مفيدة × ضارة | إليك قصة الأدوية الوهمية وسبب استخدامها كثيرا في الدراسات 💊

pexels-dids-1424538
CC0
  • أحمد حسن
  • الأحد، 07-03-2021
  • 09:05 ص

الأدوية الوهمية (البلاسيبو) موجودة منذ آلاف السنين وهي أكثر العلاجات التي تم دراستها على نطاق واسع في تاريخ الطب. في كل مرة يخبرك فيها طبيبك أن الدواء الذي تتناوله أثبت فعاليته، فهذا يعني أنه ثبت أنه يعمل بشكل أفضل من العلاج الوهمي.



وعلى الرغم من أهميته لا يسمح للأطباء باستخدام الأدوية الوهمية لمساعدة المرضى، وهناك نقاشات حول ما إذا كنا لا نزال نحتاج إليها في التجارب السريرية.

ومع أن العلاجات الوهمية تطورت إلى النقطة التي يجب أن تحولنا عنه إلا أن ذلك لم يغير أي شيء.

تم استخدام الدواء الوهمي لأول مرة في التجارب السريرية في القرن الثامن عشر لفضح ما يسمى بعلاجات الدجالين في ذلك الوقت والتي كانت تتضمن إراقة الدماء وتغذية المرضى بمواد غير قابلة للهضم. وبالتالي اعتبرت الأدوية الوهمية فعالة للغاية لأنها لم يكن هناك حاجة إلى إجراء تجارب.

لكن أقرب مثال عن مكان استخدام الدواء الوهمي كان في تجربة "Perkins tractors" في آواخر القرن الثامن عشر. حين طور طبيب أمريكي يدعى إليشا بيركنز قضيبين معدنيين زعم أنهما قاما بإخراج ما أسماه "السائل الكهربائي" المسبب للمرض بعيداً عن جسمه.

اظهار أخبار متعلقة



وحصل على أول براءة اختراع طبية صادرة بموجب دستور الولايات المتحدة عن أجهزته في عام  1796.

وفي عام 1799 انشهرت القطع المعدنية حتى وصلت إلى بريطانيا، تحديداً في باث التي كانت مركزاً للشفاء بسبب مياهها المعدنية الطبيعية والمنتجع الصحي فيها. اعتقد الدكتور جون هيغارث أن القضيبين هما مجرد خدعة وقرر صنع قطعتين خشبيتين مطابقتين للقطع المعدنية، ولأنها مصنوعة من الخشب فلا يمكن أن تكون موصلة للكهرباء.

وفي سلسة من عشرة مرضى نجح هيغارث بعلاج المرضى ( خمسة عولجوا بالقطع المعدنية وخمسة عولجوا بالقطع المزيفة) باستخدام "الدواء الوهمي". استنتج هيغارث أن القطع المعدنية لا تعمل وأنها فعلياً غير مفيدة. بل واعترف بأن القطع المزيفة عملت بشكل جيد للغاية.

وبحلول منتصف القرن العشرين كانت التجارب التي يتم التحكم فيها باستخدام الدواء الوهمي منتشرة بما يكفي لتلفت نظر هنري بيتشر الذي كان يخدم في جيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية. وأثناء عمله على خط المواجهة، كانت إمدادات المورفين تنفد، وبحسب ما ورد رأى بيتشر أمراً فاجئه. حين قامت ممرضة بحقن جندي جريح بمحلول ملحي بدلاً من المورفين قبل إجراء عملية جراحية له، واعتقد الجندي بأنه مورفين حقيقي ولم يشعر بأي ألم.

اظهار أخبار متعلقة



وبعد الحرب قام بيتشر بإجراء 15 تجربة، ضمت 1082 مشارك، ووجدت التجارب أنه بشكل عام تم تخفيف 35%من أعراض المرضى عن طريق العلاج الوهمي وحده. في عام 1955 نشر دراسته في مقالته الشهيرة The Powerful Placebo.

بعد ذلك قام طبيبان دنماركيان  Asbjørn Hróbjartsson و Peter Gøtzsche بالنظر في ثلاث تجارب الأولى استخدمت دواء حقيقي، والثانية دواء وهمي، والثالثة كانت من دون علاج.

ووجدوا تأثيراً ضئيلاً للدواء الوهمي وخلصوا أن "هناك القليل من الأدلة على أن الأدوية الوهمية بشكل عام لها تأثيرات إكلينيكية قوية". ونشروا نتائجهم في مقال بعنوان Is the placebo powerless؟.

بعدها تم استخدام الدواء الوهمي في التجارب الجراحية، ولعل أشهرها تجربة الجراح الأمريكي بروس موسلي. التي أجراها على 180 مريض كانوا يعانون من آلام شديدة في الركبة لدرجة أن أفضل الأدوية لم تنجح معهم. قام بإجراء جراحة تنظير حقيقية لنصف المجموعة والنصف الآخر قام بإجراء تنظير وهمي.

اظهار أخبار متعلقة



تم تخدير المرضى في مجموعة الجراحة الوهمية "العلاج بالغفل" وإحداث شق صغير في ركبهم، وتحدث معهم وكأنهم يقومون بإجراء عملية حقيقية.

ونجحت الجراحة الوهمية كما نجحت الجراحة الحقيقية. وجدت مراجعة لأكثر من 50 تجربة جراحية وهمية أن الجراحة الوهمية كانت جيدة مثل الجراحة الحقيقية في أكثر من نصف التجارب.

ولكن هل يمكن أن ينجح الدواء الوهمي مع معرفة المريض بأنه وهمي؟

قام بذلك طبيبان من بالتيمور وهما لي بارك وأونو كوفي بإعطاء 15 مريضاً حبوب الدواء الوهمية وقالوا "لقد تم مساعدة العديد من الأشخاص الذين يعانون من نفس نوع حالتك باستخدام حبوب السكر، ونعتقد أن حبوب السكر هذه يمكن أن تفيدك".

أخذ المرضى الدواء الوهمي وتحسن الكثير منهم بعد تناوله على الرغم من معرفتهم المسبقة بأنه دواء وهمي. حتى أن المرضى ظنوا أن الأطباء قد كذبوا عليهم وأعطوهم دواء حقيقي.

في الآونة الأخيرة أكدت العديد من الدراسات عالية الجودة أن الأدوية الوهمية ذات التسمية المفتوحة يمكن أن تعمل أيضاً. قد تنجح الأدوية الوهمية "الصادقة" لأن المرضى لديهم استجابة مشروطة بمجرد ذهابهم إلى الطبيب. يمكن لأي شخص أن يتفاعل بشكل إيجابي مع علاجات الطبيب حتى لو كان يعلم أنه الطبيب يعطيه حبة سكر.

وعلى الرغم من التقدم المحرز، يجادل بعض الباحثين على أن هناك شيئاً غامضاً حول كيفية عمل الدواء الوهمي. ويشير العديد إلى أن استخدام الأدوية الوهمية هو أمر غير أخلاقي لأنه يتطلب الخداع.

حظرت الجمعية الطبية العالمية في البداية التجارب التي خضعت للعلاج الوهمي لكن في عام 2010 عكسوا موقفهم وقالوا إنه في بعض الأحيان نحتاج إلى إجراء تجارب مضبوطة باستخدام العلاج الوهمي.

اظهار أخبار متعلقة



وعلى الرغم من التقدم المحرز، يجادل بعض الباحثين على أن هناك شيئاً غامضاً حول كيفية عمل الدواء الوهمي. ويشير العديد إلى أن استخدام الأدوية الوهمية هو أمر غير أخلاقي لأنه يتطلب الخداع.

حظرت الجمعية الطبية العالمية في البداية التجارب التي خضعت للعلاج الوهمي لكن في عام 2010 عكسوا موقفهم وقالوا إنه في بعض الأحيان نحتاج إلى إجراء تجارب مضبوطة باستخدام العلاج الوهمي.

نظرًا للتشكيك في الحجج الداعمة للتجارب التي يتم التحكم فيها باستخدام الدواء الوهمي ، فهناك الآن حركة تحث الجمعية الطبية العالمية على القيام بدورها مرة أخرى، للعودة إلى وضعها الأصلي.


شارك
التعليقات