وقام الباحثون في إيطاليا بالتحقيق في ظاهرة "تأثير الحرباء" وهي التي يقوم بها البشر لا إراديًا بتكرار الأفعال الجسدية لإنسان آخر بالقرب منك.
ووجد الباحثون أنه من بين 184 شخص قام نصفهم بتكرار عملية النظر إلى هواتفهم أو لمسها بعد 30 ثانية من إثارة اللاوعي.
ويقول الخبراء إن فكرة تقليد استخدام الهاتف الذكي تشبه تماماً ظاهرة التثاؤب المعدي، عندما يتثائب شخص ما فإن من يجلس معه لا إراديًا يقوم بالفعل نفسه.
اظهار أخبار متعلقة
تقلييد الثدييات لسلوك بعضها البعض تطور لا إرادي فيما بينها، ومن المرجح أن هذا الممارسات تساعد في الترابط بين المجموعات.
ومع ذلك، من غير المحتمل أن يكون التحديق في الهاتف الذكي له أي فوائد اجتماعية تذكر لأنه نشاط يؤدي للانعزال.
الدراسة قام بإجرائها فريق من خبراء السلوك في جامعة بيزا بإيطاليا. ويقولون بأن "النتائج التي توصلنا إليها تعزز فهمنا لفكرة التقليد في استخدام الهواتف الذكية على نطاق اجتماعي ويومي، وتشير أيضًا إلى أن المحاكاة يمكن أن تكون السبب في الاستخدام الواسع لهذه الأجهزة. يمكن أن يؤدي استخدام الهواتف الذكية إلى زيادة العزلة الاجتماعية من خلال التدخل والاضطراب في الأنشطة التي تحدث في الحياة الواقعية".
اظهار أخبار متعلقة
وتم إجراء الدراسة العام الماضي، وشملت 96 رجلاً و 88 امرأة الأشخاص كانوا (أفراد عائلة، أصدقاء، معارف، وزملاء عمل)، تمت مراقبتهم في بيئاتهم الاجتماعية الطبيعية، وخلال أنشطتهم اليومية مثل أماكن عملهم، والمطاعم ودور السينما والصالات الرياضية وغرف الانتظار والوجبات العائلية، والحدائق العامة.
قام الباحثون بإخضاع المشاركين لحالتين مختلفتين.
في الحالة "التجريبية" نقر الشخص الذي يقوم بالتجربة على هاتفه الذكي وتصفحه مع النظر إلى الشاشة لمدة خمس ثوان على الأقل.
أما في حالة المجموعة "الضابطة" نقر الشخص أصابعه على شاشة هاتفه الذكي وعبث به دون النظر إلى الشاشة. هذا الاختلاف البسيط والحاسم سمح للباحثين بفهم ما إذا كان الاهتمام المباشر بالهاتف الذكي يثير فكرة التقليد لدى الآخرين.
اظهار أخبار متعلقة
ووجدوا أنه في الحالة التجريبية نظر 50% من المشاركين إلى هواتفهم في غضون 30 ثانية من تحفيزهم، بينما في حالة المجموعة الضابطة 0.5% فقط فعلوا ذلك.
وقالت مؤلفة الدراسة إليزابيتا بالاجي من جامعة بيزا لمجلة نيو ساينتست "إن إعطاء الاهتمام للهاتف هو ما يطلق الدافع للتقليد".
وأضافت " يتأثر معظم الناس بسلوك استخدام الهاتف المحمول بمن حولهم دون أن يدركوا ذلك".
ولم يكن للجنس والعمر وجودة العلاقة بين المختبر والمشاركين في الاختبار أي تأثير على استجابة محاكاة الهاتف الذكي.
ومن المثير للاهتمام أن التقليد يميل إلى الانخفاض أثناء الوجبات الاجتماعية مما يشير إلى أنه عندما يكون لدينا شيء أكثر أهمية للقيام به كالأكل مثلاً فإن الرغبة في التحقق من هواتفنا تكون أقل قوة.
اظهار أخبار متعلقة
ويقول الفريق "نظرًا لدور الطعام كأداة في زيادة الانتماء الاجتماعي، فمن الممكن أنه أثناء وقت تناول الطعام ينخرط الناس في أشكال أخرى من التقليد تتضمن تعابير الوجه والمواقف وغيرها''.
وكان أحد قيود الدراسة هو أنها أجريت أثناء جائحة كورونا والتي من المحتمل أن تكون قد شوهت الظروف الطبيعية.
ويضيف الباحثون "من الصعب تحديد ما إذا كانت استجابة التقليد التي سجلناها في استخدام الهواتف الذكية قد تأثرت بالإغلاق الذي فرضته الحكومة".
تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Ethology.