رب ضرة نافعة.. هذا لسان حال البعض بعد ارتفاع درجات الحرارة في مصر هذه الأيام إلى أعلى مستوى منذ بضعة سنوات، وسط توقعات باستمرار ارتفاعها في السنوات المقبلة، وربما تغير وصف المناخ في مصر.
مع اشتداد درجات الحرارة في فصل الصيف ووصولها إلى أكثر من 44 درجة مئوية في بعض محافظات مصر سواء في الدلتا أو في الصعيد انتعشت بعض القطاعات المهمة في البلاد مثل قطاع السياحة الداخلية إلى الشواطئ الساحلية هروبا من حر أشعة الشمس الحارقة، والمدن الخانقة.
كما راجت الكثير من المنتجات والصناعات الداخلية كالمثلجات والمرطبات وأجهزة التبريد والمراوح وانتعشت محلات العصائر الطبيعية والمثلجات المنتشرة في ربوع البلاد خاصة الشعبية منها مثل قصب السكر الشهير.
اظهار أخبار متعلقة
وكشفت هيئة الأرصاد الجوية المصرية أن هذا الصيف هو الأسخن منذ خمس سنوات الأخيرة، وفق التقارير الصادرة عن الهيئة وأيضًا المنظمة العالمية للأرصاد؛ إذ سجلت درجات الحرارة ما بين ثلاث وأربع درجات مئوية، أعلى من المعدلات الطبيعية.
جاءت هذه التقديرات بناء على الدراسة المناخية الناتجة عن قاعدة البيانات المسجلة من المحطات التابعة للهيئة العامة للأرصاد الجوية في مختلف محافظات جمهورية مصر العربية خلال النصف الأول من فصل الصيف مع توقعات بزيادة الرطوبة والإحساس المضاعف بالحرارة.
عزز التنبؤ باستمرار ارتفاع درجات الحرارة تقرير خبراء الأمم المتحدة الذي صدر الأسبوع الماضي، ووجه إنذارا أحمر وحذر من ارتفاع أسرع من المتوقع لدرجات الحرارة والتي سوف تستمر تداعياتها لآلاف السنين.
اظهار أخبار متعلقة
طبقا للتقرير سترتفع درجات الحرارة بواقع 1.5 درجة مئوية عما كما متوقعا قبل 10 سنوات، وذلك بسبب الاحتباس الحراري العالمي الناتج عن انبعاثات المصانع، كما أن الجفاف وهطول الأمطار بغزارة أصبحا أيضا أكثر تواترا.
انتعاش سياحة الشواطئ
في السياق أكد وكيل وزارة السياحة المصري الأسبق، حمدي الشامي أن "فصل الصيف أنعش إشغالات الفنادق على الشواطئ المصرية بشكل كبير، كان ارتفاع درجات الحرارة أحد أسبابها دون شك".
ووصلت نسبة الإشغالات في بعض المناطق مثل مدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر، إلى الحد الأقصى الذي حددته وزارة السياحة في ظل إجراءات مواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا، كما ازدهرت في شرم الشيخ والإسكندرية والساحل الشمالي.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21 لايت" أن "مصر تمتلك ساحلا على البحر المتوسط أكبر من ساحل تونس التي تعتمد سياحتها في المقام الأول على ذات الساحل، ولكنها تحقق عائدات أكبر، وعلينا أن نستغل الساحل الشمالي في جعله وجهة سياحية للغرب كله".
إقبال على العصائر والمرطبات
وشهدت محلات العصائر الطازجة إقبالا كبيرا من المواطنين من ساعات الصباح الأولى وحتى وقت متأخر من الليل خاصة تلك التي تحتوي على كميات سكر طبيعية وبأسعار متوسطة نسبيا مثل قصب السكر.
وقصب السكر، بحسب صاحب محل للعصائر والمثلجات يدعى أبو سعيد، فإن قصب السكر هو المشروب الوحيد الطبيعي الذي لا يضاف له سكر في فصل الصيف لاحتوائه على كميات عالية من السكر، ولكن يضاف له بعض الثلج وأحيانا بعض قطع الليمون ليمنحه مذاقا لاذعا.
وأضاف أبو سعيد الذي تجعدت أصابع يده من كثر استخدام المياه: "تتراوح أسعار كوب العصير ما بين 3 و خمس جنيهات، إضافة إلى وجود أنواع أخرى من العصائر مثل التمرهندي والسوبيا ولكن أفضلها قصب السكر".
رواج أجهزة التبريد والمراوح
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى وقت متأخر من مساء اليوم، شهدت محلات الأدوات الكهربائية الخاصة بأجهزة التبريد والمراوح إقبالا من المواطنين الباحثين عن أجهزة للتخفيف من شدة الحرارة.
وباتت تعرض المراوح في واجهات المحلات الكهربائية، وقال أحد التجار إن "الزبائن يبحثون عن المراوح وأجهزة التبريد بشكل أكبر من المعتاد، وهناك رواج في البيع في جميع المحلات خاصة أن بعضها بات يجمع ويصنع في مصر".
وعن الأسعار، أكد أنها شهدت زيادة ولكنها ليست كبيرة، "توجد زيادة كل عام لا تقل عن 10 بالمئة للأجهزة والأنواع الجديدة، المراوح يبدأ سعر المنتج الصيني منها من 230 جنيه وحتى 450 جنيه وهي مراوح السقف، أما المراوح المتحركة تبدأ من 400 جنيه للنوع الصيني وحتى 800 جنيه".