لماذا نميل إلى تصديق المعلومات الطبية المضللة في كثير من الأحيان؟ 🤥

pexels-oladimeji-ajegbile-2696299
CC0
  • أحمد حسن
  • الإثنين، 29-03-2021
  • 02:42 م

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي منصات تتيح للأفراد مشاركة أفكارهم والبقاء على اتصال مع عائلاتهم وأصدقائهم. ومع ذلك فإن هذه المواقع يمكن أن تكون مكانا للكثير من المعلومات المضللة، من ضمنها المعلومات الصحية التي يمكن أن تضلل الأشخاص الذين يتطلعون إلى اتخاذ قرارات صحية هامة في حياتهم.



عبارة "معلومة مضللة عن الصحة" باتت تكتسب زخماً كبيراً خاصة مع زيادة عدد الأشخاص النشيطين على مواقع مثل فيسبوك وتويتر. إضافة إلى أن انتشار المعلومات الصحية المضللة آخذ في الازدياد.

مؤخراً فحصت مراجعة منهجية 69 دراسة ركزت فيها على المعلومات الصحية المضللة في وسائل التواصل الاجتماعي. وجد المحققون عدداً كبيراً من المحتوى غير الصحيح فيما يتعلق بمنتجات التدخين والأدوية وقضايا الصحة العامة، بما في ذلك اللقاحات والأمراض. وكان انتشار المعلومات الصحية المضللة قد سجل أعلى مستوى على منصة تويتر.

اظهار أخبار متعلقة



وقام الباحثون من جامعة كولورادو بالاشتراك مع علماء من جامعة ريجينا في كندا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج بالتحقيق في هذه المشكلة بشكل أكبر.

وبسبب القلق المتزايد من المسؤولين الصحيين حول تأثير المعلومات المضللة على اتخاذ القرارات، سعى الفريق إلى تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لتصديق المعلومات المضللة.

وقام الباحثون بإجراء استطلاع على 1020 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 40 - 80 عاماً في الولايات المتحدة. طلب منهم تصنيف 24 منشور على فيسبوك وتويتر وتحديد مدى دقة صحتها من وجهة نظرهم.

 تضمنت هذه المنشورات معلومات صحية كاذبة عن علاجات السرطان ولقاحات فيروس (HPV) و أدوية الستاتين. وإدعاءات بأن خميرة الأرز الحمراء فعالة في خفض الكوليسترول مثل الستاتين، وأن جذور الماريجوانا والزنجبيل والهندباء يمكن أن يعالجوا السرطان، وأن لقاحات فيروس (HPV) خطيرة.

وبعد أن راجع المشاركون المنشورات، قاموا بتقييم المعلومات على أنها إما خاطئة تماماً أو صحيحة في الغالب أو صحيحة تماماً. ثم قام الفريق بسؤال المشاركين أسئلة تتعلق بمستوى تعليمهم واهتماماتهم بالطب البديل ودخولهم وأعمارهم والخلفية الصحية لديهم.

اظهار أخبار متعلقة



وبعد تجميع البيانات وجد فريق البحث أن الأشخاص ذوي المستوى التعليمي المنخفض والمعرفة الأقل بالقضايا الصحية كانوا أكثر عرضة لتصديق المعلومات المضللة من المشاركين الآخرين.

 إضافة إلى ذلك أظهر الأشخاص الذين لا يثقون بنظام الرعاية الصحية والذين لديهم وجهة نظر إيجابية عن العلاجات البديلة أنهم كانوا أكثر عرضة لتصديق المعلومات المضللة المتعلقة بالصحة. كما أن المشاركين الذين صدقوا الادعاءات الكاذبة حول موضوع واحد كانوا من المرجح أن يصدقوا المعلومات المضللة الأخرى المتعلقة بموضوعات صحية مختلفة.

وتشرح الكاتبة الرئيسية لورا شيرير الحاصلة على درجة الدكتوراه من كلية الطب "المعلومات غير الدقيقة هي عائق أمام الرعاية الصحية الجيدة. لأنها يمكن أن تثني الناس عن  اتخاذ تدابير وقائية لتفادي المرض وتجعلهم يترددون في طلب الرعاية عندما يمرضون. قد يؤدي تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للتضليل إلى إعطائنا نظرة ثاقبة على كيفية انتشار هذه المعلومات وتزويدنا بسبل جديدة للتدخل".

هل انعدام الثقة في نظام الرعاية الصحية هو الدافع؟

في الولايات المتحدة بين عامي 2017 و 2018، أفاد استطلاع عن انخفاض الثقة العامة في الرعاية الصحية بنسبة 20% بين الجمهور. ووجدت أيضاً أن ثقة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم انخفضت بنسبة 4%.

وقال باتريس هاريس رئيس الجمعية الطبية الأمريكية "لقد شهدنا تحولاً مثيراً للقلق على مدى العقود العديدة الماضية حيث يبدو أن القرارات السياسية تقودها الأيدولوجيا بدلاً من الحقائق والأدلة. والنتيجة هي انعدام الثقة المتزايد في المؤسسات الأمريكية وفي مشورة كبار الخبراء الذين كرسوا حياتهم للسعي وراء الأدلة والعقل".

لمكافحة المعلومات المضللة، يقول الدكتور هاريس إن مجتمع الرعاية الصحية والجمهور يجب أن يحاولوا البحث عن المعلومات الصحية ومشاركتها من مصادر موثوقة فقط.

اظهار أخبار متعلقة



ويأمل الباحثون في التغلب على مشكلة المعلومات الصحية المضللة، على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم كيفية التدخل في دورة المعلومات المضللة.

وتقول الدكتورة شيرير "نأمل أن يتمكن الباحثون من البناء على هذه النتائج وتطوير طريقة للتدخل قائمة على الأدلة للحد من تأثير وانتشار المعلومات الصحية المضللة عبر الإنترنت. مثل هذه الخطوات يمكن أن تنقذ أرواحاً لا تعد ولا تحصى".


شارك
التعليقات