وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أهم أسباب تفاوت الإصابة بهذه الأمراض بين الرجال والنساء هي الاختلافات التشريحية والهرمونية بين الجنسين. وفيما يلي أبرز تلك الأمراض:
التهاب المفصل التنكسي
تقول الدكتورة جينا تران إن النساء عادة ما تكون لديهن مفاصل وأوتار أكثر مرونة من الرجال، وتكون هذه المرونة مفيدة أثناء الحمل والولادة، ولكنها تعرض النساء لخطر الالتواء والإصابات، مما يؤدي إلى هشاشة العظام على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، تكون النساء فوق سن الخمسين أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل بسبب نقص الإستروجين الذي يلعب دورا مهما في حماية الغضاريف والمفاصل من الالتهابات.
الزهايمر
افترض الخبراء منذ فترة طويلة أن ارتفاع معدلات الإصابة بمرض الزهايمر لدى النساء مقارنة بالرجال يرجع أساسا إلى أن معدل عمر المرأة أعلى من الرجل، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هناك عوامل أخرى مؤثرة مثل التغيرات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث.
اظهار أخبار متعلقة
ومن الممكن تقليل المخاطر عن طريق الحفاظ على النشاط الذهني والجسدي، والحصول على قسط كاف من النوم، واتباع نظام غذائي صحي.
الإكتئاب
وفقا لمسح أجراه المركز الوطني الأمريكي للإحصاءات الصحية، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بالرجال بنسبة 10.4 بالمئة مقابل 5.5 بالمئة. وتقول عالمة النفس ديبورا سيراني إن "النساء لديهن تركيبة بيولوجية تجعلهن عرضة للاكتئاب من الرجال، إذ تزيد التغيرات الهرمونية الشهرية والتغيرات المزاجيّة بعد الولادة، وقبل وأثناء انقطاع الطمث، من فرصة الإصابة بالاكتئاب".
وتضيف سيراني أن الطريقة التي تفكر بها النساء وطبيعة تعاملهن مع التوتر والإجهاد يؤدي إلى تدهور أداء الدماغ في المناطق المسؤولة عن الحالة المزاجية.
أمراض القلب
أمراض القلب هي السبب الأول للوفيات بين الرجال والنساء، لكن النساء أكثر عرضة للوفاة بسبب النوبات القلبية. يقول الدكتور جيرالد إي بيكهام إن "التفسير الأكثر شيوعا لهذه الظاهرة هو أن النساء المصابات بأمراض القلب أكثر ضعفا من الرجال، أو يعانين من أمراض مصاحبة مثل مرض السكري والرجفان الأذيني بمعدلات أكبر من الرجال في نفس العمر".
اظهار أخبار متعلقة
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تعاني النساء من آلام صدر غير نمطية، وهو ما يؤدي إلى تأخير تشخيص أمراض القلب.
التوتر
وفقا لوزارة الصحة الأمريكية، فإن النساء معرضات للإصابة بالتوتر أكثر من الرجال بمرتين. تقول الدكتورة سيراني: "تشير الدراسات إلى أن الهرمونات المتقلبة يمكن أن تثير مشاعر القلق، خاصة المستويات المنخفضة من الهرمون المفرز لموجهة القشرة، وهو هرمون ينظم الاستجابة للإجهاد، ونظرا لأن هذا الهرمون أقل لدى النساء، فإن ذلك يجعلهن أكثر عرضة من الرجال للمعاناة من الاضطرابات المرتبطة بالتوتر".
اضطراب ما بعد الصدمة
تشير الدكتورة سيراني إلى أن "النساء معرضات للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أكثر من الرجال لأنهن يتعرضن للعنف العاطفي والجنسي والجسدي أكثر من الرجال. كما أن النساء يقعن ضحايا الصدمات في سن مبكرة أكثر من الرجال".
مشاكل المسالك البولية
تقول الدكتورة ليزلي غونزاليس إن "مجرى البول لدى المرأة قريب من المهبل والمستقيم حيث توجد الكثير من البكتيريا، مما يعرضها لخطر أكبر للإصابة بعدوى المسالك البولية، كما تزيد الولادة والعمر والسمنة من إمكانيّة الإصابة بسلس البول لدى النساء". وتضيف الدكتورة غونزاليس أن الجنين يضغط على عضلات قاع الحوض التي تدعم المثانة، مما يخلّف آثارا طويلة الأمد.
الذئبة الحمراء
وفقا لوزارة الصحة الأمريكية، فإن تسعة من كل 10 أشخاص يعانون من الذئبة الحمراء، هن نساء في سن الإنجاب (بين 15 و44 سنة). نظرا لأن هذا المرض يصيب الشابات، يُعتقد أن مستويات هرمون الأستروجين المرتفعة، إضافة إلى العوامل أخرى، تلعب دورا بارزا في هذه الظاهرة.
وتشير الأبحاث الجينية أيضًا إلى أن وجود اثنين من الكروموسومات X لدى النساء يزيد من خطر إصابتهن بهذا المرض. ونظرًا لأن الأعراض متنوعة وغير معروفة كثيرا، فقد يكون من الصعب تشخيص المرض، لذلك يجب زيارة الطبيب والاستفسار أكثر عن الأعراض.
اضطرابات الأكل
لم يتمكّن الباحثون بعد من تحديد أسباب فقدان الشهية والشره المرضي واضطرابات الأكل بنهم لدى النساء، لكن وزارة الصحة الأمريكية تقول إنه من المحتمل أن يكون ذلك مرتبطا بعوامل بيولوجية واجتماعية تؤثر على النساء أكثر من الرجال.
اظهار أخبار متعلقة
وتقول الدكتورة سيراني: "نظرًا لأن المجتمع يضع أهدافًا مثالية غير قابلة للتحقيق تتعلق بجمال النساء، فإن الإناث أكثر عرضة لاضطرابات الأكل ومشكلات صورة الجسد أكثر من الرجال". من المحتمل أيضًا أن تجعل كيمياء الدماغ والسمات النفسية بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الاضطرابات.
الأمراض المنقولة جنسيا
رغم أن الأمراض المنقولة جنسيا تصيب النساء والرجال، إلا أن لها آثارًا خطيرة جدا بالنسبة للنساء. في الواقع، تعاني النساء آثارا صحية طويلة المدى بسبب تركيبتهن الجسدية، ومنها التهابات الحوض والعقم الناجم عن أمراض مثل الكلاميديا والسيلان. ومن الأمراض الخطيرة المنقولة جنسيا الهربس وداء الزهري، كما يمكن أن يتسبب فيروس الورم الحليمي البشري في الإصابة بسرطان عنق الرحم.
متلازمة التعب المزمن
تُعرف متلازمة التعب المزمن بأعراض مشابهة لأعراض أمراض المناعة الذاتية ولكنها لا تعتبر واحدة منها، كما أن أسبابها غير مفهومة كثيرا، وتشخيصها صعب، ولا توجد أي علاجات معتمدة لهذا المرض حاليا. حيث وجدت دراسة نشرت سنة 2017 في مجلة (PNAS) أن بعض البروتينات أو السيتوكينات في الدم يمكن أن تزيد الالتهابات وتفاقم هذا المرض.
قصور الغدة الدرقية
يعتبر قصور الغدة الدرقية، أي عدم إنتاج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات لتنظيم عملية التمثيل الغذائي، من أكثر مشاكل الغدة الدرقية شيوعا.
وتقول عالمة الفيزياء الحيوية سارة بالانتين إن "أعراض داء هاشيموتو تشمل زيادة الوزن، والصداع، والاكتئاب، والإرهاق، وبرودة اليدين والقدمين، والإمساك، وجفاف الجلد، وفقدان الشعر أو ترقق الشعر، وتيبس المفاصل، وآلام العضلات، ومشاكل الذاكرة، وغزارة الدورة الشهريّة أو عدم انتظامها".
لحسن الحظ، يمكن تشخيص هذا المرض عن طريق فحص دم بسيط وعلاجه بسهولة بالأدوية.
اظهار أخبار متعلقة
التصلب المتعدد
وفقًا لجمعية التصلب المتعدد الأمريكية، فإن هذا المرض هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب النساء أكثر من الرجال بثلاث مرات. ورغم عدم وجود إجابة محددة حتى الآن عن سبب هذه الظاهرة، يرجح الباحثون أن يكون ذلك نتيجة للعوامل الهرمونية والاختلافات الدماغية، بالإضافة إلى دهون الجسم.
الاضطرابات الهضمية
من الممكن أن يساعد تناول الطعام الخالي من الغلوتين على تخفيف أعراض الاضطرابات الهضمية. وفقا لجمعية الغدة الدرقية الأمريكية، يرتبط داء هاشيموتو بأمراض المناعة الذاتية الأخرى، بما في ذلك الاضطرابات الهضمية.