علاقة عابرة ومفيدة | تعرف إلى فوائد التحدث مع الغرباء للعقل والصحة النفسية 😍

listen-1702648_1280
CC0
  • شافية محمدي
  • الإثنين، 23-08-2021
  • 05:26 م
نشرت مجلة "لامنتي إس مارافيوسا" الإسبانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على نتائج بعض الأبحاث العلمية حول فوائد التحدث إلى الغرباء.

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن النصحية الراسخة في أذهان أغلبنا منذ الطفولة هي أنه علينا تجنب التحدث إلى الغرباء، لكن آخر الأبحاث العلمية تشير إلى أن التحدث إلى شخص لا تعرفه أمر مفيد للعقل.

اظهار أخبار متعلقة



ومن بين الحقائق البسيطة التي عادة ما ننساها هي أن العديد من الأشخاص الذين أصبحوا الآن أصدقاءنا وحتى شركاءنا، كانوا منذ وقت ليس ببعيد غرباء عنا تمامًا. والتحدث مع شخص غريب لا يعني أنه عليك لقاؤه ورؤيته مجددا أو تبادل أرقام الهواتف، ذلك أن مجرد إجراء محادثة قصيرة معه سيكون مفيدا لكليكما. 

لماذا التحدث إلى الغرباء مفيد لعقلك؟

في عالم يحكمه الفضاء الرقمي بشكل متزايد، ليس من السهل الاستغناء عن الشاشات لنتفرغ للحديث مع الشخص الجالس بجانبك في مترو الأنفاق أو حتى عابر السبيل الذي يسألنا عن عنوان شارع ما. وقد بتنا الآن لا نستفسر عن أي شيء لأن جميع الإجابات موجودة على الهاتف المحمول. 
وذكرت المجلة أنه وفقا لدراسة أجرتها جامعة جورج تاون فإننا توقفنا عن الابتسام للغرباء وذلك يعزى إلى أن النظر باستمرار إلى هواتفنا يجعلنا لا ننظر إلى بعضنا البعض عندما نسير في الشارع، وهذا الأمر قلل من الإيماءات الاجتماعية التي قد تكون بادرة لفتح حديث مع أحدهم.

اظهار أخبار متعلقة



من المؤسف أننا تعودنا على هذا النمط في حياتنا لأن هذه المحادثات العفوية مع شخص قد تراه على متن الحافلة أو في أحد المتاجر أو في الحديقة أو في الكافتيريا يمكن أن تبعث في نفسك السرور. ويشير الخبراء إلى أن الأشخاص الانطوائيين  أكثر فئة يمكن أن تستمتع بها النوع من المحادثات.

المحادثة مع شخص غريب أكثر فائدة من الوحدة

وأوردت المجلة أن معظمنا يحب أن يكون بمفرده عندما يغادر المنزل ويستقل مترو الأنفاق أو الحافلة أو مجرد الجلوس لاحتساء فنجان قهوة. وقد توصل مسح أجرته  جامعة شيكاغو شمل أشخاصا يستخدمون وسائل النقل العام إلى عدد من النتائج المثيرة للاهتمام.

في البداية، حين ركب هؤلاء الأشخاص وسائل النقل العام كانوا يأملون في القيام بهذه الرحلة بمفردهم، لكن انخراطهم في محادثة مع الغرباء لم يزعجهم. بل على العكس من ذلك، وجد الأشخاص الانطوائيون والخجولون أنه من الإيجابي التحدث إلى الغرباء حتى إن لم تكن كل هذه المواقف مريحة بنفس القدر. وفي كثير من الأحيان جعلت هذه المحادثات العابرة رحلتهم سعيدة.

قوة العلاقات العابرة

نمتلك جميعا شبكة اجتماعية قوية من الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل، ونرى هذه الشخصيات كثيرا وتجمعنا معهم علاقة عاطفية أو ودية. وحسب علم النفس الاجتماعي يوجد أيضا "الروابط الضعيفة" التي نقيمها مع أشخاص لا نعرفهم ولا تجمعنا معهم علاقة وطيدة من أي نوع.

اظهار أخبار متعلقة



وأشارت المجلة إلى أن العلم أثبت أن التحدث إلى الغرباء مفيد لعقل الإنسان، وغالبا ما تحتاج إلى تجاوز هذا السيناريو الذي تشكله "الروابط القوية" أي العلاقات اليومية التي تعودنا عليها. والتحدث إلى شخص غريب مثل بائع الخبز أو مع موظفة في السوبر ماركت أو مع ساعي البريد أو مع جار في نفس الشارع تراه من حين لآخر أمر ممتع. وفي الحقيقة، يسمح لنا هذا النوع من العلاقات بالانخراط في أنواع أخرى من الحوارات المريحة التي تكون محفزة ومجزية. وهي ليست مجرد تجارب إيجابية، بل تعد ضرورية أيضًا لرفاهيتك.

التحدث إلى الغرباء مفيد لعقلك لأننا كائنات اجتماعية

إن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته يتطور عقله من خلال العلاقات التي ينسجها مع الآخرين. يشكل الناس مجموعات للعيش معا وتبادل المعلومات والعواطف والخبرات، وعندما نتحدث عن "الاتصال" من الشائع أن نتخيل على الفور العائلة  والأصدقاء والشريك وكل شخص تجمعنا صلة به. وعند الحديث مع الغرباء، نشعر بمزيد من الحرية والراحة للتعبير عن آرائنا أمام شخص ليس جزءا من بيئتنا. ولعل هذه اللحظة الوجيزة تمثل سبيلا للتخلص من التوتر.
شارك
التعليقات