هل لديك رهاب من الجراثيم؟.. إليك الحل 👾

kelly-sikkema-DJcVOQUZxF0-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الإثنين، 09-08-2021
  • 01:05 م

تخيل للحظة أن لديك رؤية مجهرية ماذا سترى؟ بالطبع سترى العالم مختلفًا تمامًا عن العالم الذي نراه حاليًا، سترى عالمًا متنوعًا مليئًا بالصخب والنشاط. تتفاعل الملايين من الكائنات المجهرية حولنا باستمرار وتتنافس وتتواصل في كل مكان يحيط بنا.

أجسادنا عبارة عن مسارح طبيعية نابضة بالحياة تستضيف تريليونات من البكتيريا والفيروسات والفطريات والكائنات الحية الدقيقة الأخرى. نحن مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بهذه الميكروبات بالمعنى البيولوجي و التطوري، وهناك اعترافات متزايدة بأن هذا التنوع البيولوجي غير المرئي يلعب دورًا أساسيًا في صحتنا وصحة أنظمتنا البيئية.

لكن ظاهرة "رهاب الجراثيم" أو الخوف من الميكروبات يمكن أن تشكل تهديدًا لصحتنا و أنظمتنا البيئية. من خلال تشجيع الناس على تجنب الطبيعة والعالم الخارجي. يقترح البحث الجديد أن المعرفة الأساسية لعالم الميكروبات والتعرض للطبيعة هما عاملين مهمين لتقليل أو منع مثل هذه الظواهر.

اظهار أخبار متعلقة



بعد كل شيء يحتوي جينومنا البشري على 8٪ من جينومات العدوى الفيروسية غير الموروثة. ويعتقد أن خلايا الميتوكوندريا البشرية التي توفر لنا الكثير من الطاقة الكيميائية قد تطورت من بكتيريا منذ ملايين السنين.

تقوم الميكروبات بتثقيف أجهزتنا المناعية من خلال تحفيز جيوش صغيرة من خلايا الذاكرة لحمايتنا من الأمراض، كما تنتج مواد كيميائية تحتاجها أجسامنا للسيطرة على الالتهاب وتعزيز الصحة العقلية الجيدة. إضافة إلى ذلك تلعب الميكروبات أيضًا أدوارًا رئيسية في صحة النبات ودورات التغذية (مثل دورة النيتروجين) وتنظيم المناخ.

لقد ظهرت نظرية الجراثيم لأول مرة خلال القرن التاسع عشر وقد كان تطورًا رائعًا عندما أدرك العلماء أن الميكروبات مسؤولة عن مجموعة متنوعة من الأمراض البشرية، هذه المعرفة أنقذت الملايين فيما بعد.

ومع ذلك فإن معرفة الناس بأن بعض الميكروبات - أقل بكثير من 1٪ - تسبب أمراضًا للإنسان دفع الكثير منهم للخوف من جميع الميكروبات.

اظهار أخبار متعلقة



من المحتمل أن يكون رهاب الجراثيم قد تفاقم بسبب عقود من الحملات الإعلانية التي تبيع المنظفات المنزلية والتي خلقت تصورًا سلبيًا عن الميكروبات ككل.

ماذا نتج عن ذلك؟ هوس في التعقيم الشامل للأسطح وتجنب الأوساخ الطبيعية وتقليل اتصال الإنسان بالتنوع البيولوجي. وهو أمر قد يساهم في فقدان التوازن الكوني الحيوي غير المرئي من حولنا، وانتشار الاضطرابات المناعية البشرية. وفي حين أن النظافة بشكل عام مطلوبة خاصة في الحمامات وأماكن الطعام إلا أن محاولة القضاء التام على الأوساخ من حياتنا هنا يكمن الخطر.

في الدراسة الجديدة قام باحثون من جامعة شيفيلد في محاولة فهم ما إذا كانت هناك علاقة بين تفاعل الناس مع الطبيعة والمواقف تجاه الميكروبات وقاموا بتطوير استبيان عبر الإنترنت وجدوا فيه أن الأشخاص الذين أظهروا مواقف أكثر إيجابية تجاه الميكروبات يقضون وقتًا أطول في الطبيعة أسبوعيًا ويقضون وقتًا طويلاً في الطبيعة في كل زيارة. وهذه النتائج تشير إلى أن المواقف المرتبطة برهاب الجراثيم قد تقلل من رغبة الناس في قضاء الوقت في الطبيعة، أو قد يعني ذلك أن قضاء الوقت في الطبيعة يزيد المواقف الإيجابية تجاه الميكروبات.

اظهار أخبار متعلقة



وهذا يشير إلى استراتيجية محتملة للمساعدة في تقليل رهاب الجراثيم من خلال قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة. يمكن أن تشمل فوائد القيام بذلك تحسين وظيفة المناعة من خلال التعرض للميكروبات البيئية التي تساعد في تنظيم نظام المناعة الفطري (محاربة مسببات الأمراض قبل أن تسبب العدوى) ونظام المناعة التكيفي (تحفيز خلايا الذاكرة).

هناك أيضًا مجموعة من المزايا المرتبطة بالتفاعل مع الطبيعة مثل تقليل التوتر والقلق مع تعزيز التماسك الاجتماعي والشعور بالارتباط.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين حددوا الفيروسات على أنها ميكروبات كان لديهم مواقف أكثر سلبية تجاه الميكروبات بشكل عام. وقد يكون هذا نتيجة لوباء فيروس كورونا حيث يخشى الناس من فيروس SARS-CoV-2.

ومع ذلك هناك خطر من تشويه جميع الميكروبات بشكل غير عادل فالبكتيريا والبدائيات والطحالب والفطريات والأوليات وحيدات الخلية - وحتى الفيروسات - جميعها لها أدوار رئيسية في أنظمتنا البيئية.

ويعتقد الباحثون أنه يجب تعزيز المعرفة الأساسية لعالم الميكروبات والمشاركة مع الطبيعة يمكن أن يساعد في تعزيز صحة الإنسان وتعزيز مواقف أكثر إيجابية وبناءة تجاه أسس أنظمتنا البيئية.


شارك
التعليقات