قد يصل للانتحار | لماذا يمكن أن يكون الطلاق خطيرا بالنسبة للرجال؟ 😢

pexels-cottonbro-4098367
CC0
  • ندى دردور
  • السبت، 13-03-2021
  • 07:34 ص
نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن التداعيات النفسية للطلاق على الرجال، التي تجعلهم أكثر عرضة لمحاولة الانتحار مقارنة بالنساء.



وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن الطلاق من بين أصعب القرارات التي يمكن أن يتخذها المرء في حياته ويمكن أن يؤثر سلبا على كلا الطرفين لأنه يجعلهما يشعران بنوع من الهزيمة وقد يجدان صعوبة في تجاوز مشاعر الاستياء. وبعد الطلاق، قد يستمر شعور الشخص بالحزن الناتج عن ألم الفقد وخيبة الأمل لفترة طويلة. كما أظهرت بعض الدراسات وجود صلة بين الانتحار والطلاق، خاصة بين صفوف الرجال.

في دراسة نُشرت في سنة 2003، أشار الدكتور أوغسطين بوسوا إلى وجود اختلافات كبيرة بين معدلات الانتحار المسجلة في صفوف الرجال مقارنة بالنساء بعد الطلاق. مقارنة بالنساء المطلقات، أظهرت البيانات أن الرجال المطلقين أكثر عرضة للانتحار بتسع مرات.

اظهار أخبار متعلقة



وفقا للدكتور بوسوا، فإن بعض السمات أو المواقف التي تبدو أكثر شيوعا لدى الرجال (يختارون وسائل أكثر فتكا عند الانتحار، ويكونون أكثر عرضة بشكل عام لتعاطي المخدرات) لا تفسر هذا التباين في عدد حالات الانتحار بين النساء والرجال.

ويرى الدكتور بوسوا أن المجتمع لا يقدر الروابط بين الوالدين والأطفال، وبالتالي لا يولي اهتماما لتأثير الصدمة الناتجة عن كسر هذا الرابط من خلال ما يعرف بتسوية الحضانة. كما نفشل في تقدير الأثر المالي الكارثي للطلاق على الرجال وما يخلفه من غضب واستياء نتيجة فقدان الممتلكات والمرور بمختلف إجراءات الطلاق.

وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن البلدان ذات الدخل المرتفع تسجل أكثر معدل لحالات الانتحار. سُجلت في غيانا وكوريا الجنوبية وسريلانكا أعلى معدلات انتحار لكل 100 ألف نسمة، حيث ينتحر أكثر من 800 ألف شخص سنويا، مما يعني أن شخصا يقرر إنهاء حياته كل 40 ثانية.

وذكرت الصحيفة أن عضوة البرلمان الأوروبي تيريزا جي باربات قالت في مقطع فيديو نشر في سنة 2019 إن "فقدان الدعم الاجتماعي والعاطفي نتيجة تفكك الأسرة، ومشاعر الإحباط ووصمة العار التي تصاحب المطلق والمعاملة التي يتلقاها الرجال في محاكم الأسرة، يمكن أن تكون من بين الأسباب التي تفسر لجوءهم إلى الانتحار بعد الانفصال.

اظهار أخبار متعلقة



وحسب أخصائية علم النفس الصحي آنا بيلين ميديالديا "نشأ معظمنا دون تعليم عاطفي. وفي العديد من المناسبات، لا نعرف ماذا نفعل مع شخص مصاب بالاكتئاب. ومن الأمور التي نفعلها عادة عند محاولة مساعدة شخص مصاب بالاكتئاب تشجيعه وحثه على التفكير بشكل إيجابي.

في هذه الحالة، غالبا ما يكون التأثير عكسيًا لأننا عندما نحاول إسعاد شخص حزين لا نتعاطف معه وتفهم آلامه ومعاناته، فيشعر الشخص بأنه يتعين عليه بذل مجهود أكبر ليشعر بالرضا، ولكن يكون عاجزا عن ذلك، مما يزيد من شعوره بالإحباط وعدم الارتياح". باختصار، نحن لا نعرف كيف ينبغي علينا التعامل مع آلام الآخرين حتى نمنع لجوءهم إلى الانتحار.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور غلين سوليفان قوله إن "لاحظ عالم الانتحار الأمريكي إدوين شنيدمان أن الاتساق هو أحد الخصائص المشتركة لجميع حالات الانتحار، أي أن وفيات الناس تعكس حياتهم. من المهم دائما أن نتذكر أننا نفقد أفرادا بسبب الانتحار، كل على طريقته ولأسباب شخصية خاصة به".
شارك
التعليقات