من قشور البيض والمكسرات، تصنع رانيا القلا المادة الجديدة القابلة للتحلل العضوي بهدف استخدامها بديلا للبلاستيك الضار بالبيئة.
طورت رانيا (31 عاما) هذه المادة في إطار بحثها للحصول على درجة الماجستير من الجامعة الألمانية بالقاهرة.
وفي الاستوديو الخاص بها الذي تطلق عليه اسم (شل هومدج)، تعالج الباحثة المصرية قشور البيض وتحولها إلى مسحوق، مع تسخينها إلى درجات حرارة معينة بحيث يمكن استخدامها لاحقا في صنع المنتجات المختلفة.
تجمع رانيا القلا قشور البيض والمكسرات من المطاعم والمتاجر، وتطلب دائما من أفراد أسرتها عدم التخلص من قشر البيض الذي تحتاج إليه بشدة.
ليست الفكرة وليدة اللحظة، بل ظلت تراودها منذ الصغر عندما كانت ترى والدها وهو يكسر قشور الجوز أو البندق، وتفكر في المواد التي تضيع مع القشرة عند التخلص منها.
وتقولت "أنا كنت مستوحية الفكرة من بابايا (أبي).. بيجيب قشر المكسرات ونكسرها قبل الأكل عشان طعمها بيبقى أحلي وطازجة أكتر وكدا بنجيب الحاجات أورجانك (عضوي) أكتر.. متبقاش معلبه فيبقي أكل صحي.. فكنت أما بشوفه (عندما أراه) بيكسرها وقد أيه (كم هي) صعب تكسيرها فبالنسبة لي معظم المكسرات هي القشر وقوية جدا وإن هي عاملة زي الخشب.. ليه محدش بيعمل بيها حاجة وأكتر حاجة بستخدمها هي عين الجمل (الجوز).. عشان الويست (مخلفات) إلي فيها أكتر من باقي المكسرات".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت "كنت حابة بردو (أريد أيضا) إن أخلي البروچيكت (المشروع) يبقي حاجة علمية وصلت لها إن خامة جديدة وبتتحلل وبس (ليس هذا فحسب بل) حبيت إن أنا أخلي دي حاجة تجارية أكثر وتبقي واصلة للناس كلها لو حد عاوز يستخدم الخامة دي فأنا بحاول أن أستخدمها في العمل بيها فرنتشر (أثاث)... أو ساعات... وكدا بحاول إني أشترك (مع آخرين) أبقي ماتيريال سبلاير (موردة خامات)..."
تحدثت عن المواد التي تنتجها عبر فكرتها ومشروعها وقالت إنها طبيعية بالكامل.
وأوضحت "(هذه المادة) عضوية ومن نباتات ففي الآخر (في النهاية) لما بترجع للتربة فبترجع لأصلها تاني وتتحلل ودا الهدف الأساسي من وراها".
ويبدي أحد الزبائن إعجابه بمنتجات رانيا القلا. ويقول محمد إسماعيل "أنا شايف (أرى) أنها حاجة غريبة بس حاجة غريبة كويسة لأنه العالم كله متوجه للفكر البيئي فإن إحنا يبقي عندنا حاجة في مصر بتخص الموضوع دا أو بتفكر لقدام فأنا شايفها حاجة غريبة نتمنى أن يكون في حاجة أغرب منها كمان".
اظهار أخبار متعلقة
وتتحدث المصممة ريم حامد عن حالة الاستغراب والدهشة التي أثارتها الفكرة.
وتقول "محدش كان مصدق إن المادة دي أصلا معمولة من قشر البيض وقشر المكسرات.. كل الناس كانت مندهشة بس أنا شايفة إن دا شيء عبقري وهو دا المستقبل".
فاز مشروع رانيا القلا "شل هومدج ذا ببل هانجرز" بجائزة من إيطاليا عام 2017.