لم يضع المهندسون أو العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أسماء المركبات الجوالة على سطح المريخ.
ولجأت ناسا إلى الطلاب في الولايات المتحدة، وشارك 28 ألف طالب وطالبة من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر في مسابقة لاختيار اسم المركبة الأخيرة التي نزلت على سطح المريخ وحصلت أخيرا على اسم "Perseverance".
وبحسب موقع تابع للخارجية الأمريكية، فقد اقترح الاسم الطالب في الصف السابع، أليكس ماذر، من ولاية فرجينيا، فيما حفرت ناسا أسماء المتأهلين لنصف النهائي على المركبة بحروف صغيرة.
وتاليا المركبات الفضائية الجوالة التي شارك أطفال في اختيار أسمائها.
سوجورنر (تم إطلاقها العام 1996)
فاليري أمبرواز، 12 سنة
كانت فاليري أمبرواز، وهي من بريدجبورت، ولاية كونيتيكت، تبلغ من العمر 12 عامًا عندما أطلقت على هذا المسبار اسم سوجورنر.
واسم سوجورنر يعني المسافر، بطبيعة الحال، ولكن أمبرواز أطلقت على المسبار هذا الاسم تيمنا باسم سوجورنر تروث، البطلة الأميركية من أصل أفريقي المطالبة بإلغاء العبودية والمدافعة عن حقوق المرأة خلال حقبة الحرب الأهلية الأميركية.
قالت أمبرواز في ذلك الوقت: “إن من المنطقي جدًا أن نطلق اسم سوجورنر تروث على المركبة الذاهبة للاستكشاف، لأنها في رحلة للعثور على حقائق حول المريخ”. وقالت إن الأمر يتطلب شخصية قوية قادرة على تحمل “الظروف القاسية” للمريخ.
وأشارت أمبرواز إلى أن الناشطة المطالبة بإلغاء العبودية، التي كانت مستعبدة ذات يوم، تغلبت على “العديد من الظروف القاسية “.
سبيرت وأبورتيونتي (أطلقتا في العام 2003)
صوفي كوليس، 9 سنوات
كانت صوفي كوليس طالبة في الصف الثالث في سكوتسديل بولاية أريزونا، عندما قامت بتسمية هذين المسبارين التوأمين.
ولدت صوفي في سيبيريا وتبنتها عائلة أميركية، وكانت تتمتع بروح قوية وتقدر الفرص.
وقالت في شرحها لوكالة ناسا: “كنت أعيش في دار للأيتام. كانت الدار مظلمة وباردة وموحشة. في الليل، كنت أنظر إلى السماء البراقة وأشعر بالارتياح. حلمت أن بإمكاني الطيران إلى هناك. في أميركا، يمكنني تحقيق كل أحلامي”.
مسبار كيوريوسيتي (Curiosity) (تم إطلاقه في العام 2011)
كلارا ما، البالغة من العمر 12 عامًا
كانت كلارا ما، من منطقة كانساس سيتي بولاية ميزوري، في الصف السادس الابتدائي عندما أطلقت اسم ’كيوريوسيتي‘ (Curiosity)، والذي يعني الفضول، على مسبار فضائي.
كتبت ما إلى وكالة ناسا قائلة “إن الفضول هو الشغف الذي يحفزنا ويدفعنا قدمًا خلال حياتنا اليومية”.
الاسم مثير للاهتمام لأن كلارا ما قد اعترفت أنها في ذلك الحين كانت “خجولة جدًا بالفعل” وذكرت أن الفوز في مسابقة التسمية جعلها تتغيّر. قالت “لن تكون الحياة كما هي لو لم أتحدث للتعبير عن أفكاري.”
منذ أن قالت لوكالة ناسا “لقد أصبحنا مستكشفين وعلماء من خلال حاجتنا لطرح الأسئلة والتفكر”، تخرجت ما من جامعة ييل بشهادة في الجيوفيزياء ومن جامعة كامبريدج في إنجلترا بدرجة الماجستير في السياسة البيئية.
وقالت “إن التفكير في إرسال روبوت إلى كوكب آخر جعلني أدرك مدى تميز وهشاشة الحياة على الأرض. لقد أدركت أن دراسة كوكب الأرض كانت أهم شيء يمكنني فعله.”
مسبار برسفيرانس (Perseverance) (تم إطلاقه في العام 2020)
أليكس ماذر، البالغ من العمر 13 عامًا
كان أليكس ماذر طالبًا في الصف السابع في إحدى ضواحي ولاية فرجينيا المتاخمة للعاصمة واشنطن عندما أطلق اسم برسفيرانس (Perseverance)، والذي يعني المثابرة، على مسبار فضائي. لقد أراد أن يختار اسمًا يتلاءم مع أسماء المركبات الفضائية السابقة.
كتب إلى ناسا قائلا “إن كل تلك الأسماء الخاصة بالمركبات الفضائية السابقة التي توجهت إلى المريخ هي صفات نمتلكها كبشر، لكننا نسينا أهم شيء. المثابرة.”
وأضاف فيما كتب “سنواجه العديد من الانتكاسات في الطريق إلى المريخ. ومع ذلك، يمكننا المثابرة.”
وقال أليكس إن اهتمامه بالاستكشاف انطلقت شرارته عندما ذهب في رحلة إلى معسكر فضاء بمناسبة عيد ميلاده الحادي عشر ورأى نموذجًا لصاروخ ساتيرن. وأضاف “أدركتُ على الفور أن الفضاء هو الشيء الذي سأفعله بقية حياتي. إن حلمي الدائم هو أن أكون قائد برنامج المريخ.”