صرح بذلك، أليكسي ششولكين، المشرف على الدراسة، وأستاذ قسم علم الأدوية بالجامعة، في حديث أدلى به لوكالة "تاس" الروسية مؤخرا، وقال إن نجاح الدراسة سيسمح في المستقبل بتطوير الأدوية التي تزيد من فعالية العلاج الكيميائي.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "في حال نقوم بتحفيز نشاط كمية صغيرة من الجسيمات ذات الإلكترونات غير المزدوجة (الجسيمات الحرة) في خلية ما للورم الخبيث، فإن ذلك يؤدي إلى تفعيل عملية تتسبب في تخليق بروتين P الناقل، بصفته بروتينا مقاوما للعديد من الأدوية، والذي يبدأ في إخراج عدد من المواد من الخلية، بما في ذلك الأدوية المقاومة للأورام الخبيثة. وتنحصر مهمتنا الآن في اختبار المواد التي يمكن أن تقفل آلية زيادة البروتين المذكور في الأورام الخبيثة".
وقال ششولكين: "تتشكل الجسيمات الحرة باستمرار في جسم الإنسان، وتلعب دورا وقائيا، لا سيما في حال الإصابة بأمراض معدية، وتسيطر على عملية تجديد الجسم، أي أنها تعتبر مفيدة. مع ذلك، فإنه تحتَ تأثير عوامل خارجية مثل الأشعة فوق البنفسجية، والتدخين أو الإشعاع أو تطور أمراض القلب والأوعية الدموية والالتهابات والأمراض المعدية وكوفيد – 19، تتعطل آلية إنتاجها وتزداد كميتها إلى حد بعيد وخطير".
اظهار أخبار متعلقة
يذكر أن الدراسات بهذا الشأن أجريت عامي 2020-2021 على أساس منحة مالية خصصها الرئيس الروسي. وأسفرت الدراسة عن الحصول على براءة الاختراع الخاص بإيجاد العوامل التي تحفز البروتين الناقل P-glycoprotein بواسطة الجسيمات الحرة.
وفي تعليقه على هذا الأمر قال خبير الأدوية أحمد رامي الحوفي: من المعروف أن الجسيمات الحرة أحد العوامل المسببة للسرطان ووفق الدراسة المشار إليها فقد تم اكتشاف آلية هذه الجسيمات، وهذا أمل جديد ومهم بالتأكيد، لأن مرض السرطان أحد الأمراض المزعجة للإنسانية ولم يتم التوصل لعلاج ناجع له حتى الآن، وبالمقارنة بباقي الأمراض المزمنة والخطيرة، يبقى السرطان هو المرض الأخطر نظرا لعدم القدرة في السيطرة عليه وعلى تكاثر خلاياه.
وأضاف في حديثه لـ"عربي لايت": لكن سيكون ما تم التوصل إليه ليس نهاية المطاف ويحتاج إلى وقت حتى يمكن التأكد من مدى فاعلية هذا الأمر، وهذا يستلزم بحث طويل وشاق، بحيث يتم ترجمة هذا الاستنتاج العلمي إلى ابتكار أدوية بهذا الصدد ويكون لها تأثير إيجابي على المرضى في الواقع.
اظهار أخبار متعلقة
أما الطبيب بوزارة الصحة المصرية محمود المنياوي فيقول إن التقليل من حساسية الخلايا السرطانية للأدوية يعد اليوم من أهم المشاكل الرئيسية في علاج السرطان وبذلك يكون اختبار آلية تأثير الجسيمات الحرة المشار إليها على إنتاج البروتين الناقل على خلايا سرطان الأمعاء شيء مهم، خاصة إذا حقق ذلك نسبة معقولة في الشفاء.
ويضيف المنياوى لـ"عربي لايت": بالتأكيد التوصل لأي خطوة لعلاج مثل هذا المرض اللعين والمسمى بالخبيث شيء جيد، ولكن ربما هذا يأخذ بعض الوقت ويحتاج إلى عدة أبحاث وتجارب خاصة السريرية، لمعرفة مدى تحقق الشفاء ونسبته وإمكانية اعتماده كدواء وتداوله في أسواق الدواء، وهذا ربما يأخذ بعض الوقت ولكن في كل الحالات التوصل إلي مثل هذا العلاج يعد بادرة مبشرة.