في وقت سابق من هذا الشهر، تم نشر صورة خداع بصري على "تويتر" مع السؤال التالي " كم عدد الألوان التي تراها؟". بعدها انهالت الإجابات وعشرات الآلاف من التعليقات والنقاشات الساخنة حول "الرقم الحقيقي".
أجب عن السؤال ثم أكمل قراءة المادة 👇
إليك نظرة حول ما يحدث على الأرجح وما يقوله العلم
في حين أنه من الصعب إعطاء رقم محدد على وجه اليقين، إلا أن هذه الظاهرة ترجع على الأرجح إلى تأثير تم وصفه لأول مرة منذ حوالي قرن ونصف من قبل الفيزيائي النمساوي إرنست ماخ، وهو نفس العالم الذي سمى الوحدة التي تقارن سرعة الجسم مع سرعة الصوت باسمه.
كان اهتمام ماخ بالبصر أكثر من اهتمامه بالسرعة، وأثناء عمله كأستاذ للرياضيات والفيزياء في جامعة جراس في ستينات القرن التاسع عشر، طور اهتماماً عميقاً بالبصريات والصوتيات.
اظهار أخبار متعلقة
في عام 1865 اهتم بأمور تتعلق بالوهم البصري، وهو أمر مشابه لما لدينا اليوم. ألوان متشابهة بدرجات مختلفة يمكن تمييزها بسهولة عندما تدمج، ويصعب التمييز بينها عند الفصل.
كان ماخ يعتقد أن شيئاً غريباً كان يحدث داخل مقلة العين، وتحديداً داخل الأنسجة الحساسة للضوء التي تشكل شبكية العين. بعدها تم تسمية هذه الخطوط المظللة باسم Mach Bands تكريماً له.
ومن اللافت للنظر أن اعتقاده وتكهناته كانت صحيحة وقوية جداً. ومنذ ذلك الحين أكدت الأبحاث التي تستخدم التقنيات الحديثة إلى أن الآليات الكامنة وراء خدعة العين الغريبة هي سلوك شبكي يسمى التثبيط الجانبي.
ماذا يعني هذا؟ إليك الجواب
شبكية عينك تشبه إلى حد ما شاشة السينما، حيث تلتقط الضوء الساقط من خلال بؤبؤ العين. هذه الشاشة مغطاة بمستقبلات، بعضها سوف يتفاعل بقوة أكبر تحت الضوء الساطع ويرسل وابلاً من الإشارات إلى الدماغ. إذا تخيلنا أن خليتين ترسلان إشارتين متشابهتين تماماً إلى الدماغ، فقد يفترض ببساطه أنهما من نفس الدرجة. ولأن دماغنا يحب الاختصارات وفي خضم هذا العالم المزدحم فإن ليس لديه وقت لتقسيم الدرجات.
لكن الطبيعة طورت حيلة ذكية لمساعدة عقولنا على تمييز الأنماط بسهولة كبيرة خاصة بين الدرجات المتشابهة. كيف ذلك؟ تقوم خلية فردية حساسة للضوء بإرسال إشارة وحدها، وتطلب من الخلايا المجاورة لها بالهدوء.
هذه المنافسة لا تحدث فرقاً كبيراً بين مجموعات الخلايا المتفاعلة والتي ترسل ألواناً متباينة. إلا أنها تظهر عندما يكون هناك مجموعة من الظلال الأكثر قتامة، بجوار ظلال صاخبة، فنجد أن هذا التأثير المثبط على الخلايا الموجودة على الحدود يجبرها على الاستجابة بطريقة فريدة، مما يعزز بشكل فعال الفرق بين الظلال.
ويتسبب الضوء الأكثر سطوعاً في قيام المستقبلات بتحفيز الخلايا العصبية المقابلة لها بشكل أكثر كثافة. في الوقت نفسه تعمل كل خلية حساسة للضوء على تثبيط أعصاب جيرانها.
والنتيجة هي وجود أعصاب على الحدود بين الظلال المختلفة ترسل إشارات تعزز الاختلاف، وتوفر إشار حدودية واضحة يمكن لعقلك التقاطها.
هذه الميزة تلعب دوراً هام في مجموعة متنوعة من الأوهام البصرية. وبينما يفسر التثبيط الجانبي لماذا يمكن لأعيننا تمييز الظلال المتشابهة بشكل أفضل عندما تكون بجانب بعضها البعض، فإنه لا يفسر تماماً عدم قدرة البعض منا على معرفة الفروق بين درجات ظلال الألوان، كما هو الحال في هذه الصورة الوهمية.
قد تكون التأثيرات المثبطة في خلايانا شيئاً نختبره جميعاً إلى حد مختلف، ولكن من غير المحتمل أن يكون ذلك هو العامل الوحيد الذي يخبر عقولنا عن كيفية تفسير ما في الصورة. سيكون هناك تأثير فريد من أعيننا وأدمغتنا وشاشات الكمبيوتر والبيئات المحيطة بنا.
سيكون هناك اختلافات في مصادر الإضاءة المحيطة، وفي سطوع الشاشة، وحتى التركيب الخلوي الدقيق لشبكية العين. ستضيف عقولنا أيضاً مستوى من التصحيح بطريقتها الفريدة اعتماداً على خبرتها.
فهم المزيد حول كيفية تعزيز شبكية العين لدينا الاختلافات في الظلال يمكن أن يساعدنا في إيجاد طرق لتحسين الرؤية لدينا.
كم لونا في الصورة؟
قال كثيرون إنها 11 لونا فيما أجمع عدد آخر أيضا على أنها 17.. بصراحة لا أحد يعرف على وجه الدقة حتى الآن.
اكتب لنا في التعليقات كم لونا وجدت؟ 🧐