وتزدان الأسواق بأنواع خاصة من حلوى المولد التي تصنع وتنتج خصيصا، يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، منذ زمن الدولة الفاطمية التي كانت تحكم مصر في ذلك الوقت، وهي حلوى شعبية تتكون في أبسط أشكالها من السكر والعسل والحمص والفول السوداني والسمسم.
وتأثرت مشتريات الأسر المصرية بسبب تزامن المولد النبوي مع استمرار تفشي فيروس كورونا للعام الثاني على التوالي، وبدء العام الدراسي وضغط مصاريف المدارس التي ترتفع بشكل سنوي، إلى جانب ارتفاع أسعار الحلوى بسبب التضخم.
اظهار أخبار متعلقة
وانعكس ذلك على سوق الحلوى، الذي يعد أحد أهم مواسم بيع الحلويات في البلاد، حيث تراجعت المبيعات بشكل واضح نتيجة ضعف الإقبال على الشراء والاكتفاء بشراء كميات قليلة للاحتفال بالمناسبة الدينية واستقبال الضيوف.
وتضاعفت أسعار حلوى المولد عدة مرات طوال السنوات الماضية خاصة بعد تعويم الجنيه المصري، وارتفاع أسعار الخامات وتكاليف الإنتاج والنقل والأيدي العاملة حتى باتت تتلاشى مظاهر الاحتفال بشكل تدريجي.
وتراوحت الزيادة هذا العام ما بين 10 إلى 15 بالمئة مقارنة بالعام الماضي في جميع أنواع الحلويات الشعبي منها والفاخر، رغم تراجع الإقبال، بحسب تصريحات رأفت القاضي رئيس اتحاد مفتشي تموين القاهرة.
ارتفاع الأسعار وتراجع الإقبال
في تقديره توقع عضو غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، ورئيس شعبة الحلوى سابقا، محمد أبو زريقة، أن "يتراجع الإقبال على الشراء بنحو 15 بالمئة هذا العام"، مشيرا إلى أن "عادات وتقاليد مولد النبي لم تعد مترسخة في وجدان الأجيال الجديدة".
وأرجع خلال تصريحات صحفية لـ"عربي 21 لايت": " أسباب ارتفاع أسعار حلوى المولد هذا العام لعدة أسباب؛ من بينها زيادة أسعار السكر وبعض مدخلات الإنتاج التي تدخل في إنتاج الحلوى، إلى جانب تزامن الذكرى مع بدء الدراسة".
اظهار ألبوم
وقدًر ارتفاع الأسعار "بنحو 15 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، لكن يحرص مصنعو الحلوى تقديم أصناف وأنواع جديدة من أجل جذب الزبائن، على الرغم أن الكثير من حلوى المولد خرجت عن أشكالها التقليدية المعروفة".
بدوره؛ أرجع رئيس شعبة الحلويات بغرفة القاهرة التجارية، صلاح العبد، في تصريحات صحفية، الزيادة الجديدة في أسعار حلوى المولد إلى عوامل عدة على رأسها ارتفاع أسعار التعبئة والتغليف وأجور العمال وتكلفة النقل.
تكيف المواطنين مع الأسعار
يقول صاحب مخبر الطيبات بمحافظة الجيزة، الحاج محمد أبو سمير، إن "الاحتفال بالمولد النبوي لم يعد كما في السابق؛ لقد تغيرت الكثير من العادات والتقاليد بسبب ضغوط الحياة والأوضاع الاقتصادية الصعبة لغالبية الأسر، أصبحت الحلوى تباع بالقطعة بدلا من الكيلو".
واستبعد في تصريحات لـ"عربي21 لايت" أن "تتلاشى مظاهر الاحتفال بالذكرى الكبيرة لمولد النبي، ولكنها لن تعود كما كانت، والدليل على ذلك هناك من يبحث عن حلوى عروسة المولد و حصان المولد، ولا تجدهما إلا في الأسواق الشعبية".
اظهار أخبار متعلقة
ويتراوح سعر كيلو الحلوى ما بين 50 جنيها إلى أكثر من 300 جنيه للكيلو الواحد الذي يدخل في صناعته المكسرات، كما تباع بالقطعة تيسيرا على المواطنين الذين لا يستطيعون شراء كميات كبيرة من الحلوى.
وأوضح الحاج أبو سمير أنه "رغم ارتفاع أسعار الخامات والأيدي العاملة وزيادة التكلفة إلا أن الأسر المصرية قادرة على التكيف مع الأوضاع الصعبة من خلال شراء كميات أقل والابتعاد عن الأصناف الجديدة مرتفعة الثمن التي يدخل في مكوناتها المكسرات كاللوز والبندق وعين الجمل والفستق".
إلى جاور الحاج أبو سمير أحد الزبائن الذي تناول خيط الحديث قائلا: "نحن لن نتوقف عن الاحتفال رغم عدم قدرات البعض المالية على مواصلة الشراء، هناك أسر لم يعد بمقدورها شراء الحلوى ولكن يقوم بعض المقتدرين بإهدائهم بعض الحلوى".