ما الفرق بين المكملات الغذائية الطبيعية والمصنعة؟.. خبيرة تغذية توضح لـ"عربي لايت" 👩‍⚕️

adam-niescioruk-hWzrJsS8gwI-unsplash
CC0
  • قدامة خالد
  • الإثنين، 08-03-2021
  • 03:29 م
أجمع معظم الأطباء المتابعين للحالات المصابة بفيروس كورونا في العالم على بروتوكول علاجي شبه موحد، يتضمن أدوية مضادة للفيروس، وفيتامينات لتقوية المناعة، مع نصائح بتناول بعض أنواع الفواكه.


لكن مع انتشار التوصيات الطبية بتعزيز هذه العناصر الغذائية أصبح البعض يأخذها بشكل متكرر دون استشارة الطبيب، مما أثار تساؤلات عن جدوى أخذ هذه المكملات المصنعة وليس من مصدرها الطبيعي.

فما هي الحالات التي يجب فيها أخذ المكملات المصنعة عوضا عن الطبيعية، وما الفرق بينهما؟

طبيعي أم مصنع

تشير اختصاصية التغذية تهاني الجزازي إلى أن "هذه العناصر الغذائية سواء الفيتامينات أو المعادن يمكن للإنسان التزود بها طبيعيا عبر تناول بعض الأطعمة مثل الفواكه والخضراوات، أو عبر أخذها من مصدر كيميائي بعدة أشكال كالحبوب أو البودرة أو غيرها".

وأوضحت تهاني في حديث لـ"عربي21 لايت"، بأن "المكملات الطبيعية أو الصناعية تتشارك في نفس التركيب الكيميائي للمادة، ولكن الفرق بينهما أو الاختلاف هو طريقة تعامل الجسم مع هذه المواد".

اظهار أخبار متعلقة





وفسرت هذا الفرق بالقول: "حينما يتناول الإنسان الطعام فأنه يأخذ مجموعة منوعة ومتكاملة من المغذيات كالفيتامينات أو المعادن"، ولكن حينما يأخذها على شكل حبوب فإنه يأخذ كل مادة على حدة بشكل منفصل".

وحول فعالية المكملات المصنعة أثناء عملية امتصاص الجسم لها، لفتت إلى أن "ذلك غير واضح إلى الآن"، مضيفة: "وجدت بعض الدراسات بأن هناك فرق في فعالية وقدرة الجسم على امتصاص فيتامين E، حيث وجد العلماء بأن قدرة الجسم على امتصاصه في حال أخذه من مصدر طبيعي تكون ضعف التي تأتي على شكل حبوب، لكن ما زال الأمر قيد الدراسة والبحث".

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية تشير التقديرات إلى أن 42٪ من الأطفال دون سن الخامسة و 40٪ من النساء الحوامل في جميع أنحاء العالم مصابون بفقر الدم، الناتج عن نقص الحديد وحمض الفوليك والفيتامينات B12 و A.

ويشير تقرير المنظمة إلى أن نقص اليود الشديد يؤدي إلى تلف في الدماغ ويمكن أن يسبب أثناء الحمل عددًا من المشكلات بما في ذلك الإملاص والإجهاض التلقائي والتشوهات الخلقية

وقد يؤدي نقص اليود الأقل شدة إلى إعاقة عقلية تقلل القدرة الذهنية، وتظل الإستراتيجية المفضلة للسيطرة على نقص اليود هي إضافته إلى الملح.

وتُقدر منظمة اليونيسف بأن 66٪ من الأسر على مستوى العالم لديها إمكانية الوصول إلى الملح المعالج باليود.

أيضا وفقا لإحصائيات صادرة من الاتحاد الأوروبي وألمانيا يعاني أكثر من 30 في المائة من الألمان البالغين من نقص في فيتامين د، فيما تبلغ النسبة حوالي 40 في المائة في جميع أنحاء أوروبا.

وأما عربيا وعلى الرغم من سطوع الشمس تقريبا على مدار السنة إلا أن كثير من شعوب المنطقة تعاني من نقص في فيتامين د، ويعود ذلك لأن هذه الشعوب تتجنب التحرك تحت الشمس نتيجة لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، أيضا يستخدمون العوازل في منازلهم لمنع وصول أشعة الشمس اللاهبة إليهم.

ووفقا لدراسة علمية نُشرت في المجلة الطبية السعودية فقد بلغت نسبة نقص فيتامين "د" بين السعوديين 100 في المئة، بينما في مصر تصل نسبة نقص فيتامين "د" إلى أكثرمن 70 في المئة من مجموع السكان، وتعاني 80 في المائة من المصريات من نقصه، طبقا لبيانات المجلس القومي للمرأة.

أيضا تعاني 70في المائة من البحرينيات من نقص فيتامين "د" طبقا لدراسة علمية أجريت بجامعة الخليج العربي.

الطبيعي هو الأفضل

ومع تنامي الطلب على المكملات الغذائية مثل الفيتامينات وغيرها من العناصر التي تأتي على شكل حبوب يبرز سؤال مهم حول متى يجب أخذ هذه العناصر من الطبيعة أو على شكل حبوب؟

ترد اختصاصية التغذية تهاني الجزازي على هذا التساؤل بالقول: "الأصل أن يأخذ الإنسان هذه العناصر الغذائية من مصدرها الطبيعي كاللحوم والخضروات والفواكه، لكن في حال عدم توفرها، أو إذا أثبتت الفحوصات وجود نقص في عنصر ما يلجأ الإنسان للمصدر المصنع، ولكن مع التأكيد على ضرورة أن يتم ذلك بتوصية من الطبيب الذي يتابع حالة الشخص الصحية، وليس بطريقة عشوائية".

اظهار أخبار متعلقة



ولفتت إلى أن "الكمية المناسبة لكل شخص يحددها الطبيب وفقا للحالة الصحية لهذا الشخص"، مؤكدة على أن "أخذ المكملات الغذائية المصنعة دون استشارة الطبيب أمر خاطئ وقد يتسبب بمشاكل صحية للجسم".

ونصحت في ختام حديثها بالتركيز على أخذ هذه العناصر من مصدرها الطبيعي قدر الإمكان، وفي حالة عدم توفرها يجب استشارة الطبيب قبل أخذها على شكل حبوب.
شارك
التعليقات