الجرعات الصغيرة من "غاز الضحك" يمكن أن تساعد في علاج الاكتئاب 🤪

pexels-pixabay-160914
CC0
  • أحمد حسن
  • الثلاثاء، 29-06-2021
  • 06:18 م
تتطلع العقاقير ذات التأثير النفساني، التي تم تناولها تاريخيًا بشكل متزايد إلى أن تكون مناسبة لعلاج الأمراض العقلية.

في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية ظهر عقار MDMA كعلاج فعال للغاية لاضطراب ما بعد الصدمة، وفي الدراسات الحديثة وجد أن الكيتامين الذي يتم تناوله عن طريق الفم يقلل بشكل كبير من الأفكار الانتحارية.

والآن ينضم إلى المجموعة أكسيد النيتروز والذي يعرف باسم غاز الضحك. حيث وجدت تجربة جديدة أجريت على 24 مشاركًا في الولايات المتحدة أن جرعة منخفضة من هذا الغاز يمكن أن تخفف من أعراض الاكتئاب المقاومة للأدوية. إضافة إلى أن فوائده تستمر لعدة أسابيع وآثاره الجانبية قليلة جدًا.

اظهار أخبار متعلقة



وبحسب طبيب التخدير المتخصص في علاج الصدمات بيتر ناجيلي من جامعة شيكاغو "كان الانخفاض في الآثار الجانبية غير متوقع وجذري، ولكن الأمر المهم حقًا هو أن الآثار بعد جلسة واحدة استمرت لمدة أسبوعين كاملين" وقال: "إنه اكتشاف رائع للغاية".

عندما تم اكتشاف أكسيد النيتروز لأول مرة في أواخر القرن الثامن عشر، قام الكيميائيون في إنجلترا بإقامة حفلات الغاز المضحك، وتم الادعاء بأن هذه الاحتفالات هي "تجارب" لمعرفة كيفية عمل الدواء.

وكان رواد الحفل قد أفادوا بأنهم يشعرون بالبهجة دون الإحساس بالألم، ولهذا السبب سرعان ما تم تكييف أكسيد النيتروز لاستخدامه في طب الأسنان والجراحة، واليوم وبعد مئات السنين أصبح هذا الغاز شائعًا على أنه مخدر أو مسكن.

اظهار أخبار متعلقة



ومع ذلك في السنوات القليلة الماضية  أعاد العلماء فحص هذا الغاز واستخدامه في البيئات السريرية.

في عام 2015 وجدت دراسة أن تنفس غاز مكون من 50٪ من أكسيد النيتروز لمدة ساعة فقط له تأثيرات سريعة مضادة للاكتئاب.، حيث انخفض معدل الاكتئاب بشكل ملحوظ في اليوم التالي للعلاج بالنسبة لمعظم المتطوعين. لكن بعد أسبوع تبين أن النتائج لم تستمر.  ومع أنه لم تكن هناك آثار ضارة خطيرة إلا أن العديد من المشاركين  أبلغوا عن شعورهم بالغثيان أو الدوخة أو بجنون العظمة.

لكن أبحاث المتابعة الجديدة تشير إلى أن الأمر ليس كذلك، ففي تجربة إكلينيكية عشوائية حديثة من المرحلة الثانية، تم اختيار 24 متطوعًا يعانون من الاكتئاب الشديد المقاوم للعلاج وأخضعوهم بشكل عشوائي لثلاث علاجات مختلفة على مدى ثلاثة أشهر.

وتضمن العلاج الأول جرعة عالية مدتها ساعة من أكسيد النيتروز (بنسبة 50٪)، بينما اشتمل العلاج الثاني على جرعة منخفضة لمدة ساعة من الغاز (بنسبة 25٪) أما العلاج الأخير فكان علاجًا وهميًا.

لم يستجب جميع المشاركين بنفس الطريقة وكان هناك تأثير وهمي قوي لدى البعض. ومع ذلك أظهر غالبية الأشخاص في التجربة معدل استجابة مرتفع وتحسنًا في الأعراض على مدار ثلاثة أشهر. ولكن ارتبطت الجرعة الأعلى من غاز الضحك بآثار جانبية أكثر بأربعة أضعاف في المتوسط.

اظهار أخبار متعلقة



ويوضح ناجيلي "كان الدافع وراء هذا التحقيق هي الملاحظات التي تم تسجيلها من عدة أبحاث حول الكيتامين والاكتئاب". "يعتبر الكيتامين مخدرًا مثل أكسيد النيتروز، وهنا تساءلنا عما إذا كان تركيزنا السابق بنسبة 50 في المائة مرتفعًا جدًا. ربما عن طريق خفض الجرعة يمكننا العثور على المنطقة التي من شأنها زيادة الفوائد السريرية وتقليل الآثار الجانبية السلبية".

ولأن حجم عينة الدراسة الحالية كان صغيرًا ولأن الباحثين تابعوا المرضى فقط لمدة أسبوعين فمن غير الواضح ما إذا كانت تأثيرات أول علاج بأكسيد النيتروز قد انتقلت إلى النوبة التالية من غاز الضحك.

هذا يمكن أن يعزز التأثيرات الدائمة للغاز مما يعني أن الجرعات المتعددة من غاز الضحك قد تكون مفيدة كعلاج طويل الأمد.

اظهار أخبار متعلقة



هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل أن نتمكن من تسخير فوائد هذا الغاز للاكتئاب السريري بطريقة آمنة وفعالة ولكن بالنظر إلى عدد الملايين من الأشخاص الذين لا يستجيبون لمضادات الاكتئاب الحالية، هناك حاجة ماسة إلى علاجات بديلة.

يقول ناجيلي "كانت هذه مجرد دراسات تجريبية نحتاج إلى قبول المجتمع الطبي لكي يصبح علاجًا متاحًا بالفعل للمرضى. معظم الأطباء النفسيين ليسوا على دراية كافية بأكسيد النيتروز لذلك علينا أن نبين للمجتمع كيفية تقديم هذا العلاج بأمان وفعالية".

نشرت الدراسة في مجلة Science Translational Medicine.


شارك
التعليقات