الموسيقى تؤثر على الدماغ بنفس تأثير الكحول والكوكايين

تعرف على تأثير الموسيقى على الدماغ وكيف تثير مشاعر المتعة لديك 🥳

bruce-mars-DBGwy7s3QY0-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الأربعاء، 07-04-2021
  • 04:17 م
كشفت دراسة جديدة أن للموسيقى تأثير يوازي تأثير الكحول والكوكايين على مركز المكافأة في الدماغ.



وكان علماء الأعصاب في كندا قد ركزوا على تأثير موسيقى البوب على الدماغ باستخدام التصوير المغناطيسي و "التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة".

ووجد الخبراء أن تحفيز الخلايا العصبية في مسار المكافأة في الدماغ أدى إلى تعزيز المتعة والتحفيز لدى المشاركين. ويقول العلماء إن العلاقة بين القشرة السمعية في الدماغ ودوائر المكافأة هي السبب الذي يجعل البشر يجدون الموسيقى تشبع رغباتهم.

اظهار أخبار متعلقة



ويقول المؤلفون بأن قدرة الموسيقى على إثارة مشاعر المتعة كانت موضوع بحث مكثف في علم الأعصاب مؤخراً. وتشير النتائج الحالية إلى أن ارتباط السَبيلُ القِشْرِيُّ المُخَطَّطِيُّ السَّوداوِيّ أو ما يعرف باسم "cortico-striatal pathways" أمر ضروري في تجربة المكافأة الموسيقية.

ويعمل كلاً من الكحول والكوكايين عن طريق تحفيز نظام الدوبامين في الدماغ، وهو مسار المكافأة. ويتم تحفيز هذا المسار من خلال جميع أنواع المنبهات المعززة، والتي تشمل أيضاً ألطعام والجنس والعقاقير الأخرى والموسيقى.

وينشأ المسار في منطقة الدماغ المتوسط التي تسمى المنطقة السقيفية البطنية وتمتد إلى النواة المتكئة "أكامبنز"، وهي إحدى مناطق المكافأة الرئيسية في الدماغ. إلى جانب المكافأة فإن هذه الدائرة تنظم المشاعر والتحفيز أيضاً، وفقاً لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية.

اظهار أخبار متعلقة



وقام الباحثون بتجنيد 17 متطوعاً لهذه الدراسة الجديدة، والتي نشرت في مجلة JNeurosci
تم التأكد من أن جميع المشاركين يفضلون موسيقى البوب - حيث كان هذا هو نوع الموسيقى المختار للتجربة-. استمع المشاركون في التجربة إلى أغاني البوب بينما قام فريق الباحثين بقياس نشاط أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، الذي يقيس نشاط الدماغ عن طريق اكتشاف التغيرات المرتبطة بتدفق الدم.

وقبل الفحص ، قام فريق البحث بشكل غير مباشر بإثارة أو تثبيط دائرة المكافأة في الدماغ من خلال التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) وهي طريقة غير جراحية لتحفيز الدماغ (الخلايا العصبية)، باستخدام ملف كهرومغناطيسي يوضع على فروة الرأس.

بعدها كان على المشاركين الضغط على زر واحد من أربع أزرار على لوح للإشارة إلى درجة سعادتهم أثناء استماعهم لموسيقى البوب.

ووجد الفريق أن إثارة دائرة المكافآت قبل سماع الموسيقى يزيد من المتعة التي يشعر بها المشاركون عند الاستماع إلى الأغاني، بينما يؤدي تثبيطها إلى تقليل المتعة. وتم ربط تغيرات المتعة المستحثة بالتغيرات في نشاط النواة المتكئة.

اظهار أخبار متعلقة



وتشارك النواة المتكئة بشكل مباشر في تعزيز السلوكيات والإدمان نتيجة تعاطي المخدرات. وبشكل خاص فإن التغييرات في نشاط النواة المتكئة أدت إلى التنبؤ بالاختلافات في استجابات المشاركين، بحسب الفريق.

وتشير هذه النتائج إلى أن التفاعلات بين المناطق السمعية والمكافأة تدفعنا إلى الشعور بالسعادة عند الاستماع إلى الموسيقى.

وقال المؤلف الدراسة الدكتور روبرت زاتوري الباحث في معهد مونتريال للأعصاب بجامعة ماكجيل "تتكون الموسيقى من سلسلة من الأصوات التي لا قيمة لها عند النظر إليها بشكل منفصل، ولكن عندما يتم ربطها بترتيب معين ومن خلال أنماط معينة يمكن أن تكون بمثابة مكافأة لنا".

يتيح لنا النشاط المتكامل لدارات الدماغ في التعرف على أنماط الموسيقى والتنبؤ بها والإحساس بها، مما يجعل تجربة الموسيقى مكافأة لنا جمالية أو فكرية.

ويقول الباحثون بأن النواة المتكئة لا تعمل بمفردها بل تتفاعل مع القشرة السمعية، وهي منطقة في الدماغ تخزن المعلومات حول الأصوات والموسيقى التي تعرضنا لها خلال حياتنا.
شارك
التعليقات