بالصور | الإغلاق ورمضان يحرمان المصريين من "شم النسيم".. تعرف على أصل العيد😥

GettyImages-943720584
جيتي
  • محمد علي الدين
  • الإثنين، 03-05-2021
  • 01:12 م

للعام الثاني على التوالي توارى واحد من أشهر الأعياد المصرية القديمة الذي يحتفل به المصريون منذ آلاف السنين بسبب إجراءات مواجهة وباء فيروس كورونا.

وقررت الحكومة المصرية منع الاحتفال بعيد "شم النسيم" أو أعياد الربيع، التي تحل الإثنين، بتشديد الإجراءات الاحترازية، وإغلاق جميع الشواطئ المنتزهات والحدائق العامة، كما منعت إقامة أي احتفالات أو فعاليات جماهيرية، مُناشدة المواطنين بتوخي الحذر واتباع الإجراءات الاحترازية.

اظهار أخبار متعلقة



وتطبيقاً لقرارات مجلس الوزراء لمنع التجمعات، قررت وزارة الزراعة إغلاق حدائق الحيوان والأورمان والأسماك، وجميع المتنزهات العامة في العاصمة القاهرة، وجميع المحافظات، بالتزامن مع أعياد الربيع "شم النسيم".

لم تكن جائحة فيروس كورونا هي السبب الوحيد في منع الاحتفال بأعياد شم النسيم التي صادف توقيتها شهر رمضان، وهو شهر الصيام لدى غالبية المصريين المسلمين، وتتكون طقوسها من أكل الأسماك المملحة والبيض في نهار يوم الاحتفال الذي يستمر ليوم واحد في الحدائق وعلى ضفاف نهر النيل.

في هذا اليوم، وهو إجازة وطنية رسمية، يخرج المصريون إلى الحدائق والمتنزهات في المدن، والأراضي الزراعية (الغيطان) في الأرياف، وعلى امتداد نهر النيل الكبير الذي يخترق البلاد من الجنوب إلى الشمال، وصولا إلى فرعيه دمياط ورشيد في الدلتا.

اظهار أخبار متعلقة



ويقوم المصريون بالتجمع والاحتفال منذ الصباح الباكر بقدوم الربيع، ويتناولون الأسماك المملحة والمحفوظة مثل الفسيخ والرنجة والسردين، إضافة إلى الليمون والبصل الأخضر والخس والجرجير في أجواء من البهجة والمرح.

أصل أعياد شم النسيم
وعن أصل هذا الاحتفال يقول أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية الآثار جامعة القاهرة، الدكتور جمال عبد الرحيم، إنه: "عيد مصري قديم منذ آلاف السنين، كان يحتفل قدماء المصريين بقدوم فصل الربيع، فهو عيد مصري خالص".

وأضاف لـ"عربي21 لايت": "ظل المصريون يحتفلون بهذا العيد بذات العادات والطقوس الخاصة به حتى مجيء المسيحية مصر، ومثل أي طائفة تريد أن تندمج في المجتمع المصري شاركوا المصريين احتفالهم بعيد شم النسيم، واستمرت الاحتفالات على ذات المنوال ولم تتغير".

اظهار ألبوم



وتابع: "وظلت كل حضارة تأتي إلى مصر تنتبه لهذا العيد وتحرص على الحفاظ عليه، فجاء الإسلام ولم ينكر المسلمون الاحتفال بهذا اليوم مثلهم مثل من سبقوهم"، مشيرا إلى أن " الأسماك المملحة والبصل والخس والبيض الملون من أهم الطقوس والعادات إلى جانب الخروج إلى شواطئ النيل الممتدة في ربوع البلاد، وفي الأراضي الزراعية في الهواء الطلق، لذا هو احتفال بالخروج إلى الطبيعة ولا يمكن الاحتفال به في المنازل".

ضربة لأسواق السمك
بالتالي فإن مع قرار الحكومة المصرية بحظر التجمعات والاحتفالات بهذا اليوم وتزامنه مع شهر رمضان، لم يعد هناك وجود لصناعة وتجارة الأسماك المملحة، بحسب محمد قدورة، رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية في الإسكندرية.

مضيفا لـ"عربي21 لايت": "لا يوجد شم النسيم هذا العام بالمعنى الحرفي للكلمة، لن يشتري المصريون الفسيخ ولا الرنجة والسردين لأنهم لن يخرجوا إلى المتنزهات أو الحدائق وتناول في نهار رمضان، حتى الأقباط لن يتمكنوا من الاحتفال به بسبب إجراءات الحظر، وسيقتصر الاحتفال به في البيوت".

لذلك لم تُطرح كميات كبيرة في الأسواق من الأسماك المملحة، بحسب قدروة؛ لأن أصحاب المصانع والمعامل يعلمون من العام الماضي أنه سوف يتزامن مع شهر الصيام، ما أثر بشكل كبير على موسم تصنيع وبيع الأسماك المملحة والبيض، وأعتقد أنها خسارة كبيرة لهم رغم حرص البعض على الشراء وتناولها في المنزل".

كيف يجب تناول الفسيخ؟
على كل من يرغب في الحفاظ على عادة تناول الأسماك المملحة تنصح الدكتورة نيرة شاكر، أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، "بتناول بعض الخضروات إلى جانب الأسماك المملحة مثل الخس والبصل الذي يحتوي على مواد مطهرة، إضافة إلى الليمون وقليل من الخيار والطماطم لتخفيف حدة الملوحة وفي العموم عدم الإكثار من تناولها أمر جيد".

اظهار أخبار متعلقة



وبشأن ما يصاحب الاحتفال بحدوث حالات تسمم، أكدت لـ"عربي21 لايت": "الفسيخ في حد ذاته ليس به مشكلة، أو ضرر، هو سمك عادي يتم حفظه بالتمليح بشكل صحيح، المشكلة هو أن يتم التخزين في ظروف لا هوائية تعطي فرصة للبكتريا التي تفرز السموم القاتلة في نموها وتكاثرها".

ولكن هناك بعض المحاذير، وفق أستاذ التغذية، حيث يحذر على بعض المرضى من تناول الفسيخ مثل مرضى الضغط العالي، لأن نسبة المبحوة عالية ومن لديهم حساسية من ارتفاع الأحماض الأمينية وبعض الأمراض المزمنة".

شارك
التعليقات