لماذا يحتاج البشر ماء أقل من غيرهم من الثديّات؟.. العلم يجيب 🤔

pexels-kenex-media-sa-1126557
CC0
  • أحمد حسن
  • الأحد، 28-03-2021
  • 07:33 ص
على مدى العصور حظي البشر بأدمغة كبيرة متعطشة للطاقة وتتطلب استهلاك سعرات حرارية أكثر بكثير من الحيوانات التي تشبهنا. ومع ذلك لا يبدو أن الشيء نفسه ينطبق على ما نستهلكه من كمية المياه.



مقارنة بالقردة، وجدت دراسة جديدة مفاجئة أن أجسامنا تستهلك كميات أقل بكثير من السوائل التي من المفترض أن تستهلكها على أساس يومي.

ووجد الباحثون أن البشر في المتوسط يستهلكون 3 لترات يومياً بما يعادل 12 كوب من الماء. من ناحية أخرى فإن الشمبانزي والغوريلا وقردة البونوبو التي تعيش في حديقة الحيوانات والمحميات تستهلك ما يقرب من ضعف هذا العدد.

اظهار أخبار متعلقة



كانت النتائج غير متوقعة إلى حد ما، نظراً إلى أن البشر لديهم 10 أضعاف عدد الغدد العرقية. وهم بشكل عام أكثر نشاطاً من القردة، ومن المتوقع أن يفقدوا الكثير من الماء نتيجة لذلك. وحتى عند حساب درجات الحرارة الخارجية وحجم الجسم ومستويات النشاط لا يزال البشر يحتاجون إلى كمية أقل من الماء للحفاظ على توازن صحي.

وكتب المؤلفون "بالمقارنة مع القردة، كان لدى البشر دوران أقل بكثير للمياه، واستهلكوا كميات أقل من الماء لكل وحدة من الطاقة الغذائية". وهذا يشير إلى أن البشر قديما كانت لديهم القدرة على الحفاظ على سوائل الجسم. مما سمح لهم الإنتقال من الغابات المطيرة إلى المناطق الجافة.

ويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة هيرمان بونتزر من جامعة ديوك " حتى مجرد التمكن من البقاء لفترة طويلة بدون الماء كان من شأنه أن يكون ميزة كبيرة للبشر القدماء".

اظهار أخبار متعلقة



في الدراسة تتبع الباحثون معدل دوران المياه اليومي لـ 72 قرداً، في كل من حدائق الحيوان و محميات الغابات، استخدموا مياه تحتوي على الديوتيريوم والأكسجين-18 كعلامة لتتبعها. واستطاعوا من خلالها معرفة كمية المياه التي تم الحصول عليها من خلال الطعام والشراب والكميات التي تم فقدها من خلال العرق والبول والجهاز الهضمي.

ثم تمت مقارنة النتائج مع 309 شخص شربوا نفس المياه، وكانوا يعيشون في أنماط حياة مختلفة بما في ذلك المزارعين والصيادين والموظفين الذين يعملون في المكاتب.كانت النسبة الإجمالية للمياه إلى الطاقة هي 1.5 ملليلتر تقريباً لكل سعر حراري مستهلك.

تشير مثل هذه النتائج إلى أن استجابة العطش لدى جسم الإنسان قد تم "إعادة ضبطه" بطريقة ما مع مرور الوقت. مما يعني أن شعورنا بالعطش أصبح أقل مقارنة بالقردة التي تشبهنا.

في الغابات المطيرة، تحصل القردة على معظم ما تحتاجه من المياه من الأطعمة النباتية، مما يعني أنها يمكن أن تعيش لأياماً أو أسابيع دون أن تشرب مياه على الإطلاق. ومع ذلك لا يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاثة أيام فقد بدون ماء، ربما لأن أطعمتنا ليست رطبة بما فيه الكفاية. وهذا يتطلب منا شرب السوائل بشكل متكرر أكثر من القردة، مما يعني أننا لا نستطيع الابتعاد عن أماكن المياه الجارية والبحيرات والجداول.

اظهار أخبار متعلقة



ومع ذلك هناك طريقة أخرى ربما تغيرت بها أجسامنا للحفاظ على المياه على عكس القردة، حيث أن البشر يمتلكون أنوفاً خارجية والتي يعتقد أنها تقلل من فقدان الماء عندما نتنفس. هذه الأنوف ظهرت لأول مرة في السجل الأحفوري منذ حوالي 1.6 مليون سنة، ومنذ ذلك الحين استمرت هذه الأنوف بالبروز على عكس أنوف القردة المسطحة.

بروز الأنف يوفر للماء مساحة أكبر داخل الممرات الأنفية للتبريد والتكثيف، مما يسمح بإعادة امتصاص السوائل بدلاً من إخراجها إلى الهواء. وبالتالي قد تكون هذه الأنوف هي التي سمحت للبشر بأن يكونوا أكثر نشاطاً في البيئات القاحلة.

ويقول بونتزر "لا يزال هناك لغز يتعين حله، لكن من الواضح أن البشر يستطيعون الاحتفاظ بالماء"، "معرفة بالضبط كيف نفعل ذلك هو هدفنا".

ونشرت الدراسة في مجلة Current Biology



شارك
التعليقات