تطوير اختبار جديد للدم يمكن أن يحدد مستويات الاكتئاب التي يمكن أن تصاب بها 👌

timothy-dykes-XAwX3jvhT9g-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الإثنين، 03-05-2021
  • 07:14 م
قال العلماء إنه يمكن لنظام تم تطويره حديثاً يراقب المؤشرات الحيوية لدم المرتبطة باضطرابات المزاج أن يؤدي إلى طرق جديدة لتشخيص وعلاج الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، عن طريق إجراء فحص دم بسيط.

وفي حين أن الاكتئاب تم اكتشافه قبل العديد من القرون إلا أنه لا يزال يشخص تقليدياً ويعتمد على التقييمات السريرية من قبل الأطباء وعلماء النفس والأطباء النفسيين.

اختبارات الدم قد تفيد في مثل هذه التقييمات الصحية، للتحقق مما إذا كانت أعراض الاكتئاب مرتبطة بعوامل أخرى، لكنها لا تستخدم في التقييمات السريرية بشكل موضوعي ومستقل.

اظهار أخبار متعلقة



وفي الدراسة الجديدة حدد الباحثون 26 مؤشراً حيوياً -مؤشرات قابلة للقياس وتحدث بشكل طبيعي - في دم مرضى لديهم اضطرابات مزاجية بما في ذلك الاكتئاب والهوس واضطراب ثنائي القطب.

وقال الطبيب النفسي وعالم الأعصاب الدكتور ألكسندر نيكولسكو من جامعة إنديانا " تظهر المؤشرات الحيوية للدم كأدوات مهمة في الاضطرابات حيث أنه لا يمكننا الاعتماد بشكل دائم على التقرير الشخصي للفرد، أو الانطباع السريري للأخصائي".

وتابع: "يمكن لاختبارات الدم أن تفتح الأبواب للحصول على نتائج دقيقة وشخصية ومتطابقة مع الأدوية، مع الحصول على رصد موضوعي لاستجابة الفرد للعلاج".

اظهار أخبار متعلقة



وكان نيكوليسكو قد بحث في هذا الأمر لعدة سنوات، حيث طور اختبارات مماثلة قائمة على المؤشرات الحيوية للدم للمساعدة في التنبؤ بالانتحار لدى المرضى، وتشخيص الألام الشديدة، وقياس مستويات اضطراب ما بعد الصدمة.

الدراسة الجديدة أجريت على مدار أربع سنوات، عمل فيها الباحثون مع مئات المرضى، وتم فيها إجراء سلسلة من الاختبارات لتحديد وتأكيد المؤشرات الحيوية للتعبير الجيني في الدم والتي قد تكون مرتبطة باضطرابات المزاج.

وبعد موافقة المرضى المصابين بالاكتئاب تم تتبع حالتهم المزاجية في كل جلسة، مع أخذ عينات من دمائهم في ذلك الوقت.

وبمقارنة العينات بقاعدة بيانات ضخمة تتألف من 1600 دراسة، حدد الفريق سلسلة من المؤشرات الحيوية المرتبطة باضطرابات المزاج، واختصرت القائمة إلى 26 مرشحاً كعلامة حيوية بعد التحقق من صحتها في نتائج الفوج الثاني من المرضى.

اظهار أخبار متعلقة



وفي آخر اختبار قام الباحثون بالتحقيق في مرضى نفسيين آخرين لمعرفة ما إذا كانت المؤشرات الحيوية التي تم تحديدها يمكن أن تحدد الحالة المزاجية والاكتئاب والهوس، إضافة إلى التنبؤ بنتائج مثل الشفاء في المستقبل.

ووجد الباحثون أن 12 مؤشر من المؤشرات الحيوية توفرت فيها روابط قوية بشكل خاص مع الاكتئاب، و6 منها كانت مرتبطة باضطراب ثنائي القطب، واثنان من المؤشرات يمكن أن تشير إلى الهوس.

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية "ليس كل التغييرات في التعبير في الخلايا المحيطية هي وثيقة الصلة بنشاط الدماغ. من خلال تتبع النمط الظاهري بعناية، يمكننا استخراج التغييرات المحيطية التي لها صلة بنشاط الدماغ"

ووفقاً للباحثين فإن نهجهم لا يحدد فقط مدى ميل المرضى للاكتئاب واضطرابات المزاج، بل يمكن أن يساعد بشكل بيولوجي في إبراز الأدوية المحددة التي قد تعالج حالاتهم بشكل أفضل.

اظهار أخبار متعلقة



ومن بين أهم جينات المؤشرات الحيوية المرتبطة باضطرابات المزاج، ثمانية منهم معنية بوظائف الساعة البيولوجية والتي يمكن أن تساعد في توفير دعامة لشرح الروابط بين حالات مثل الاكتئاب وعوامل مثل اضطرابات النوم.

ويقول نيكولسكو: "هذا يفسر سبب تفاقم حالة بعض المرضى مع التغيرات الموسمية وتغيرات النوم التي تحدث نتيجة اضطرابات المزاج".

وفي حين أن اختبار الدم هو دليل علمي على المفهوم حتى الآن، إلا أن الباحثين يأملون أن تقنع نتائجهم مجتمع الطب النفسي بأن الطب الدقيق له مكان في تشخيص الاكتئاب وعلاجه.

في نهاية الأمر، فإن الأساليب الحالية التي يستخدمها الطبيب لتشخيص الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى غير كافية، بحسب الباحثين، فهي متخلفة عن أنواع أنظمة الاختبار الموضوعية الشائعة في التخصصات الطبية الأخرى.

يقول نيكولسكو: "هذا جزء من جهودنا لجلب الطب النفسي من القرن التاسع عشر إلى القرن الحادي والعشرين لمساعدته على أن يصبح مثل المجالات المعاصرة الأخرى".

وتم نشر النتائج في Molecular Psychiatry.



شارك
التعليقات