وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن إحدى الدراسات الجديدة كشفت أن التحدث عن شؤون الآخرين من شأنه أن يجعلك تشعر بأنك أكثر ارتباطا بمن حولك وحتى يساعدك على تكوين علاقات أفضل. تأكيدا لهذه الحقيقة، قام علماء الأعصاب من كلية دارتموث بمراقبة مجموعة من المتطوعين أثناء لعبهم سلسلة من الألعاب عبر الإنترنت ومتابعة دور النميمة في تحسين العلاقة بين مختلف المشاركين.
وقد وجد الباحثون الأمريكيون أن نشر الشائعات عن شخص ما والحديث عنها ساهمت في توطيد علاقة المشاركين ببعضهم البعض. وقالوا إن إجراء محادثات حول الآخرين مع طرف ثالث والتعرف على تجارب الناس من شأنه أن يساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية.
اظهار أخبار متعلقة
وذكرت الصحيفة أن النتائج التي نُشرت في مجلة "كارنت بيولوجي" تستند إلى بحث سابق كشف أن القيل والقال يشكل حوالي 14 بالمئة من جميع المحادثات اليومية.
وأراد الفريق المشارك في الدراسة الجديدة، بقيادة إيشين جولي ولوك تشانغ، معرفة سبب النميمة والوظيفة التي تخدمها في التفاعل البشري. في هذا السياق، وصف جولي القيل والقال بأنه "شكل معقد من التواصل يُساء فهمه في كثير من الأحيان"، مضيفا أنه يمكن أن يكون وسيلة "للاتصال الموضوعي".
يقول مؤلفو الدراسة إن النتائج التي توصلوا إليها تظهر أن القيل والقال هو "اتصال ثري ومتعدد الأوجه" له العديد من الوظائف الاجتماعية. كما ظهرت أنواع مختلفة من القيل والقال اعتمادا على كم المعلومات المتاحة لكل لاعب على حدة، أو مجموعة اللاعبين المشاركين.
وقد لاحظ الباحثون أن المحادثات العفوية حول الآخرين حدثت بشكل متكرر أثناء اللعب عندما كان بإمكان اللاعبين مراقبة سلوك عدد قليل من أعضاء مجموعتهم. عندما يتمكن اللاعبون من مراقبة جميع أعضاء مجموعتهم بشكل مباشر، فإنهم يميلون إلى الدردشة ومناقشة مجموعة واسعة من المواضيع. في المقابل، اعتمد المشاركون على معلومات غير مباشرة من شركائهم للبقاء على اطلاع حول سلوك الآخرين الذين لا يستطيعون رؤيتهم.
اظهار أخبار متعلقة
في نهاية اللعبة، شعر المشاركون الذين تحدثوا مع بعضهم البعض بأنهم أكثر ارتباطا وشاركوا انطباعات مماثلة عن اللاعبين الآخرين في مجموعتهم. وأوضح تشانغ أنه من خلال تبادل المعلومات مع الآخرين، فإن النميمة هي طريقة لتكوين العلاقات، لأنها "تقوم على الثقة وتسهل الروابط الاجتماعية التي تتعزز مع حدوث مزيد من التواصل".
وفقًا للدراسة، فإن النتائج التي توصل إليها الفريق حول دور النميمة تتوافق مع إنشاء "واقع مشترك"، أي الواقع الذي غالبا ما يجد فيه الأصدقاء والزملاء روابط مشتركة، ويقيمون تحالفات، ويتبادلون المعلومات الشخصية، ويناقشون سلوك الآخرين للاتفاق على السلوك المقبول اجتماعيا. وأكد جولي أن النميمة من شأنها أن تكون مفيدة لأنها تساعد الناس على التعلم من خلال تجارب الآخرين، مع تمكينهم من الاقتراب من بعضهم البعض.
هل يتحدث الرجال عن غيرهم مثل النساء؟
كشفت دراسة حديثة أن الرجال يتحدثون عن غيرهم تماما مثل النساء، كما أنهم يميلون إلى القيل والقال، خاصة عن زملائهم في العمل، بدرجة أكبر من الإناث.
في هذا الصدد، استجوب الباحثون أكثر من 2200 شخص حول عادات النميمة ووجدوا أن الذكور والإناث من المرجح أن يتشاركوا في الحديث عن زملائهم في المكتب. ولكن بينما تميل النساء إلى التحدث بشكل داعم عن زملائهن، يحاول الرجال القدح في منافسيهم في العمل.