إلى إي مدى يمكن للعلماء تأخير الشيخوخة؟.. خبراء يجيبون 👴

atul-pandey-Ntd2H2IUkyk-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الثلاثاء، 20-04-2021
  • 02:02 م
مع تقدمنا في السن تحدث العديد من التغيرات في أجسادنا، فنحن نضعف، ويتحول لون شعرنا إلى الأبيض، وتتجعد بشرتنا. كما نصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وقد نفقد قدراتنا المعرفية في بعض الأحيان.

تعتبر الشيخوخة بشكل عام جزءاً من حياتنا لا مفر منه. ولكن هل يمكننا تأخيرها، وإطالة سنوات شبابنا؟

سألنا ثمانية خبراء هذا السؤال "هل يمكن تأخير الشيخوخة؟" ومن المثير للاهتمام أنه كان هناك إجماع على أنه أمر "محتمل" بنسبة 75%.

إليك ما وجدنا.

ما هي الشيخوخة؟

جميع الكائنات الحية مكونة من خلايا. وغالباً ما يقوم العلماء بزرع الخلايا في المختبر لدراستها. في عام 1961، لاحظ الباحث ليوناردو هايفليك أن الخلية البشرية في المتوسط، يمكن أن تنقسم 50 مرة فقط قبل أن تدخل في حالة تشبه السبات والتي تدعى "الشيخوخة". يُعتقد أن تراكم الخلايا الشائخة في أنسجة الجسم يمكن أن يتلف الخلايا الأخرى، ويلعب دوراً مهماً في الشيخوخة.

اظهار أخبار متعلقة



هناك العديد من أسباب الشيخوخة والشيخوخة على المستوى الخلوي. وتشمل الأضرار التأكسدية، وتراكم الأخطاء الصغيرة في الحمض النووي، و قصر التيلوميرات. بشكل أساسي تتعرض المكونات المختلفة للخلية للتآكل طوال عمر الخلية. بعدها وفي مرحلة ما، يعطل هذا الضرر الخلية، ويجعلها غير قادرة على العمل بالشكل الذي اعتادت عليه.

هل يمكننا تأخير شيخوخة الخلايا؟

مع أن هايفليك لاحظ أن الخلايا البشرية الطبيعية لها عمر محدود، إلا أن هناك بعض الخلايا القادرة على التكاثر إلى أجل غير مسمى. عادة ما تكون هذه الخلايا من السرطانات أو تم تعديلها وراثياً. وبالتالي فإنه من خلال تغيير مسارات معينة داخل الخلايا، مثل كيفية تكاثرها أو حفاظها على التيلوميرات يمكننا التغلب على عملية الشيخوخة الطبيعية.

يمكن تأخير الشيخوخة في الخلايا والأهم من ذلك أن هذه الخلايا ليست مثل الخلايا السليمة التي قد تجدها في جسم الإنسان بشكل طبيعي.

هل يمكننا تأخير الشيخوخة في الحيوانات؟

لا يمكن للتلاعب الجيني أن يؤخر الشيخوخة الخلوية فحسب بل يؤخرها في الحيوانات بشكل كامل والتي تسمى "الكائنات الحية النموذجية". بدأت تجارب تأخير الشيخوخة في ديدان Caenorhabditis elegans، نظراً لمدى سهولة العمل مع هذه الكائنات في المختبر، ووجد العلماء مجموعة كاملة من المسارات التي يمكن تعديلها لتأخير الشيخوخة.

ومن المثير للاهتمام أن إحدى هذه المسارات كانت ترتبط بعملية التمثيل الغذائي والنظام الغذائي. ووجد العلماء أن الأنظمة الغذائية المقيدة تأخر الشيخوخة في مجموعة كاملة من الحيوانات من الذباب إلى القردة والكلاب. قد يؤدي تناول السعرات الحرارية بشكل صارم إلى جعل خلايا الجسم تدخل في وضع "وقائي" مما يؤدي إلى إبطاء الشيخوخة.

اظهار أخبار متعلقة



ويشير الدكتور جيراردو فيربير، خبير في مكافحة الشيخوخة من جامعة مونتريال إلى أنه "على الرغم من أن ليس كل ما يتم اختباره على الكائنات الحية النموذجية يمكن أن ينجح في البشر، إلا أن بعض الأفكار المستوحاة من أبحاث الشيخوخة قد تؤدي في النهاية إلى إنتاج علاجات تكافح الشيخوخة".

هل يمكننا أن نؤخر الشيخوخة عند البشر؟

تقول البروفيسور جانيت ثورنتون الخبيرة في مكافحة الشيخوخة من المعهد الأوروبي للمعلومات الحيوية بأن "ليس من الأخلاقي  إجراء طفرات على جينات البشر، وهناك العديد من القوى المتضاربة يصعب فيها تقييم تأثير القيود الغذائية، في الحيوانات يمكننا زيادة العمر الافتراضي للديدان 10 أضعاف، أما في الذباب والفئران فيمكن أن تصل الزيادة إلى 1.5 مرة فقط، ولكن لا يوجد هناك مقياس مكافئ في البشر".

وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض الأدوية التي تخضع لتجارب سريرية لمعرفة ما إذا كان بإمكانها تأخير الشيخوخة لدى البشر. حتى الآن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه المركبات ستعمل.

ويقول الدكتور ماركو ديماريا من جامعة جرونينجن "لدينا العديد من التدخلات في أسلوب حياة البشر والتي تؤثر بشكل واضح على ظهور وتقدم الشيخوخة من أهمها النظام الغذائي والتمارين الرياضية".

اظهار أخبار متعلقة



اقترح العديد من الخبراء تحسين النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية لتأخير الشيخوخة. لأنه عادة ما يكون الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام ويعيشون أنماط حياة صحية أكثر قدرة على الحركة و يتمتعون بنوعية حياة أفضل عندما يكبرون.

خلاصة الأمر؛ الشيخوخة هي أمر حتمي على جميع الكائنات الحية، يمكننا تأخيرها مخبرياً على الحيوانات والخلايا. لكن بالنسبة لنا نحن البشر فإن أفضل طريقة لتأخير الشيخوخة هي باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
شارك
التعليقات