وعلى الرغم من أن أعداد الأشخاص الذين يدخنون في بريطانيا قد انخفض في السنوات الأخيرة، إلا أن تدخين التبغ ما يزال هو السبب الرئيسي الذي يمكن الوقاية منه عندما يتعلق الأمر بالوفيات المبكرة والأمراض - حيث أن التدخين قتل 75 ألف شخص في إنجلترا عام 2019.
ومع أن السجائر الإلكترونية موجودة منذ أكثر من عقد، إلا أن الأدلة على فعاليتها في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين لا تزال محدودة.
اظهار أخبار متعلقة
وكانت الدراسات الحديثة تشير إلى نتائج غير متسقة أو تفشل في قياس عوامل مهمة مثل تأثير أنواع مختلفة من السجائر الالكترونية على محاولات الإقلاع عن التدخين.
وفي الدراسة الجديدة الممولة من أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، قام الباحثون بتحليل بيانات استطلاع عبر الإنترنت لأكثر من 1155 شخص، من المدخنين أو مدخنين سابقين أقلعوا عن التدخين، إلى جانب مستخدمي السجائر الإلكترونية.
وتم جمع خمس استطلاعات بين عامي 2012 و 2017، وقام الباحثون بتحليل فعالية استخدام السيجارة الإلكترونية في المساعدة على الامتناع عن التدخين لمدة شهر واحد على الأقل، ثم الإمتناع بعدها عن التدخين تماماً لمدة شهر على الأقل.
اظهار أخبار متعلقة
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة Addiction، أن الأشخاص الذين استخدموا سيجارة إلكترونية قابلة للتعبئة بشكل يومي لمدة شهرة كانوا أكثر قدرة عن الإقلاع عن التدخين لمدة شهر واحد بأكثر من خمسة أضعاف، مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموا أي وسائل مساعدة على الإطلاق.
وبالمثل، فإن الأشخاص الذين استخدموا السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة كانوا أكثر عرضة للإقلاع عن التدخين لمدة شهر واحد بما يقرب ثلاث أضعاف الذين لم يستخدموا أية مساعدة.
وكان الاستخدام اليومي للسجائر الإلكترونية أكثر فاعلية في المساعدة على الإقلاع عن التدخين مقارنة بالطرق الأخرى بما في ذلك العلاج ببدائل النيكوتين، أو الأدوية مثل البوبروبيون أن الفارينيكلين أو أي مزيج من هذه الوسائل المساعدة.
اظهار أخبار متعلقة
ولم تكن لهذه الطرق أي نتائج ملحوظة بقدرتها على المساعدة على الإقلاع عن التدخين مقارنة بعد استخدام أي وسيلة.
وقال الدكتور ماريتين ماكديرموت المؤلف الرئيسي للدراسة " تظهر نتائجنا أن استخدام السجائر الإلكترونية يومياً تساعد الأشخاص على الإقلاع عن التدخين مقارنة بعد وجود أي مساعدة على الإطلاق. هذه النتائج تدعم الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن السجائر الإلكترونية هي وسيلة مساعدة أكثر فاعلية من العلاجات والطرق الأخرى".
وأضاف: "من المهم أن نقيس بشكل روتيني عدد المرات التي يستخدم فيها الأشخاص السجائر الإلكترونية، حيث رأينا أن الإستخدام المتقطع للسجائر الإلكترونية لم يكن مرتبطاً بالقدرة على الإقلاع".
وأوضحت الدكتورة ليوني بروس من كينجز كوليدج لندن أنه "على الرغم من الموقف الحذر لمنظمة الصحة العالمية بشأن السجائر الإلكترونية، تظهر دراسات مثل دراستنا أنها لا تزال واحدة من أكثر الوسائل فعالية للإقلاع عن التدخين".
وأضافت: "تحذر منظمة الصحة العالمية بشكل خاص من السجائر الإلكترونية القابلة لإعادة التعبئة، لأنها قد تسمح للمستخدم بإضافة مواد ضارة أو مستويات أعلى من النيكوتين. ومع ذلك فقد أظهرنا أن الأنواع القابلة لإعادة التعبئة على وجه الخصوص هي وسيلة فعالة للغاية للمساعدة في الإقلاع عند استخدامها بشكل يومي، و يجب أن يؤخذ هذا الدليل في عين الاعتبار في الإرشادات مستقبلية حول استخدامها".