تعرف إلى أفضل الطرق للرد على أسئلة طفلك "الجنسية" بحسب الخبراء 👦👧

pexels-august-de-richelieu-4260105
CC0
  • دعاء سالم
  • الجمعة، 18-06-2021
  • 01:52 م
تواجه المجتمعات العربية حرجا في موضوع التربية الجنسية للأطفال بشكل عام، ويغدو التعاطي معه من "التابوهات" شبه المحرمة، وعليه يلجأ الأطفال الذكور للحصول على إجابات تساؤلاتهم حول ذلك من مصادر أخرى قد تكون غير آمنة، أما الفتيات فتضطر إلى التعامل معه بشكل فردي، خوفًا من إطلاق الأحكام الاجتماعيّة بحقهن.

الاستشارية التربوية والأسرية نورا نحاس رأت في حديث لـ"عربي21 لايت" أنه قد آن أوان مجابهة تحديات التربية الجنسية ولم يعد مجديا دفن رؤوسنا في الرمال وأضافت أن "أخطر ما يتعرض له أطفالنا هو اضطرارهم للحصول على هذه المعلومة من الإنترنت أو الشارع".

اظهار أخبار متعلقة



أما المستشار التربوي عماد حجازي فأكد ضرورة تعامل الآباء والأمهات مع أسئلة أطفالهم حول الجنس "بشكل إيجابي وموضوعي وواقعي مع ضرورة إعطاء إجابات للأسئلة التي دائماً تثير فضول الأطفال ويزداد تركيزهم عليها أكثر حينما يتهرب أو يراوغ الوالدين في الإجابة عليها".

وأضاف حجازي: "على الوالدين تحضير ردود مناسبة لأولادهم وإتاحة الفرصة لأولادهم للسؤال وإشباع فضولهم نحو تلك الموضوعات بشكل هادئ ومتزن".

ويشدد التربيون على ضرورة التصرف بذكاء مع تصرفات الأطفال في بداية استكشاف أعضائهم التناسلية، والتحدث إلى الطفل على انفراد لتوضيح ما يلتبس عليه، إلى جانب ضرورة مراقبة مصادر معرفته مثل التلفاز وما يصلح له أن يشاهده من عدمه.

وتقول نحاس إن التربية الجنسية السليمة تبدأ من سن الرضاعة، وينصح الخبراء بضرورة وجود الرضع من غرفة الوالدين خاصة منفصلة خصوصا في أوقات لقاءاتهما الحميمية.

وتتابع: "هذا يجنبنا كتيرا من المتاعب فيما بعد لأن رؤية أي مشهد غير طبيعي أو سماع أي صوت يحفر بالذاكرة ويفتح استفهامات غير منتهية".

اظهار أخبار متعلقة



وتتابع: "حين يكبر الطفل قليلا نعلمه حدود العورة والأماكن الحساسة والخاصة التي يجب عدم كشفها وعدم السماح للآخرين بلمسها، وتنصح عند الرد على أسئلة الأطفال الجنسية بتبسيط الإجابات بحيث تناسب عمره وفهمه، وتحذر مما وصفته بالطريقة "المقززة" لبعض الآباء في الإجابة عن أسئلة أطفالهم.

وأكدت: "الأفضل أن نتحدث عن العورة والمناطق الخاصة بطريقة مؤدبة وطبية أكثر منها اجتماعية. حتى تصل المعلومة لأطفالنا دون استدراجنا لأسئلة أخرى لا تنتهي"

وأضافت "حين يبدأ الطفل بالتعرف على نفسه علينا أن لا ننهره بطريقة مرعبة، هذا يشعره بالفضول الزائد أو ربما تحول الأمر عنده للخجل المرضي مع الأيام".



وأكدت نحاس أنه "عندما يصل الأطفال لعمر السابعة يفضل الفصل بين الذكور والإناث كما في الحديث (وفرقوا بينهم في المضاجع) وفي هذا العمر يفضل تعليمهم آداب الاستئذان وعدم خلع الملابس أمام أحد والاستحمام لوحدهم دون مساعدة حتى الأبوين.

وفرق المستشار التربوي حجازي في التوعية الجنسية قائلا إن "التوعية الجنسية تختلف من سن لآخر باختلاف حاجات وإدراك كل طفل؛ فبينما تكون لطفل من عمر سنة حتى 5 سنوات مرتبطة بمعرفة حدود العورة ومعنى الستر وحماية جسده، نركز مع الطفل من عمر 6 سنوات حتى 10 سنوات على آداب الاستئذان ونجيب على أسئلته المتعلقة بكيفية وجوده في الحياة والخلق وكذلك التركيز على بناء الهوية الجنسية والتأكيد على مفهوم الأنوثة والذكورة، ونتحدث مع طفل فوق العاشرة عن البلوغ وعلاماته ونغرس فيه قيم العفة وغض البصر وآداب وأحكام التعامل مع الجنس الآخر".

اظهار أخبار متعلقة



ويضيف حجازي: "التهيئة أو الإعداد لمرحلة البلوغ ومرحلة المراهقة لابد أن يأخذها الأهل بعين الاعتبار على شكلين "أحدهما علمي يتناول شرح التغيرات التي سيمرون بها بأسلوب علمي ومبسط وواضح، بما شمل علامات البلوغ وشروطه، وكيفية عمل الغدد الجنسية والتناسلية والهرمونات المسئولة عن البلوغ، والآخر شرعي يتناول أحكام الغسل والطهارة والحيض".

أما نحاس فتقول "في مرحلة المراهقة الأولى علينا أن نمهد لمرحلة البلوغ ونشرح لهم كيفية حصول ذلك بشكل طبي وممنهج وتعريفهم أنها عملية طبيعية.



وأضافت: "والأفضل في سن المراهقة الوسطى والأخيرة شرح أضرار العادة السرية وضرورة الاستعفاف وغض البصر وملء الفراغ بأشياء مفيدة لتفادي التفكير بالغريزة بشكل مفرط (...) ومن الجميل بهذه المرحلة المحافظة على العلاقة الطيبة بيننا وبين أبنائنا، لإنها هي السلاح الوحيد لمكافحة أي جنوح للانحراف، ومن ثم ننجح في أن نكون المصدر الأول والآمن  لمعلوماتهم الجنسية".
شارك
التعليقات