للعام الثاني على التوالي يتزامن قدوم عيد الفطر مع استمرار موجات وباء فيروس كورونا في اجتياح العالم، وسط إجراءات احترازية مشددة.
وتحرص الأسر المصرية، ضمن العادات التقليدية، على شراء الملابس الجديدة لأفرادها ابتهاجا بقدوم العيد الصغير، الذي يعد أحد أهم مواسم تجارة الملابس طوال العام.
ويبدأ موسم ملابس العيد في مصر من شهر رجب ويستمر ثلاثة شهور حتى فجر أول أيام العيد، حيث تزدهم المحلات والأسواق والمراكز التجارية الكبرى بالمشترين.
اظهار أخبار متعلقة
ومع مظاهر الانفتاح؛ سارع المواطنون إلى شراء ملابس العيد بأريحية حتى قامت الحكومة المصرية بفرض إجراءات مشددة قبل 10 أيام من نهاية شهر رمضان، تقضي بغلق المحال التجارية من الساعة 9 مساء.
ويقول تجار وبائعون لـ"عربي21 لايت" أنهم تنفسوا الصعداء بعد نهاية موسم شاق ومتوتر جدا؛ لأن الحكومة لم تتخذ هذا الإجراء قبل ذلك التاريخ وإلا كانت أصابت الأسواق الراكدة أصلا، بضربة قوية، وتسببت لهم في خسائر كبيرة.
وتكدست المتاجر والمولات بالملابس الجديدة طوال الشهور الثلاث الماضية بالملابس الجاهزة المحلية والمستودرة، ولكن إقبال المواطنين كان متفاوتا ونسبيا من مكان لآخر، ومن وقت لآخر، ما جعل من الصعب التكهن بمزاج المتسوقين، بحسب التجار والبائعين.
المحلات والتجار يتنفسون الصعداء
وأعلنت الحكومة المصرية، الأسبوع الماضي عددًا من القرارات الوقائية منذ السادس من آيار/ مايو الجاري، ولمدة أسبوعين، لمواجهة أي زيادة محتملة في إصابات فيروس كورونا، على أن تجتمع لجنة إدارة أزمة كورونا لإعادة النظر فيها.
وتضمنت الإجراءات غلق المحال والمولات والمقاهي والكافيهات والسينمات والمسارح من التاسعة مساءً ولمدة 15 يومًا، وحظر الاجتماعات أو المؤتمرات أو الاحتفالات الفنية التي تتم في المنشآت، ومد إجازة العيد خمسة أيام ابتداءً من الأربعاء 12 آيار/ مايو وحتى الأحد 16 آيار/ مايو.
اظهار ألبوم
كما شملت غلق الشواطئ العامة والحدائق والمتنزهات خلال إجازة العيد، ومنع حركة أتوبيسات الرحلات خلال إجازة العيد، إقامة صلاة العيد في المساجد المسموح لها بإقامة صلوات الجمعة فقط ومنع اصطحاب الأطفال إليها.
مظاهر الاحتفال غير مكتملة
ويقول عدد من المواطنين في تصريحات لـ"عربي21 لايت": "أن مظاهر الاحتفال بالعيد لن تكتمل بعد الإجراءات الجديدة المفاجئة؛ بسبب الزيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا".
وأشاروا إلى أن "خطط البعض لقضاء إجازة العيد في المنتجعات أو المتنزهات والحدائق العامة ألغيت للعام الثاني على التوالي، وسوف يكون الاحتفال داخل المنازل فقط".
لكن حرص المصريين على شراء ملابس العيد لم يعد كما كان قبل عامين من الآن وأكثر، وفق رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة، محمود الداعور، لعدة أسباب.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21 لايت": "من بين تلك الأسباب أزمة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم وعطلت سلاسل الإمداد، وأثرت على حركة التجارة، وتسببت في ركود في الأسواق ولدى المتاجر والمحلات بسبب الإغلاقات المستمرة".
الأسواق في تأرجح
وأشار داعور إلى أن "السبب الآخر؛ هو تراجع القدرة الشرائية لدى الأسر المصرية بسبب الأزمة الاقتصادية، وهو ما أثر على عملية المبيعات"، لافتا إلى أنه "فيما مضى كانت حركة البيع والشراء لا تتوقف يوم واحد منذ أول يوم في رجب وحتى صباح يوم العيد".
حجم سوق الملابس الجاهزة في مصر كبير يتراوح بين 200 إلى 250 مليار جنيه سنويا (13- 16 مليار دولار) بحسب رئيس غرفة صناعة الملابس والمفروشات المنزلية باتحاد الصناعات، محمد عبد السلام، يمثل الإنتاج المحلي ما يتراوح بين 75 إلى 80 بالمئة من حجم السوق.
ولع المصريين بملابس العيد
بدوره؛ يقول أحد صاحب أحد المتاجر المتخصصة في بيع ملابس الأطفال، ويدعى إيهاب محمد، إن "حركة البيع والشراء في الأسواق لم تتوقف ولكنها تراجعت بشكل حاد، وهي أشبه بخرير الماء الذي لا يروي ولكن لا يسمح بالموت من العطش".
مضيفا لـ"عربي21 لايت": "الأسر المصرية تحرص على شراء ملابس العيد، وهي تتحسب لهذا الموسم، ولا تحب أن ترى أطفالها لا يرتدون الجديد إسوة بغيرهم من أطفال الجيران والأقارب، ولكن هناك سلوكيات جديدة صاحبت الظروف الاقتصادية، وهي كثرة "الفصال".
لا يمكن أحد أن ينكر ولع المصريين بالعيد، والحديث لا يزال لصاحب متجر الملابس، حتى رغم الإجراءات المشددة، والأحوال الاقتصادية الصعبة هناك حرص واضح على شراء ملابس العيد، ونحاول البيع بهامش ربح معقول يساعدنا على الاستمرار ويساعد الناس على الشراء".
اظهار أخبار متعلقة
إحدى المتسوقات كانت تجوب بين ملابس الأطفال جيئة وذهابا بأطفالها الثلاثة بحثا عن قطع ملابس تلائمهم قبل أيام من حلول العيد، وعند سؤالها عن سبب وجودها، قالت متبسمة: "أحاول شراء بعض الملابس لهذين الولدين وهذه الفتاة، وكما ترى المعروض كثير والأسعار مرتفعة".
وعن سبب حرصها على الشراء رغم إجرءات الحظر، أكدت لـ"عربي21 لايت": "صعب حرمان الأطفال من لهجة العيد، نحاول شراء الجديد لهم من أجل إدخال البهجة في نفوسهم، لا يمكن حبس الأطفال في البيوت، سيخرجون ويلعبون مع بعض، فلابد من شراء الجديد".
إن لم يستطع الكبار أن يفرحوا بسبب أجواء كورونا والأوضاع الاقتصادية، فلندع الأطفال يبتهجوا بالعيد قبل أن يكبروا ويحملوا هموم الحياة.