عشرات آلاف الفيروسات موجودة في براز الإنسان ولا يعرفها العلماء 😨

jc-gellidon-xX0NVbJy8a8-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الأربعاء، 04-08-2021
  • 06:29 م


حدد بحث نشر مؤخرًا 54118 نوع من أنواع الفيروسات تعيش في الأمعاء البشرية 92% منها غير معروفة بالنسبة للعلماء.

وبحسب العلماء فإن الغالبية العظمى من هذه الفيروسات كانت "عاثيات" أي فيروسات "تأكل" البكتيريا وليس لها القدرة على مهاجمة الخلايا البشرية.

في الآونة الأخيرة كان هناك اهتمام كبير بميكروبيوم الأمعاء البشرية وهي مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائنا.

اظهار أخبار متعلقة



فإلى جانب مساعدتنا على هضم طعامنا تلعب هذه الميكروبات العديد من الأدوار المهمة الأخرى. إنها تعمل على حمايتنا من البكتيريا المسببة للأمراض، وتحسين رفاهيتنا العقلية، وتهيئة نظام المناعة لدينا عندما نكون أطفالًا، ولها دور مستمر في تنظيم المناعة حتى مرحلة البلوغ.

ومن المنصف أن نقول أن الأمعاء البشرية هي الآن النظام البيئي الميكروبي الأكثر دراسة على هذا الكوكب. ومع ذلك  فإن أكثر من 70% من الأنواع الميكروبية التي تعيش داخل أجسامنا لم تتم زراعتها بعد في المختبر.

يمكن للعلماء الوصول إلى المخططات الجينية للميكروبيوم المعوي من خلال نهج يعرف باسم metagenomics، وهي تقنية قوية يتم من خلالها استخراج الحمض النووي مباشرة من البيئة وتسلسله بشكل عشوائي، مما يمنحنا لمحة سريعة عما هو موجود في الداخل وما يمكن أن يفعله.

في البحث الجديد استخرج الباحثون متواليات فيروسية من 11810 عينة من البراز، مأخوذة من أشخاص موجودين في 24 دولة مختلفة.

اظهار أخبار متعلقة



نتج عن هذا الجهد كتالوج Metagenomic Gut Virus، وهو أكبر مورد بهذا الشأن حتى الآن. يضم هذا الكتالوج 189.680 جينومًا فيروسيًا يمثل أكثر من 50000 نوع فيروسي متميز. ومن اللافت للنظر أن أكثر من 90% من هذه الأنواع الفيروسية جديدة على العلم والعلماء.

بعد تحديد العاثيات، كانت مهمة الباحثين هي ربطها بمضيفيها الميكروبيين. تُعرف كريسبر بتطبيقاتها العديدة في تحرير الجينات، وهي أجهزة مناعية بكتيرية "تتذكر" العدوى الفيروسية السابقة وتمنعها من الحدوث مرة أخرى.

ويقومون بذلك عن طريق نسخ وتخزين أجزاء من الفيروس الغازي في الجينوم الخاص بهم، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لاستهداف وتدمير الفيروس في المواجهات المستقبلية.

والسؤال الأهم ماذا يمكننا أن نفعل بكل هذه المعلومات الجديدة؟ أحد التطبيقات الواعدة لقائمة جرد فيروسات الأمعاء ومضيفيها هو العلاج بالعاثيات. يعتبر العلاج بالعاثيات مفهومًا قديمًا يسبق المضادات الحيوية، حيث يتم استخدام الفيروسات لاستهداف مسببات الأمراض البكتيرية بشكل انتقائي من أجل علاج العدوى.

اظهار أخبار متعلقة



قد يكون العلاج بالعاثيات إضافة مفيدة لهذا الهدف، عن طريق إضافة الأنواع للتلاعب بالميكروبيوم. على سبيل المثال، يعد العامل الممرض البكتيري Clostridioides سببًا رئيسيًا للإسهال المكتسب من المستشفى والذي يمكن أن تستهدفه العاثيات على وجه التحديد.

ويمكن تحقيق معالجة أكثر دقة للتجمعات البكتيرية غير المسببة للأمراض في القناة الهضمية من خلال العلاج بالعاثيات. الخلاصة الكاملة لفيروسات الأمعاء هي خطوة أولى مفيدة لمثل هذه الأهداف التطبيقية.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن النتائج من بياناتنا تشير إلى أننا قمنا فقط بالتحقيق في جزء صغير جداً من إجمالي التنوع الفيروسي في القناة الهضمية لذلك لا يزال أمامنا طريق طويل لنخوضه.

شارك
التعليقات