وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن كثيرين يواجهون صعوبة كبيرة في الالتزام بحمية غذائية وفقدان الوزن، وذلك بسبب شعورهم المستمر بالجوع. ومؤخرا تم نشر دراسة علمية في غاية الأهمية قادتها كلية كينجز في لندن، قدمت تفسيرات بيولوجية لما يحدث في أجسام هؤلاء الناس.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض كبير في مستوى سكر الدم بعد ساعات من تناول الطعام، ينتهي بهم الأمر إلى الشعور بالجوع أكثر من ذي قبل، والتهام المزيد من السعرات الحرارية الإضافية خلال اليوم، وهو ما قد يسبب زيادة الوزن بأكثر من 15 كيلوغراما في العام.
وبهذه الطريقة توصل الباحثون في هذه الدراسة إلى أن مراقبة مستويات سكر الجلوكوز في الدم هي المفتاح، من أجل دراسة ظاهرة الشعور بالجوع وزيادة السعرات المستهلكة.
في بعض الحالات قد يكون هناك سبب بيولوجي هو الذي يقف وراء شعورنا الدائم بالجوع، واستهلاك المزيد من السعرات الحرارية.
اظهار أخبار متعلقة
في هذه الحالة يقترح الباحثون تعديل الحمية الغذائية واستهلاك الأطعمة التي تقلل من انخفاضات الجلوكوز. إذ أن الكربوهيدرات بطيئة الامتصاص مثل الحبوب الكاملة والخضار يمكن أن تتحكم في إفراز الجلوكوز في الدم، وبالتالي تمنع التقلبات الحادة.
هذه خلاصة الدراسة التي نشرتها مجلة نايتشر ميتابوليزم العلمية، وجاءت في إطار أكبر دراسة في العالم حول التغذية، تم خلالها فحص تفاعل الأجسام مع الأطعمة في ظروف الحياة الطبيعية. وقد شارك فيها إلى جانب كلية كينجز في لندن، كلية الطب بهارفارد والعديد من المستشفيات والجامعات الأخرى.
دراسة مستويات السكر في الدم
للتوصل لإجابة حول سبب الشعور المستمر بالجوع لدى بعض الناس، قام فريق الباحثين بجمع بيانات مفصلة حول مستويات السكر ومؤشرات صحية أخرى لدى 1070 شخص، بعد تناولهم لأطعمة إفطار تقليدية ووجبات أخرى تم اختيارها بشكل حر على مدى أسبوعين.
وفي المجمل فحصت الدراسة استجابة الأجسام لحوالي 8 آلاف طعام إفطار و70 ألف وجبة. وقد ارتكزت أطعمة الإفطار على الكعك الذي يحتوي على نفس عدد السعرات الحرارية، ولكن مع تركيبات مختلفة من الكربوهيدرات والبروتين والدهون والألياف. كما خضع المشاركون لفحوص جلوكوز الدم لفهم كيفية تعامل الجسم مع السكر.
وعلى مدى فترة هذه الدراسة تم تركيب أشرطة مراقبة الجلوكوز على أجسام المشاركين، إلى جانب أجهزة أخرى لمراقبة نشاطهم اليومي ونومهم. وتم تسجيل مستويات الشعور بالجوع ومستويات اليقظة خلال ساعات النهار باستخدام تطبيق للهاتف الذكي.
زيادة تصل إلى 9 كيلوغرامات في العام
أجريت في السابق دراسات نظرت في مستويات الدم بعد الأكل وركزت على كيفية ارتفاع وانخفاض هذه المستويات خلال ساعتين بعد الأكل، وهي الظاهرة المعروفة بارتفاع نسبة السكر في الدم.
ولكن بعد فحص البيانات توصل فريق الباحثين هذه المرة إلى أن بعض الناس يعانون من انخفاض كبير في مستويات السكر بعد ساعتين أو أربع ساعات من الارتفاع الأول، حيث تراجعت مستويات الجلوكوز تحت المستويات الطبيعية ثم عادت للارتفاع.
الذين عانوا من هذه الظاهرة شعروا بالجوع أكثر من غيرهم بنسبة 9 بالمائة. وكانت مدة انتظارهم لتناول الوجبة الموالية أقل من غيرهم بنصف ساعة. كما أنهم استهلكوا 75 سعرة حرارية إضافية خلال الثلاث أو أربع ساعات الموالية للفطور، و312 سعرة حرارية إضافية خلال اليوم. هذا الأسلوب في الأكل يؤدي إلى زيادة في الوزن تصل إلى 9 كيلوغرامات في السنة.
انخفاض السكر كمؤشر على الجوع
لطالما رجح الأطباء أن مستويات سكر الدم تلعب دورا هاما في التحكم بالشعور بالجوع، فإذا كانت مرتفعة يشعر الإنسان بالكثير من الحيوية والطاقة، وإذا كانت منخفضة يبدأ الشعور بالجوع. إلا أن الدراسات السابقة لم تقدم نتائج حاسمة.
وتقول الدكتورة سارة بيري من معهد كينجز في لندن: "إن دراستنا تظهر أن انخفاض السكر هو أفضل مؤشر على الشعور بالجوع وزيادة استهلاك السعرات الحرارية، وهذا يغير طريقة تفكيرنا في العلاقة بين مستويات سكر الدم والطعام الذي نتناوله."
وفي نفس السياق تقول الدكتورة آنا فالديز من كلية الطب في جامعة نوتنغهام: "كثيرون يواجهون صعوبة في فقدان الوزن والحفاظ على رشاقتهم، بما أن المئات فقط من السعرات الحرارية في اليوم قد تؤدي لعدة كيلوغرامات من الوزن الزائد في العام."
اظهار أخبار متعلقة
"والدراسة التي قمنا بها كشفت أن انخفاض سكر الدم له تأثير كبير جدا على الشهية والجوع، وبالتالي هذا يفتح الباب أمام مساعدة الناس على فهم هذه الظاهرة والتحكم في وزنهم وصحتهم على المدى البعيد."
كما أشارت هذه الدراسة إلى أن الانخفاض في سكر الدم ليس مرتبطا دائما بالطعام الذي نتناوله والعمر والوزن ومؤشر كتلة الجسم.
وفي كل الحالات ينصح بالخضوع للفحص الطبي واستشارة أخصائي في التغذية، يمكنه تحديد النصائح والنظام المناسب للتحكم في مستويات السكر في الدم ومنع تأثيرها بشكل سلبي على سلوكنا الغذائي.