جائحة كورونا قد تؤدي إلى التأثير على نظر الأطفال.. لكن الفيروس ليس السبب 🤓

van-tay-media-WMDKC8moG9w-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الخميس، 04-03-2021
  • 06:00 ص

يعتبر إغلاق المدارس من بين أكثر الإجراءات إثارة للجدل خلال محاولة السيطرة على جائحة كورونا، وناقش العديد من المسؤولين والخبراء ما إذا كان هذا الإجراء يستحق التكاليف التعليمية والاجتماعية والعاطفية المحتملة.

لكن باحثين صينيين كشفوا عن مشكلة صحية أخرى قد يواجهها الأطفال الذين استمروا معزولين لفترات طويلة وهي تدهور البصر.

قصر النظر هي مشكلة تسبب قلقاً في دول شرق آسيا، مما دفع الصين إلى جعلها أولوية صحية في السنوات الأخيرة. وكان أحد برامجها هو فحص العيون السنوي لأطفال المدارس. استخدم الباحثون سجلات المسح الضوئي للأطفال في 10 مدارس ابتدائية في مقاطعة شاندونغ، تم جمع البيانات في بداية كل عام دراسي منذ عام 2015.

اظهار أخبار متعلقة



ومع فرض فيروس كورونا الإغلاق على المدارس في النصف الأول من عام 2020، بدأ العام الدراسي الجديد في حزيران/ يونيو بدلاً من أيلول/ سبتمبر. لكن فحص العيون جرى كالمعتاد، وكانت فرصة لأخصائي العيون والباحثين لإلقاء نظرة على عيون آلاف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أعوام و 13 عاماً.

النتائج كانت مستقرة نسبياً من 2015 إلى 2019، مع تحول طفيف نحو قصر النظر.

كان هذا التحول بدا واضحاً في نتائج 2020، مع قفزة كبيرة في عدد الأخطاء التي تعتبر قصر نظر، وكانت تظهر بشكل ملحوظ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 8 سنوات. بل إن قصر النظر في هذه الفئة العمرية تضاعف ثلاث مرات عما كان عليه في الأعوام السابقة.

وفي حين أننا لا نستطيع التكهن بشأن التغير الذي حدث، إلا أن التحديق بشدة في الكتب والشاشات لفترات طويلة داخل المنزل سيكون كافيا.

اظهار أخبار متعلقة



ويقترح الباحثون أن "التحول الكبير في قصر النظر لم يُشاهد من قبل في السنوات السابقة، مما يجعل السبب ربما يرجع إلى أحداث 2020 والجلوس في المنزل على عكس المعتاد". لكن الاختلافات لم تكن متسقة عبر جميع الأعمار التي تم اختبارها، مما يجعل من غير المحتمل إلقاء اللوم على العوامل الجديدة.

إن سبب تأثر بعض الأعمار أكثر من غيرها هو أمر غامض بعض الشيء، نظراً لأن الأطفال الأصغر سناً لا يتم تكليفهم بواجبات ومهام كثيرة. كما أنه لا يمكن أن نقول أن قضاء الأطفال وقتاً أقل في الهواء الطلق قد شكل فرقاً كبيراً.

ولكن ما يبدو مرجحاً هو أن الأطفال في سن السادسة يمرون بمرحلة ذات حساسية أكثر للتأثيرات البيئية، ومن المحتمل أن يواجه الأطفال الأكبر سناً نفس التحديات إذا ما استمرت فترة العزل المنزلي.

اظهار أخبار متعلقة



وكتب الفريق: "إذا كانت هذه النتائج صحيحة، فقد تكون فترة التغيير البيئي عامل الخطر الرئيسي على تطور قصر النظر، خاصة لدى الأطفال صغار السن".

هذه الفرضية تتطلب المزيد من الأبحاث لتأكيدها. مع أن العديد من الدراسات السابقة تشير إلى أن قضاء فترات طويلة من الوقت داخل المنازل خلال طفولتنا يزيد من الخطر على عيوننا، وتم نشر البحث في مجلة JAMA Ophthalmology.

معرفة أن العزلة يمكن أن تؤثر على نمو أطفالنا تمكننا من أخذ تدابير احتياطية للحد منها. فعلى سبيل المثال يمكننا الحد من وقت الشاشة، وإبقاء الوسائط الرقمية على بعد نصف متر من الوجه، وقضاء وقت في الخارج كل يوم قدر الإمكان.

لقد تسبب فيروس كورونا بخسائر فادحة للبشرية، ولا يمكن أن يكون بصرنا تكلفة أخرى نتحملها.


شارك
التعليقات