نشرت مجلة "بسيكلوخيا إي منتي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن ثقافة الصراخ في رياضة كرة القدم.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إدارة فريق بأكمله مهمة معقدة وتزداد صعوبةً حين يكون اللاعبون مجموعة من الشباب المراهقين.
في كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام، يعتبر الصراخ من السمات المشتركة بين المدربين ليس فقط لنقل التعليمات وإنما أيضا لتصحيح أخطاء الرياضيين وتحفيزهم. فهل يعتبر الصراخ محفزا؟ وهل هو عمل أخلاقي؟
ثقافة الصراخ في كرة القدم
ذكرت المجلة أن "ثقافة الصراخ" منتشرة في رياضة كرة القدم، واللاعبون أنفسهم غالبا ما يدفعون المدرب إلى الصراخ ليكونوا أكثر تركيزا أو تحفيزا.
ومع ذلك، يجب أن لا يكون للصراخ، في حد ذاته، أي تأثير على دوافع أي شخص من وجهة نظر بيولوجية، بل بالعكس لا يحب أحد أن يصرخ الآخرون في وجهه مهما كان السبب. ولكن يبدو أن هناك علاقة بين الصراخ والتحفيز.
لا يبدو أن ثقافة الصراخ والتحفيز من خلاله أمر ينطبق على الجميع، بل تحدده شخصية الفرد سواء كان انطوائيا أو منفتحا، ولعل الفرق الرئيسي بين الاثنين هو التنشيط الفسيولوجي الأساسي.
أوضحت المجلة أن الأشخاص المنفتحين ذوي النشاط الفسيولوجي الأساسي المنخفض عادة ما يبحثون عن المواقف التي تنطوي على تحفيز حسي عال لأن ذلك يوفر لهم قدرا من التنشيط الذي يفتقر إليه الجسم.
ويميل هذا النوع من الأشخاص إلى اتخاذ مواقف أكثر حدة، ويكونون أكثر ميلا للبحث عن تجارب جديدة مثل السفر وتجربة مطاعم جديدة ومقابلة أشخاص جدد، ويفضلون الموسيقى الصاخبة والفوضى من بين أشياء أخرى.
في المقابل، يميل الأشخاص الانطوائيون إلى تفضيل البيئات الخاضعة للرقابة التي يمكن التنبؤ بها ويميلون إلى تجنب المواقف المسببة للتوتر.
ما هو الفرق بين الانطوائية والانفتاح؟
ينطبق هذا التمايز الفردي بين الناس على الرياضيين الرياضيين الشباب أيضا. ومن الطبيعي أن تجذب كرة القدم انتباه الأشخاص المنفتحين باعتبارها رياضة جماعية تنافسية.
ومن خلال تحليل الفئات المختلفة لكرة القدم، نلاحظ أن عدم التجانس يكون سمة بارزة بين الأصغر سنا، في حين يطغى الانفتاح على الرياضيين الأكبر سنا.
ويعزى ذلك إلى أنه عندما يصل الأولاد والبنات إلى سن معينة، يبدأون في اختيار الأنشطة اللامنهجية المفضلة لديهم لذلك يظهرون "النمط الظاهري" الانطوائي.
لا تضع عقبات أمام الموهبة
يعتقد البعض أن اللاعبين الذين تميزوا في سن مبكرة خلال عملية التدريب وقدموا أداء عاليا بالنسبة لأعمارهم وارتكبوا أخطاء أقل، يتميزون بشخصية الانطوائية ما يعني أنهم تلقوا صراخا أقل، ولم يتم تجاوز نشاطهم الفسيولوجي، ولم يشعروا بالرفض أو الانزعاج عند حضور الدورات التدريبية.
إذا كان هذا هو الحال، فقد نواجه مجموعة منتقاة بشكل طبيعي من المنفتحين في كرة القدم والرياضات الشعبية الأخرى الذين لن يضرهم القليل من التحفيز في شكل صراخ.