ويقول الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الدراسة أظهرت أن الخلايا الجديدة في الأشجار تتشكل من الكربوهيدرات التي تنتج أثناء عملية البناء الضوئي، وهذه العملية تحدث خلال الليل، وفي مدة زمنية محدودة جدا.
وقد توصل الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها مؤخرا إلى أن الشجرة لا يمكن لها أن تنمو بسرعة كبيرة بسبب ضغط المياه داخل الجذع، وهو ما يفسر أنها تنمو لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات خلال الليل، وتركن للراحة في باقي ساعات اليوم.
بحث استثنائي
توصل فريق البحث إلى نتيجة مفاجئة وهي أن الأشجار تنمو خلال الليل فقط، وترتبط كثافة هذه العملية بمستوى الرطوبة في الهواء. واستخدم العلماء معدات خاصة ومتطورة قادرة على قياس النمو الشعاعي للشجرة وتقديم نتائج جديدة كل ساعة. وشملت الدراسة 170 شجرة موزعة على 50 موقعا، في كافة أنحاء سويسرا.
واستخدم العلماء آلات قياس عالية الدقة لمراقبة نمو الأشجار بشكل مستمر، كما تم أخذ بيانات حول مستوى الرطوبة في الهواء والتربة.
اظهار أخبار متعلقة
ويضيف الموقع أن هذه الدراسة التي تواصلت منذ 2011، أظهرت نتائجها أن قدرة الأشجار على النمو تتفاوت بشكل واضح بين مختلف فترات اليوم، حيث أن الجذوع مثلا تتعرض لضغط المياه وهي تتوسع في اليوم بمقدار يتراوح بين 1 إلى 200 ميكرون (الميكرون أو الميكرومتر هي وحدة قياس تعادل جزءا من مليون من المتر). وهذه التقلبات في النمو تتوزع بمقدار يتراوح بين 1 و5 ميكرون في الساعة.
أهمية رطوبة الهواء
وتوصل فريق الباحثين إلى أن الرطوبة تلعب دورا أساسيا، باعتبار أنها تعزز النمو خلال الليل، في المقابل فإن ارتفاع مستوى ضغط المياه على الجذوع خلال النهار يحد من النمو الشعاعي، باستثناء بعض الوقت في الصباح الباكر.
وينقل الموقع عن رومان زويفل، المشرف على الدراسة، قوله: "وجدنا أن الأشجار تواصل النمو حتى في تربة جافة، في حال كانت رطوبة الهواء كافية. وفي المقابل فإنها تتوقف عن النمو إذا أصبح الهواء جافا".
وتشير الدراسة إلى أن نمو الجذع هو العملية الأكثر تأثرا بجفاف الهواء خلال البناء الضوئي. وتوصل العلماء إلى أن الهواء الجاف يحد من نمو الشجرة وذلك عن طريق غلق المسامات والثغور، وبالتالي إيقاف عملية البناء الضوئي.
اظهار أخبار متعلقة
هذا ما يمكن أن يفسر على سبيل المثال سبب احتفاظ الأشجار في المناطق القاحلة بالكربوهيدرات، وعجزها في المقابل على النمو. وأصبح واضحا من خلال الدراسة أن السبب هو قيامها بهذه العملية لوقت محدود جدا خلال اليوم.
وبما أن عملية مراكمة الكربون أثناء البناء الضوئي في النهار، وعملية استهلاك الكربون في الليل للنمو، تحدثان بشكل منفصل زمنيا، فإن حساسيتها تجاه العوامل المناخية أثناء الليل والنهار مختلفة.
وهذه الخلاصة التي توصل إليها العلماء تغير نظرتنا لتأثير التغير المناخي على الغابات، وبشكل خاص التوقعات بشأن عملية خفض كميات الكربون في الهواء عبر امتصاصها من الأشجار.