فيلم "The Game".. الاقتراب من الموت بحثا عن طعم الحياة 🎬

The_Game-513700465-large
-
  • أحمد مصطفى
  • السبت، 23-10-2021
  • 11:35 ص

ليست كل أنواع المرض مرتبطة بفقر صاحبها، فأمراض الثراء لا تقل خطورة عن أمراض المعوزين، فإن كان الفقير يعوز ما يصلح جسده، فإن بعض الأثرياء قد يدفعون كل ما يملكون لإصلاح نفوسهم.

انتشرت "أمراض الثراء" بعد الحرب العالمية الثانية، وأبرزها الاكتئاب، والميول الانتحارية، أمراض يرفض الفقراء النظر إليها على أنها مشكلة في غياب الرغيف، ويرى فيها الأغنياء "المعنى الحقيقي للحياة".

فيلم "اللعبة" (The Game) من بطولة مايكل دوغلاس، وشون بن، وإخراج ديفيد فينشر، فيلم إثارة نفسي، وتقلبات عدة في الحبكة تترك المشاهد في حيرة من أمره كبطل الفيلم تماما.

         يحتوي المقال على حرق جزئي لأحداث الفيلم

يعيش المصرفي الأربعيني الثري، نيكولاس فان أورتن، حياة رتيبة كئيبة، منفصل عن زوجته، وعن أخيه، ويطارده مشهد انتحار والده الثري من فوق قصره، ويمنعه عمله الذي يأخذ كل وقته من تذوق طعم الحياة.

لم يشعر فان أورتن أن لديه مشكلة بالأصل، لكن شقيقة الأصغر كونراد، الذي لا يبدو عليه الثراء، أبصرها واضحة، فعرض عليه هدية في عيد ميلاده، لكن "ماذا يمكنك أن تهدي الرجل الذي يملك كل شيء؟!".


أهدى كونراد شقيقة الأكبر قسيمة من شركة تقدم خدمات "الترفيه" علها تفلح في إخراجه من كآبته، بل تغيير حياته كاملة، وهنا يبدأ الرجل بالنزول من قصره العاجي، بدافع أقرب للفضول منه إلى قناعته بالتجربة أو حاجته إليها.

لا تبدو الشركة مهتمة بتقديم خدماتها له، لا أحد يعامله معاملة خاصة هناك، يطلبون استمارات ورقية، ومعلومات خاصة جدا، وفحوصات طبية، تأخذ من وقته الثمين الكثير، وفي نهاية الأمر يأتي الرد بأنها رفضت طلبه لتلقي خدماتها!؛ لكن هل كان الرفض جزءا من "اللعبة"؟.

وإن كان علاج الأمراض العادية الابتعاد عن مسببها أو التخلص منه، قد يكون علاج نفوسنا هو الاقتراب من مصادر مخاوفنا مرارا وتكرارا حتى تتلاشى.

اظهار أخبار متعلقة



يعرف علماء النفس "العلاج بالتعرض" بأنه التعرض المتكرر التدريجي لمصدر الرهاب، أو الأفكار، أو المشاعر التي نخشاها حتى نتعلم في نهاية الأمر تدبرها.

يقول مخرج الفيلم فينشر: "الفكرة من العمل أن تجلب أكبر مخاوفك وتضعها أمام وجهك وتقول لها ما زلت على قيد الحياة، كل شيء على ما يرام".

لاحقا تبدأ "اللعبة" رغما عنه، وتتحول من شركة تقدم "خدمات ترفيه" إلى حملة ترهيب تستهدف فان أورتن نفسيا وجسديا، مرارا وتكرارا حتى تعود به إلى نقطة الصفر، من مصرفي ثري إلى نكرة، ومن رجل معتد بنفسه إلى آخر يطلب المساعدة.



تثور أعصابه الباردة مرة بعد الأخرى، يفقد عقله أكثر من مرة، تخونه حنكة رجل الأعمال، وتخذله علاقاته القوية، ويذهب لأخيه في محاولة لوقف اللعبة، يخبره أخوه أنه وقع ضحية شركة الترفيه هو أيضا ولا يستطيع أن يفعل له شيئا.

يبدأ فان أورتن بتذوق طعم الحرمان في تجربة يمارسها بعض الأثرياء طوعا في بعض الأحيان للشعور بمتعة الحياة، لكنه مرغم على ذلك.

صدمات متكررة تبدأ بجذبه نحو فكرة الانتحار التي يخشاها أكثر فأكثر حتى يصل إلى مرحلة اللاعودة، المرحلة التي تصبح فيها الحياة والموت سواء.

يقرر فان أورتن الانتحار، لكن من بوابة الموت، تظهر حياة أخرى.



وإن كان الفيلم نفسيا في المقام الأول، إلا أنه لم يسلم من الإسقاطات على الواقع، والتأويلات كإسقاطه على الرأسمالية، أو النظام السياسي العالمي، أو الاقتصاد العالمي.

وإن لم تكن من محبي الأفلام النفسية، بإمكانك مشاهدته على أنه فيلم "إثارة" يتلاعب بمستوى الأدرينالين.

شارك
التعليقات