نشرت مجلة "لا منتي إس مارافيوسا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن فوائد التخلي عن استخدام مواقع التواصل الإجتماعي لفترة من الزمن.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشغل حيزا كبيرا من روتيننا اليومي، بينما تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية وجود صلة بين الاستخدام المفرط لهذه المنصات وخطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية.
وحسب المجلة، فإنه من المفيد جدا أن نحاول التوقف من حين إلى آخر عن تصفح حسابات التواصل، والقيام بأنشطة ترفيهية أخرى وخوض تجارب ممتعة بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية.
دراسات علمية
كثيرا ما تنشر المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام تقارير مثيرة للقلق عن الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي. فهل كل تلك المعلومات المنشورة صحيحة؟
اظهار أخبار متعلقة
سنة 2016، نُشرت دراسة حول العلاقة بين الاكتئاب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى الشباب في الولايات المتحدة، وأثبتت النتائج أن الاستخدام المفرط للمنصات الاجتماعية ارتبط بمستويات عالية من الاكتئاب.
كما أثبتت دراسة أُجريت على عدد من المراهقين في الولايات المتحدة أن أولئك الذين أمضوا وقتا أطول على مواقع التواصل الاجتماعي كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل نفسية، بينما واجه المراهقون الأقل ارتباطا بالشاشات مخاطر أقل.
لذلك، ليس من المبالغة القول بأن ترك مواقع التواصل الاجتماعي لفترة من الوقت حقيقة مثبتة علميا، فأي شيء يزيد عن حدّه يؤثر سلبا على الصحة العقلية والجسدية.
فوائد الابتعاد مؤقتا عن مواقع التواصل الإجتماعي
تشير المجلة إلى أنه لا يوجد إجماع علمي عن وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتأثيرات السلبية على الصحة العقلية، وحتى الدراسة الأمريكية المذكورة تُظهر علاقة ارتباط وليس علاقة سببية.
اظهار أخبار متعلقة
وفي ظل الحاجة إلى المزيد من البحوث في هذا المجال، تؤكد المجلة أنه لا يمكن إنكار فوائد الانقطاع لفترة قصيرة عن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي. فما هي أبرز تلك الفوائد.
1. مقاومة القلق والاكتئاب
قد يكون الانفصال لفترة من الوقت عن وسائل التواصل طريقة جيدة للوقاية من المشكلات النفسية، مثل القلق والاكتئاب. ولا يتعلق الأمر بطبيعة مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بنوعية وطريقة استخدامها، وإذا تم استغلالها لتطوير الذات، فإنها تصبح مفيدة للغاية.
2. تجنب الإدمان
تطرقت دراسة نُشرت سنة 2010 إلى أن العلاقات الاجتماعية الناجحة تعزز إطلاق الدوبامين، المعروف أيضا بهرمون السعادة. يشارك هذا الناقل العصبي في الإحساس بالمتعة، ويطلقه الدماغ أيضا عند تعاطي المخدرات. على هذا النحو، قد تفتح مواقع التواصل الاجتماعي احتمالات للتفاعلات التي تحفز إفراز الدوبامين، والذي قد يؤدي بدوره إلى حالة إدمان سلوكي.
لهذا السبب، فإن إحدى فوائد ترك وسائل التواصل الاجتماعي لفترة من الوقت هي التخلص من إدمان هذه المنصات، وما يترتب عن ذلك من مشاكل جسدية ونفسية.
اظهار أخبار متعلقة
3. التفاعل المباشر مع الآخرين
تتمثل إحدى أبرز المشاكل المرتبطة باستخدام الإنترنت في أن الروابط التي ننشئها مع الآخرين غالبا ما تكون افتراضية.
بسبب القيود التي تفرضها التكنولوجيا، قد نخسر الكثير من مزايا التواصل المباشر مع الآخرين، وبالتالي يعد الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي فرصة ممتازة للتواصل في العالم الحقيقي مع من الأشخاص الذين تحبهم.
4. معرفة المزيد عن بيئتك
في بعض الأحيان، ننغمس في المساحات الافتراضية لدرجة نسيان العالم من حولنا. شيئا فشيئا، نصبح في عزلة عن أفراد الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل أو المدرسة، ونفقد الإحساس بالبيئة المحيطة بنا.
5. تجنب السمنة وغيرها من المشاكل الجسدية
لا تقتصر فوائد التخلي المؤقت عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الجانب النفسي، بل الجسدي أيضا. بشكل عام، يرتبط استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر بقلة النشاط، وهو ما يُعرف بنمط الحياة المستقرة.
اظهار أخبار متعلقة
وتشير البحوث العلمية إلى أن هذا النمط مرتبط بمشاكل صحية مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
لذلك من الضروري أن تخصص بعض الوقت يوميا للقيام بنشاط بدني، ولا يتعلق الأمر بالضرورة بالذهاب إلى صالة الرياضة، فالمشي بشكل روتيني قد يكون كافيا للحفاظ على صحتك.
6. تعزيز الثقة بالنفس
غالبا ما يستخدم الأشخاص وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن نماذج وأساليب حياة يطمحون إلى تقليدها، وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل نفسية. من المهم أن تدرك أن نجوم المنصات الاجتماعية بشر عاديون ولديهم الكثير من المشاكل، وبتقليل الوقت الذي تقضيه في هذه المواقع، من المرجح أن تتخلص من وهم الحياة المثالية.
7. تحسين نوعية حياتك
بالنظر إلى كل النقاط السابقة، من الواضح على أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي باتزان، والابتعاد عنها أحيانا، يحسن جودة الحياة. يساعد ذلك على تجنب مشاكل الصحة العقلية والمشاكل الجسدية، ويزيد من شعورنا بالراحة والاستقرار النفسي.