبية إلى جانب الشعور بالدوار وكثرة التعرق، وهي كلها علامات الإصابة بنوبة هلع.
وتحذر الكاتبة من أن تجنب أنواع معينة من الطعام قد يكون أمرا مقبولا، ولكن تجنب الطعام بشكل عام سلوك خطير جدا على الصحة، ولذلك من الضروري طلب المساعدة من معالج نفسي، وتحت مراقبة أخصائي في التغذية، من أجل تجاوز هذا المشكل.
ميكوفوبيا Mycophobia
تعني الخوف من الفطر، والشخص الذي يعاني من هذه الحالة لديه حالة خوف شديد من التعرض للتسمم بواسطة هذه النبتة. قد يكون السبب هو تجربة سابقة مثل التعرض لحالة تسمم خطيرة بعد تناول الفطر، أو سماع قصص حول تعرض أصدقاء أو أقارب لحوادث مشابهة، أو مشاهدة مقاطع فيديو وقراءة مقالات حول تعرض الناس باستمرار للتسمم بسبب تناول أنواع من الفطر السام، خاصة في فصلي الخريف والربيع.
وتشير الكاتبة إلى أن تجنب الفطر قد لا يكون دائما أمرا بسيطا، إذ أن الأصدقاء أو الزملاء في العمل قد يطلبون بيتزا بالفطر، فيصاب الشخص بنوبة هلع تظهر من خلال الشعور بالدوار والغثيان. أما عندما يكتشف الشخص بعد فوات الأوان أنه تناول قطعا من الفطر دون أن يتفطن لذلك، فإنه قد يصاب بنفس أعراض التسمم حتى لو كان الفطر غير سام، حيث يبدأ بالتقيؤ والإسهال ويصاب باختلالات في الجهاز العصبي إلى جانب الإغماء والحمى.
كارنوفوبيا Carnophobia
إذا شاهدت شخصا لا يأكل اللحم فإن السبب ليس بالضرورة أنه نباتي، بل قد يكون الخوف من اللحوم بشكل عام. قد ينتج ذلك عن ذكريات مؤلمة حدثت في السابق، مثل مشاهدة عملية ذبح حيوان، أو التعرض للتسمم بعد تناول اللحم، أو تعرض شخص ما لجروح خطيرة أثناء تقطيع اللحم.
وتظهر هذه الفوبيا عند مشاهدة اللحوم، حيث يصاب الشخص بالغثيان والهلع. أما اللحم المطبوخ جيدا والذي لا تظهر عليه بقع الدم فإنه قد لا يثير مشاعر سلبية لدى الشخص الذي يعاني من هذه الفوبيا، وبالتالي فإن بإمكانه تناول الطعام المطبوخ. وفي كل الحالات فإن هذا الخلل النفسي يستوجب تدخل أخصائي، بما أن هذه الفوبيا مرتبطة بتوتر وصدمة سابقة.
لاهانوفوبيا Lahanophobia
تقول الكاتبة إن كثيرين في الصغر لا يحبون تناول البروكلي والكرفس، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من خوف غير منطقي تجاه الخضروات والفواكه بشكل عام.
هذا المشكل النفسي قد يكون نتيجة أزمة مروا بها في الصغر، مثل تعرضهم لضغط الأبوين وإجبارهم على تناول هذه الأطعمة الصحية، لدرجة أنهم أصبحوا يكرهونها، وهذا الكره تحول إلى خوف. هذا النوع من الأشخاص يفضل تناول أغذية أخرى مثل الحبوب واللحم والسمك والألبان، ويخافون من الجزر والخيار والملفوف التي تسبب مجرد رؤيتها حالة من الهلع.
وتؤكد الكاتبة أن هذا النوع من الفوبيا يسهل علاجه بفضل التعاون بين الأخصائي النفسي وأخصائي التغذية. ومن الضروري الحصول على هذا العلاج لأن النظام الغذائي الصحي لا يكتمل دون تناول الخضروات.
إكتيوفوبيا Ichthyophobia
هذه الفوبيا لا تعني الخوف من السمك بل القرف منه، بسبب شكله وملمسه ورائحته، وهذا الشعور بالاشمئزاز يتحول بمرور الوقت إلى فوبيا. أيضا قد يكون بسبب التعرض لصدمة عند مشاهدة سمكة لا تزال حية تتخبط في حوض المطبخ، أو التعرض للاختناق بسبب شوكة في الحلق.
ماغيروكوفوبيا Mageirocophobia
من يعاني من هذا النوع من الفوبيا لا يستمتع بمشاهدة برامج الطبخ، أو إعداد طبق لذيذ ودعوة الأصدقاء لتناول العشاء في منزله، والسبب بكل بساطة هو أنه يخاف من الطبخ. هذه الفوبيا قد تبدو غير خطيرة بما أن نمط الحياة العصري يوفر لنا عديد الخيارات الأخرى مثل طلب الطعام الجاهز.
ولكن تشير الكاتبة إلى أن المعاناة من هذه الفوبيا تشمل حتى إعداد فطور الصباح وتحضير وجبة خفيفة، وهذا الأمر قد يؤدي لتكبد نفقات إضافية بسبب عدم القدرة على الطبخ في المنزل.
هناك من يعانون من الخوف من التسبب بتسمم أفراد العائلة، أو التعرض لردود فعل سلبية من الأشخاص الذين سيتذوقون الطعام. وتعاني بعض النساء من ضغوط بسبب النظرة الاجتماعية التي تفترض أن المرأة الجيدة هي التي تطبخ طعاما لذيذا.
يمكن لأخصائي نفسي معالجة هذه الفوبيا من خلال مساعدة المريض على تحضير أطباق بسيطة في البداية، والتعود على هذه العملية شيئا فشيئا.