وقال معد الدراسة الدكتور جون راسموسن "لم يكن واضحاً ما إذا كان الاستخدام غير المشروع للستيرويدات الابتنائية قد تسبب في ضعف طويل الأمد أو مستمر في إنتاج التستوستيرون، إلا أن نتائجنا تشير إلى أن خللا طويل الأمد يحدث في الخصيتين".
وأضاف راسموسن: "رسالتي لجميع الرجال الذين يفكرون في استخدام المنشطات لتعزيز أجسامهم لا تفكر في ذلك. استخدام الستيرويدات الابتنائية يمكن أن يسبب آثاراً ضارة ومستمرة على العديد من أعضاء الجسم وقد تكون قاتلة".
اظهار أخبار متعلقة
الستيرويدات الابتنائية هي مواد اصطناعية مصنوعة في المختبر، تحاكي هرمون التستوستيرون الذكري.
وقال راسموسن إن استخدام هذه الستيرويدات الاصطناعية يضعف المحور الهرموني الذي يربط الهايبوثلامس، والغدة النخامية والخصيتين، والذي بدوره يوقف إنتاج الخصية لهرمون التستوستيرون ويضعف الخصوبة.
وأضاف "إن استعادة هذا المحور الهرموني يمكن أن يكون طويل الأمد أو قد لا يتعافى على الإطلاق".
اظهار أخبار متعلقة
وتم ربط استخدام المنشطات بتقلص الخصيتين وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون وانخفاض الدافع الجنسي، وضعف الانتصاب، وانخفاض في الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى نمو الثدي وتساقط الشعر.
وقال الدكتور شالندر بهاسين الذي لم يشارك في الدراسة "يعتقد الكثير من الناس أن تعاطي الستيرويد المنشط هو مجرد مشكلة تتعلق بالغش الرياضي بين الرياضيين المحترفين، لكن القصة الحقيقية هي أن الغالبية العظمى من مستخدمي المنشطات أي 90% ليسوا رياضيين على الإطلاق، بل هم لاعبوا كمال أجسام للترفيه فقط".
اظهار أخبار متعلقة
الدراسة التي نشرت تابعت 132 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و 50 عاماً قاموا بممارسة رياضة كمال الأجسام. انقسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات: مجموعة لم تستخدم المنشطات أبداً، ومجموعة تستخدم المنشطات، ومجموعة استخدمت المنشطات في وقت سابق (ما يقرب من ثلاث سنوات).
ونظراً لأن مستويات هرمون التستوستيرون تتقلب على مدار اليوم، فقد استخدمت الدراسة علامة لتحديد نقص وظيفة الخصية يسمى (serum insulin-like factor 3 (INSL3 وهو هرمون تصنعه نفس الخلايا في الخصيتين اللتين تصنعا التستوستيرون.
بالمقارنة مع الرجال الذين لم يستخدموا المنشطات أبداً، كان لدى الرجال الذين استخدموا المنشطات تركيزات أقل بكثير من هرمون (INSL3)
ووجدت الدراسة أنه كلما زاد استخدام الرجال للستيرويدات انخفضت المستويات.
وقال راسموسن: "أهم الاستنتاجات التي وجدناها في الدراسة أن المستخدمين السابقين للمنشطات كانوا لا يزالون يظهرون خللاً في وظائف الغدد التناسلية لأكثر من عامين ونصف من توقفهم".
اظهار أخبار متعلقة
كما يرتبط تعاطي المنشطات بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية "مثل النوبات القلبية وتلف الشرايين والسكتات الدماغية حتى عند الرياضيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً" وفقاً للمعهد الوطني الأمريكي لتعاطي المخدرات.
كما يمكن أن يتسبب استخدام المنشطات في ظهور حب الشباب وتساقط الشعر، وتوقف نمو العظام وبالتالي إعاقة عملية النمو، ووجدت بعض الدراسات صلة بين المنشطات والعدوانية.
وربط آخرون الجرعات العالية بمشاكل القلق والهوس والاكتئاب الشديد. وقال بهاسين: "هناك اعتقاد شائع ومنتشر على نطاق واسع بأن هذه الأدوية بطريقة ما آمنة ويمكن السيطرة على آثارها الجانبية" لكن الدراسات تظهر العكس تماماً.
وأضاف: "بالتأكيد سيواجه الرجال الذين يستخدمون المنشطات بجرعات كبيرة مشاكل في إنتاج هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية، ولن يتعافى العديد منهم عندما يتوقفون عن استخدامها".