البرغر النباتي.. هل علينا أن نعتبره من ضمن الوجبات السريعة السيئة للصحة؟ 🙄

pexels-grooveland-designs-3607284
CC0
  • أحمد حسن
  • الجمعة، 20-08-2021
  • 06:00 ص
زادت شعبية الأنظمة الغذائية القائمة على النباتات خلال السنوات القليلة الماضية. ونتيجة لذلك كان هناك ازدهار في الطلب على البدائل النباتية لأطعمتنا المفضلة مثل النقانق والبرغر. ومن المتوقع أن تشهد صناعة بدائل اللحوم النباتية نموًا هائلًا خلال السنوات المقبلة. ولكن لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن هذه المنتجات الغذائية وهل هي حقًا بدائل صحية كما نعتقد.

وعلى الرغم من أن العديد من هذه المنتجات يزعم مصنعوها أن أساسها نباتي إلا أنها لا تختلف كثيرًا عن غيرها من المنتجات الغذائية فائقة المعالجة. وفي الغالب تحتوي على العديد من المكونات المضافة بما في ذلك عزلات البروتين والمستحلبات ومواد رابطة وغيرها، ويتم تصنيعها باستخدام طرق المعالجة الصناعية وبالتالي يمكننا أن نعتبرها منتجًا غذائيًا فائق المعالجة.

اظهار أخبار متعلقة



هناك الكثير من الأدلة التي تربط الأطعمة فائقة المعالجة بالعديد من الأمراض مثل السمنة، والسكري من النوع 2، والسرطانات وغيرها من الأمراض المزمنة. ربما يرجع ذلك إلى مزيج من محتواها الغذائي السيئ والإضافات الصناعية ونقص الألياف التي تلعب دورًا مهمًا في اعطاء الشعور بالامتلاء. هذه الأنواع من الأطعمة هي أيضًا السبب في جعل النظام الغذائي السيئ سببًا رئيسيًا في الوفيات من الأمراض المزمنة في العالم، حيث أنها متوفرة بسهولة ويسهل تناولها بكثرة وتفتقر إلى العناصر الغذائية الهامة وتوفر حوالي نصف السعرات الحرارية المستهلكة أو أكثر في بلدان مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا.

حداثة البرغر النباتي وبدائل اللحوم الأخرى تعني أنه ليس لدينا حتى الآن معرفة كافية عن هذه الأطعمة الجديدة فائقة المعالجة. لكن المكونات التي تحتويها بعض المنتجات تدعو للقلق. فمثلاً تركيز بروتين الصويا هو المصدر الرئيسي للبروتين في العديد من بدائل اللحوم النباتية ولكن هذه المادة تحتوي على مستوى من النتريت التي توازي المستويات الموجودة في منتجات لحم الخنزير المقدد في الشوارع. ويعتقد أن مستويات النتريت في لحم الخنزير المقدد واللحوم المصنعة الأخرى هي السبب في أن تناول هذه المنتجات يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. كما يرتبط ارتفاع النيتريت الغذائي بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى منها أمراض الكلى والسكري من النوع 2 وأمراض الجهاز التنفسي مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن.

اظهار أخبار متعلقة



مادة الهيم والتي تساهم في إعطاء اللون والطعم للحوم المصنعة تكون أحيانًا ضمن المكونات. وهو ما ثبت أن تفاعل الهيم مع النتريت يجعلها أكثر ضررًا من خلال تكوين جزيء شديد التفاعل يسمى نيتروسيل هيم. ومن غير المؤكد ما إذا كان سيكون هناك تأثير مماثل في المنتجات النباتية  ولكن وجود الهيم والنتريت معًا يدعو أيضًا للقلق.

علاوة على ذلك تحتوي العديد من اللحوم النباتية على عامل استقرار ومستحلب ميثيل سلولوز لمنحها ملمسًا يشبه اللحم. والذي ثبت أن ميثيل السلولوز يغير ميكروبيوم الأمعاء ويزيد الالتهاب لدى الفئران، وقد تزيد هذه التغييرات من خطر الإصابة بسرطان القولون. ومع أنه لا توجد أدلة على دراسات بشرية تثبت وجود صلة بين تناول البرغر النباتي وسرطان القولون والمستقيم أو غيرها من الأمراض، إلا أن هناك اختبار وحيد تم إجراؤه حتى الآن على مادة الهيم. وقد تم اختباره كمركب نقي فقط في الأنظمة التجريبية وليس في ظروف الحياة الواقعية وبالتالي فنحن لا نعرف ما إذا كان مزيج الهيم والنتريت والمواد المضافة الأخرى يمكن أن يتفاعلوا ويزيدوا من خطر الإصابة بالسرطانات لدى البشر.

ختامًأ إذا كنت تأكل اللحوم ولكنك ترغب في تقليل التأثير البيئي للأطعمة التي تتناولها فقد يساعدك اختيار اللحوم المنتجة بشكل أكثر استدامة على ذلك. أما إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا نباتيًا فإن طهي الوجبات باستخدام العدس والفول والحمص يمكن أن يساعدك على الحصول على وجبة غنية بالبروتين مع تأثير أقل على البيئة.

اظهار أخبار متعلقة



بالطبع ليست كل بدائل اللحوم النباتية الموجودة في السوق ضارة، ولكن بما أن ظهور سوق المواد الغذائية النباتية بدأ مؤخرًأ فإن العديد من المنتجات الجديدة لا تزال قيد التطوير والدراسة من قبل الباحثين. ولكن إذا كنت تفكر في شراء أي من هذه المنتجات فتحقق من قائمة المكونات أولاً، وثقف نفسك حول مخاطر تناول الكثير من الأطعمة فائقة المعالجة.


شارك
التعليقات