تعرف على أرقام المدخنين في مصر.. كارثة صحية ومالية 😮

GettyImages-493893053
CC0
  • مهند العربي
  • الجمعة، 12-11-2021
  • 07:18 ص
كشف جهاز الإحصاء بمصر عن كارثة خطيرة بالمجتمع المصري، تتعلق بالأرقام المتعلقة بحجم التدخين بمصر وعدد المدخنين من الجنسين، وكذلك حجم الإنفاق علي هذا القطاع وما يصاحبه من أضرار صحية، وهو ما أكده خبراء متناولين حجم هذه الأضرار و مطالبين الدولة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من ذلك.

ومؤخرا كشف تقرير للجهاز المركزي للإحصاء بمصر عن وجود 18 مليون مدخن بمتوسط إنفاق سنوي على التدخين 6300 جنيه للفرد.

اظهار أخبار متعلقة



وفى شهر أيار/ مايو الماضي أصدر الجهاز بياناً صحفياً لإبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه، حيث أوضح أن حوالى 18 مليون مصري مدخنون بنسبة 17.7 % من إجمالي السُكان ( 15سنة فأكثر) وفقاً لتقديرات السكان لعام 2020، وتبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 35.6٪، مقابل 0.3% بين الإناث، بما يشير إلى أن ظاهرة التدخين في مصر هي ظاهرة ذكورية بالأساس.

وبحسب دراسة أخرى لنفس الجهة، فإن عدد المدخنين السلبيين، أي الأشخاص المخالطين لمدخنين، يصل لحوالي 30 مليون مصري. ويعتقد كثيرون أن الأرقام الواردة في التقرير لاتزال أقل من الأرقام الحقيقية.

المال على حساب صحة المواطن

وفي سياق تعليقه أكد الخبير الاقتصادي ممدوح الولي على أن نظرة الدولة الى السجائر كمصدر للدخل، أعلى من اهتمامها بالأثر السلبى للسجائر على الصحة العامة للمواطنين وما تقتطعه من دخل، على حساب باقي أنماط الإنفاق خاصة لدى الشباب والشرائح الفقيرة، حيث رصدت موازنة الدولة بالعام المالي الحالي 79 مليار جنيه كإيرادات متوقعة من ضريبة القيمة المضافة على السجائر والتبغ، مقابل 74.8 مليار بالعام المالي السابق، وبعد أن بلغت الحصيلة الفعلية لتلك الضريبة 61 مليار جنيه بالعام المالي 19/2020، وزادت عن الخمسين مليار جنيه بالعامين السابقين.

وأضاف الولي في حديثه لـ"عربي21": لم يقتصر الأمر على تلك الضريبة فهناك حاليا 1 جنيه عن كل علبة سجاير منتجة بمصر لصالح هيئة التأمين الصحي الشامل، سواء كانت سجاير محلية أو أجنبية تم إنتاجها محليا لصالح الشركات الأجنبية الثلاثة الموجودة بمصر، ولنا أن نتصور الحصيلة مع بلوغ إنتاج الشركة الشرقية للدخان - ايسترن كومباني - 88.8 مليار سيجاره بالعام المالي الأخير 2020/2021 المنتهى بنهاية حزيران/ يونيو الماضي.

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح: "لم تكتف الدولة بذلك بل طرحت من خلال هيئة التنمية الصناعية مزايدة لرخصة جديدة لتصنيع السجائر، والتي تم مد فترة التقديم لشرائها بين الشركات المحلية والأجنبية حتى بداية ديسمبر القادم، وذكرت الحكومة أنها وافقت على إصدار المزيد من التراخيص بعد هذه المزايدة، أيضا هناك شركة فيليب موريس مصر المتخصصة في تجارة السجائر قد بدأت حملة إعلامية داخل الصحف المصرية، للترويج للتبغ المسخن كمنتج جديد سيتم طرحه بالأسواق المصرية قريبا، كما أعلنت الشركة الشرقية للدخان اهتمامها بإنتاج نفس المنتج أيضا، مطالبا الدولة بضرورة إعادة النظر في موقفها هذا.

أضرار صحية لا تنتهي

 وحول الأضرار الصحية الناتجة عن إحصائية التدخين هذه يقول وكيل وزارة الصحة الأسبق مصطفي جاويش: "يعد الشخص المدخن أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية أكثر من غيره؛ كأمراض القلب وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم الحاد، بالإضافة إلى السرطانات كسرطان الرئة والحنجرة والفم، ومجموعة من أمراض الجهاز التنفسي كالربو والسعال الحاد، هذا إلى جانب تأثيره السلبي على وظائف الدماغ والوظائف التي تضطلع بها الحواس الخمس عند الإنسان، كما وتؤثر عملية التدخين على المعدة فتصيبها بعدد من المشاكل الصحية كالقرحة وغيرها، كما يؤثر التدخين مباشرة على الأذن إذ لا يسمح بوصول الأكسجين الكافي إليها، مما يؤدي إلى تخفيف درجة السمع عند المدخن على المدى البعيد".

ويضيف وكيل وزارة الصحة الأسبق لـ"عربي21": أيضا هناك تأثير خطير للتدخين على العين، إذ أن آثار النيكوتين الناتج عن السجائر تقلل من إنتاج مادة كيمائية ضرورية تمكن العين من المشاهدة في الليل، ويزيد التدخين من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين التي يمكن أن تؤدي إلى العمى على المدى الطويل، ناهيك عن تقليل التدخين لمناعة الجسم، إذ يجعله غير قادر على الاستجابة لأنواع عديدة من الأدوية والعقاقير الخاصة.

اظهار أخبار متعلقة



وحول التدخين السلبي قال جاهين: "هو استنشاق الدخان من المحيط الذي يحتوي على مواد سامة ناتجة علن احتراق التبغ الصادر من أشخاص مدخنين، إذ يلوث التبغ البيئة مما يؤدي إلى استنشاقه من قِبل الناس داخل تلك البيئة، مما يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض والمخاطر الصحيّة، إذ شكلت هذه المخاطر دافعاً رئيسياً لسن قوانين منع التدخين في أماكن العمل والأماكن العامة والمغلقة بما في ذلك المطاعم والمقاهي، إضافة إلى أن المخاوف من خطر تفاقم مشكلة التدخين السلبي،مطالب بحملة توعية شاملة تقوم بها المؤسسات الرسمية".
شارك
التعليقات