بالفيديو | فلسطينية ترسم على ركام منزلها الذي دمره الاحتلال 💪
أحمد صقر
الإثنين، 05-07-2021
12:00 م
بمزيج من الشعور بالحزن والألم المختلط بالأمل والتحدي، ترسم أم فلسطينية لوحات فنية وطنية على ما تبقى من ركام منزلها الذي دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في العدوان الأخير على قطاع غزة والذي استمر 11 يوما.
فضح جرائم الاحتلال
فعلي ما تبقى من ركام منزلها الكائن في مخيم "يبنا" بمحافظة رفح جنوبي قطاع غزة، بادرت الفنانة الفلسطينية سجى وائل موسى (26عاما)، إلى نقش ورسم لوحاتها التي تعبر عما بداخلها من ألم وأمل، وعي التي عاشت أربعة حروب إسرائيلية على القطاع، وبحبها "كانت الأخيرة صعبة جدا"، حيث دمرت طائرات الاحتلال منزلها بتاريخ 16 أيار/مايو الماضي.
وعن الدافع الذي يقف خلف هذه المبادرة الفنية الإبداعية في ظل المعاناة الكبيرة، أوضحت الفنانة في حديث خاص لـ"عربي21"، أنها مرت بأوقات غاية في صعوبة خاصة مع طفلها فايز الذي لم يتجاوز العامين، ولم تكن تعرف ماذا تفعل مع تصاعد العدوان الإسرائيلي في غزة والقدس، لدرجة أنها "شعرت بالعجر في بعض الأوقات مع تواصل العدوان".
وأضافت موسى: "لكن هذا الشعور هو الذي دفعني كي أخرج ما بداخلي من طاقة، واستثمر ما لدي من أدوات فنية لفضح جرائم الاحتلال، عبر رسم لوحات معبرة على ركام منزلنا المدمر بفعل صواريخ الاحتلال، ومن ثم نشر صور تلك الأعمال كي يشاهد العالم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين، وهذه هي رسالتي".
وذكرت أنها عملت على تحويل أحد الغرف المدمرة في منزلها لمعرض فني، "ليكون شاهدا على جرائم الاحتلال، وتشريدنا من بيوتنا"، متسائلة: "لماذا دمر الاحتلال منزلنا بهذه الصورة؟".
وتابعت: "الاحتلال هدم بيتي، وأنا رسمت بكل ما أوتيت من مهارة فنية على ركامه وعلى ما تبقى من الصاروخ الإسرائيلي الذي دمره، بما يعكس هموم شعبنا وتطلعاته في الحرية والعيش بسلام بزوال الاحتلال".
وعن اعتمادها لألوان العلم الفلسطيني في لوحاتها المتعددة؛ الأحمر والأخضر والأسود، قالت الفنانة: "لوحاتي تتحدث عن فلسطين ومعركة "سيف القدس" التي كانت دفاعا عن مدينة القدس المحتلة، وكل من يشاهد تلك اللوحات يتذكر قضيتنا".
مشاعر مختلطة
ونوهت أنها حينما رسمت تلك اللوحات بعد العدوان الأخير، كان لديها "مشاعر مختلطة ومزيج من الأحاسيس، ألم وحزن، قوة وجبروت، وأحيانا شعور بالصمود مع شعور بصعوبة حالتي".
ومضت بحديثها لـ"عربي21 لايت": "من حقي أن أمارس هوياتي في ظروف مناسبة مثل أي فنان في العالم، أرسم لوحات فنية جمالية، لكنني اليوم أمارس هوايتي على صاروخ كاد أن يقتلنا، وعلى ركام منزلنا المدمر، وعلى الحجر الذي كان من الممكن أن يقع على طفلي فايز البالغ عامين ويقتله، لكن هذا الحجر نطق اليوم، ليشهد على جرائم الاحتلال".
وعن رسالة الفنانة موسى للاحتلال من خلال هذه الأعمال الفنية، قالت: "مهما دمرتم من بيوتنا، لن نغادر وطننا ولن تكرر نكبتنا ولا نزوح بشعبنا إلا على أرضنا المحتلة عام 1948، وقلوبنا وأعمالنا ستبقى تنبض بالعزيمة والحق وحب أرضنا ووطننا فلسطين، ورغم جراحنا ومعاناتنا المتواصلة، لكنني من فوق منزلي المدمر، أقاوم وأصنع الأمل من وسط الألم والجراح".
وشددت على أن الشعب الفلسطيني، عازم على الاستمرار في الحياة وتحدي كل الصعوبات من أجل أن يعيش بكرامة وحرية داخل وطنه فلسطين دون احتلال، و"سنبقى صامدين في أرضنا، وستبقى روح النضال فينا".
ونبهت الفنانة التي تقيم في القطاع المحاصة منذ 15 عاما، إلى أهمية أن تعمل المؤسسات الراعية والمتخصصة بالفن والتراث الفلسطيني، على "احتضان الفنانين والطاقات الشبابية، وتوفر لهم مشاريع صغيرة وفرص عمل، كي تستثمر طاقاتهم ومشاريعهم ومبادراتهم بأفضل صورة، في إيصال رسالة شعبنا الفلسطيني أولا، وثانيا؛ فضح جرائم الاحتلال، وثالثا؛ الحفاظ على المورث الفني والثقافي الفلسطيني".
وبدأ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة يوم 10 أيار/ مايو 2021 واستمر 11 يوما، مخلفا دمارا واسعا في البنيات السكانية والبنية التحية والعديد من المرافق والمنشآت العامة.