ما هي أحلام اليقظة.. وما علاقتها بالذهن الشارد؟ 😴

pexels-ketut-subiyanto-4429140
CC0
  • أحمد حسن
  • السبت، 07-08-2021
  • 05:41 ص
قدرتنا على الانتباه هي بمثابة عدسة قوية تسمح لأدمغتنا باختيار التفاصيل التي تهمنا من بين جميع المعلومات الهائلة التي تصل إلينا كل ثانية، ومع ذلك يقدر العلماء أننا نقضي ما يصل إلى نصف حياتنا ونحن في حالة شرود ذهني ونفكر في أشياء بعيدة كل البعد عن المهام المطروحة علينا، وهو أمر جلل بالنظر إلى العواقب السلبية المحتملة من انخفاض الأداء الدراسي إلى حوادث المرور المأساوية.

نحن نعلم أن حالة شرود الذهن وفقدان الانتباه أكثر شيوعًا عندما نكون محرومين من النوم، مما يشير إلى أنهما قد يحدثان عندما تبدأ خلايانا العصبية في الدماغ بالتصرف بطريقة تشبه وضعيتها أثناء النوم.

اظهار أخبار متعلقة



وفي البحث الجديد الذي نشره موقع "ذا كونفرسيشن" نتائجه، يقول الباحث توماس أندرليون: "قمنا باختبار العلاقة بين النوم وفقدان الانتباه، من خلال مراقبة الموجات الدماغية للأشخاص ووجدنا أن حالة الشرود الذهني تحدث على ما يبدو عندما تنام أجزاء من الدماغ بينما يبقى معظمه مستيقظًا. وهذا يعني أنه يمكن لأجزاء من دماغك أن تنام وأنت مستيقظ".

وأضاف: "يمكن أن يكون توجيه انتباهنا إلى الداخل مفيدًا جدًا. يمكن أن يتيح لنا التركيز على أفكارنا الداخلية، والتلاعب بالمفاهيم المجردة، واستعادة الذكريات أو اكتشاف الحلول الإبداعية. لكن من الصعب تحقيق التوازن المثالي بين التركيز على العالمين الخارجي والداخلي وقدرتنا على الاستمرار في التركيز على مهمة معينة هو أمر محدود بشكل مدهش".

وقال إنه "عندما نتعب تنحرف سيطرتنا عن الانتباه. وفي الوقت نفسه  تبدأ أدمغتنا في إظهار نشاط موضعي يشبه النوم بينما يبدو معظم الدماغ مستيقظًا بشكل واضح. هذه الظاهرة المعروفة باسم "النوم المحلي" شوهدت لأول مرة في الحيوانات المحرومة من النوم ثم في البشر".

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح: "أردنا في دراستنا أن نتحقق ما إذا كان النوم المحلي قد يحدث أيضًا لدى الأشخاص الذين حصلوا على قسط كاف من الراحة. و لفهم العلاق بين نشاط الدماغ والتشتت الذهني، طلبنا من المتطوعين أداء مهمة مملة تتطلب اهتمامًا كبيرًأ. وكما كان متوقعًا أغلب المتطوعين تحول انتباههم إلى أشياء خارج المهمة، إضافة إلى أن تشتتهم أدى إلى انخفاض أدائهم. وحتى نعرف ما يدور في أذهانهم كنا نقاطعهم على فترات عشوائية و نسألهم عما يفكرون في تلك اللحظة".

وتفاوتت أجوبة المشاركين ما بين ( يفكرون في أشياء غير مهمة، أو أنهم لا يفكرون في شيء على الإطلاق).

وأضاف: "بالتوازي مع ذلك، قمنا بتسجيل نشاط الدماغ باستخدام مخطط كهربية الدماغ والذي يتكون من مجموعة من أجهزة الاستشعار الموضوعة على الرأس والتي يمكنها مراقبة إيقاعات الدماغ. بفضل تقنية تصوير الدماغ غير الغازية تمكنا من البحث عن علامات النوم أثناء اليقظة أثناء اختبار التجربة بأكملها".

اظهار أخبار متعلقة



وتابع: "ركزنا بشكل خاص على "الموجات البطيئة"، وهي سمة مميزة للنوم تتضمن فترات صمت قصيرة من تجمعات الخلايا العصبية. كانت فرضيتنا أن هذه الثغرات في نشاط الخلايا العصبية يمكن أن تفسر الثغرات في تشتت الانتباه".

وقال: "لقد وجدنا أن الموجات البطيئة المحلية يمكن أن تتنبأ بحلقات الشرود الذهني بالإضافة إلى التغيرات في سلوك المشاركين خلال هفوات الانتباه هذه".

الأهم من ذلك ، أن موقع الموجات البطيئة كان يميز ما إذا كان المشاركون مشتتين ذهنيًا أو غافلين تمامًا . عندما حدثت موجات بطيئة في مقدمة الدماغ، كان المشاركون يميلون إلى أن يكونوا أكثر اندفاعًا وشرود للذهن. بينما عندما حدثت موجات بطيئة في الجزء الخلفي من الدماغ  كان المشاركون أكثر تباطؤًا وفقدوا القدرة على الاستجابة و كان عقلهم مغمور.

اظهار أخبار متعلقة



ويمكن فهم هذه النتائج بسهولة من خلال مفهوم النوم المحلي. إذا كانت الموجات البطيئة الشبيهة بالنوم تتوافق حقًا مع نوبات النوم المحلية لدى الأشخاص المستيقظين، فإن تأثير الموجات البطيئة يجب أن يعتمد على مكان حدوثها في الدماغ ووظيفة تلك المناطق الدماغية.

ويشير هذا إلى أن ظاهرة واحدة - تدخلات النوم المحلية أثناء ساعات الاستيقاظ - يمكن أن تفسر مجموعة واسعة من الهفوات المتعمدة، من شرود الذهن إلى مرحلة الغفلة والركود.

علاوة على ذلك، يقول الباحث، تشير نتائجنا إلى أن النوم الموضعي قد يمثل ظاهرة يومية يمكن أن تؤثر علينا جميعًا حتى لو لم نكن محرومين من النوم بشكل خاص.

وكان المشاركون لدينا يقومون فقط بالمهمة المناطة لهم، ومع ذلك وبدون وعي أو إدراك بدا أن أجزاء من أدمغتهم تنقطع بشكل متكرر خلال التجربة.

اظهار أخبار متعلقة



ونقوم حاليًا باستكشاف ما إذا كانت ظاهرة النوم المحلي هذه يمكن أن تتفاقم لدى بعض الأفراد. على سبيل المثال معظم الأشخاص الذين يعانون من قصور في الانتباه أو اضطرابات فرط النشاط (ADHD) يبلغون عن اضطراب في النوم. مما قد يؤدي إلى زيادة نوبات النوم المحلية أثناء النهار ويمكن أن يفسر جزءًا من مشاكل الانتباه لديهم.

وتؤكد هذه الدراسة الجديدة كيف يمكن أن يتداخل النوم مع اليقظة في دماغ الإنسان. و نتائج دراستنا توازي الدراسات التي توضح كيف يمكن للدماغ أن "يستيقظ" محليًا من أجل معالجة المعلومات الحسية القادمة من البيئة حوله على الرغم من أن الشخص نفسه نائم.
شارك
التعليقات