وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتبر من المناطق الغنية بالتراث الثقافي والعديد من التقاليد والممارسات التي تشكل جزءًا من الحياة اليومية. لكن مع تنامي العولمة وتوحيد الاتجاهات الثقافية، باتت العديد من التقاليد معرضة لخطر الاندثار إلى الأبد. سعت الوكالة الثقافية التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" إلى حماية ممارسات معينة من خلال إضافتها إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي بهدف تسليط الضوء على أهميتها وتشجيع الحفاظ عليها.
المجلس
ذكر الموقع أن المجلس يعد من الأماكن التي تلتقي فيها الشخصيات المرموقة، وهو عبارة عن مكان للجلوس مفروش بالسجاد. ويقع تقديم الشاي أو القهوة العربية للجموع الحاضرين فيه خلال فترات المساء. ويمكن العثور على مثل هذه المساحات الثقافية والاجتماعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن هذه المجالس شائعة لاسيما في دول الخليج.
اظهار أخبار متعلقة
يسمح المجلس للسكان المحليين بالتجمع ومناقشة مختلف المسائل والمشاغل الحياتية. تواصل عقد المجلس على مرّ القرون، ولا يزال الكثيرون يستخدمونه لإقامة حفلات الزفاف وتقديم التعازي وحل المشاكل ومناقشة بعض الشؤون. ويحظى كبار السن من أفراد المجتمع، مثل رجال القبائل الذين لديهم معرفة كبيرة بالمنطقة والمجتمع، بأهمية خاصة في المجلس. يمكن دعوة الشيوخ والعلماء والقضاة في حالة حدوث نزاعات.
في الوقت الحالي، يُستخدم المجلس لاستضافة الأحداث والمسابقات الشعرية بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية والحفلات الصغيرة. يظل المجلس جزءًا حيويًا من ثقافة الشرق الأوسط، لا سيما أنه بمثابة مساحة تسمح بنقل التراث الشفهي. وغالبًا ما يرافق الأطفال آباؤهم إلى المجلس، مما يسمح لهم بالتعرف على التقاليد وفهم قيم مجتمعاتهم.
ثقافة القهوة التركية وتقاليدها
أكد الموقع أن القهوة تحتل مكانة متميزة في تركيا. تخضع عملية صنعها وسكبها وشربها للقواعد والعادات التي ظلت على حالها تقريبا على مر القرون. تلعب القهوة دورًا مهمًا في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية والتجمعات. لكن غالبا ما تختلف عادة شرب القهوة من منطقة إلى أخرى في تركيا ويقع تقديمها في الغالب في فنجان صغير مصحوبًا بكوب من الماء.
اظهار أخبار متعلقة
في تركيا، يفضل البعض مزج القهوة مع الحليب أو شربها مُرة أو قضم قطعة من الحلوى بعد كل رشفة.
لتحضير المشروب، تُمزج حبوب البن المطحونة جيدًا مع الماء وكمية صغيرة من السكر في وعاء أو "كاناكا" (وهو وعاء نحاسي يستخدم لتحضير المشروب على الموقد). ثم يقع تقليبها برفق حتى تتكون طبقة رقيقة من الرغوة في الأعلى وتُسكب الرغوة في الفنجان، ثم باقي القهوة فوقها بعد فترة وجيزة.
خلال بعض حفلات الزفاف التركية، تختبر العروس المستقبلية مزاج زوجها المستقبلي من خلال تقديم فنجان من القهوة مليء بالملح. إذا استطاع أن يشربه دون أن يعرب عن استياءه بشكل واضح، فذلك يعني أنه زوج يتمتع بمزاج جيد ورجل صالح للزواج.
قد يختار خبراء القهوة تحضير قهوتهم في الرمال الساخنة، لأن تخميرها بشكل أطول يعزز النكهة. وهناك جزء مهم آخر من ثقافة القهوة في تركيا وهو استخدام بقايا البن المطحون لإبراز ثروتهم. وقد تناقلت الأجيال هذا التقليد. وتجدر الإشارة إلى أنه وقع إضافة ثقافة القهوة التركية وتقاليدها إلى قائمة اليونسكو للتراث غير المادي خلال سنة 2013.
اظهار أخبار متعلقة
زراعة الورد الدمشقي
منذ القرن السادس عشر، ازدهر إنتاج الورد الدمشقي. تستيقظ العائلات في الصباح الباكر وتشق طريقها إلى الحقل لقطف الزهور ثم فرزها. يقع تجفيف بعض البتلات من أجل طهي الشاي، والبعض الآخر يُخزن بعناية ليقع تقطيره.
يقع تصدير الزهور، ذات البتلات الوردية الرقيقة وبيعها إلى العطارين. كما تُستخدم في صناعة الزيوت الأساسية ومستحضرات التجميل وماء الورد. وتتجمع النساء في القرى لصنع المربى والعصائر والمعجنات باستخدام الورود المقطوفة. يعتقد البعض أن الأزهار لها خصائص مهدئة أو علاجية.
اظهار أخبار متعلقة
تعتبر الوردة الدمشقية مصدر فخر للسوريين، ولا سيما لدى أولئك الذين يشاركون في حصادها وإنتاجها. مع ذلك، فقد أثرت سنوات الصراع في البلاد على الصناعة بشدة، مما ترك الكثيرين قلقين بشأن مصير هذه التقاليد الراسخة. في الوقت الراهن، تقام المهرجانات السنوية في جميع أنحاء البلاد في محاولة للحفاظ على التقاليد التي ينطوي عليها جني الزهور وبيعها. في سنة 2019، وقع إضافة الممارسات المرتبطة بزراعة الزهرة إلى قائمة اليونسكو للتراث غير المادي.
الحكاية الفلسطينية
يعتبر مصطلح الحكاية مرادفا لكلمة القصة في اللغة العربية وهي تقليد سردي تمارسه النساء الفلسطينيات منذ قرون. عادةً ما تُروى القصص في المنزل خلال ليالي الشتاء أو في التجمعات الاجتماعية التي تجمع النساء والأطفال معًا. غالبًا ما تعكس القصص، التي تكون خيالية، روح العصر، وتطرق إلى مواضيع مثل القضايا الاجتماعية المعاصرة وديناميكيات الأسرة والحتميات الأخلاقية.
يوفر هذا التقليد المرتبط بالمرأة الفلسطينية فرصة لهن لتقديم وجهة نظرهن حول بعض القضايا والمشاغل. وتُستخدم عادة الحكاية كطريقة لتسجيل ونقل التاريخ وتجارب الفلسطينيين، ولا سيما لمناقشة تداعيات الاحتلال على حياة الفلسطينيين ناهيك عن سياسات التهجير القسري.
في ظل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الاضطرابات المستمرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، تضاءلت شعبية هذا التقليد. ومع ذلك، فإن العديد من النساء يبذلن الآن جهودًا حثيثة لإحيائه، من خلال القصص التي تُروى باللهجة الفلسطينية. وفي سنة 2008، أضافت اليونسكو هذه الممارسة إلى قائمة التراث غير المادي.
اظهار أخبار متعلقة
التحطيب، مصر
يُعتقد أن التحطيب، وهو أحد الفنون القتالية التي يعود تاريخها إلى العصر الفرعوني، حيث استُخدم في ذلك العصر ضمن التدريبات العسكرية. حسب علماء الآثار، تظهر النقوش على ورق البردي وجدران المعابد أشخاصا يقاتلون بالعصي، إلى جانب تدريبات عسكرية أخرى، مثل الرماية والمصارعة. على مر السنين، أصبحت هذه الممارسة تتسم بطابع احتفالي وتمارس في حفلات الزفاف والمناسبات الرياضية.
ينطوي التحطيب على مقاتليْن يحمل كل واحد منهما عصا بهدف ضرب خصمه على رأسه. مع مرور الوقت، بدأت النساء في المشاركة في هذا التقليد على الرغم من كونها رياضة مخصصة للرجال فقط. خلال السنوات الأخيرة، وقع افتتاح الأندية والمراكز الرياضية بهدف الحفاظ على هذا الفن القتالي في جميع أنحاء مصر. كما تقام المهرجانات الوطنية للتحطيب سنويًا في البلاد. وقد وقع إضافة هذه الممارسة إلى قائمة اليونسكو خلال سنة 2016.
التغرودة في الإمارات وسلطنة عمان
منذ آلاف السنين، كان الشعر يحظى بتقدير البدو في شبه الجزيرة العربية باعتباره من أرقى أشكال الفن. كان من الصعب الحفاظ على السجلات المكتوبة في ظل أسلوب الحياة التقليدي الذي تبعه البدويين، وبالتالي أصبحت الكلمات الشفاهية هي الطريقة الأساسية لتوثيق المعتقدات والقيم والنظريات الفلسفية وحتى الأنساب.
تعتبر التغرودة أحد أشكال الشعر البدوي التقليدي، الذي يتضمن ترديد الشعر أثناء السفر على ظهر الجمال. في الوقت الحالي، تعد هذه الممارسة شائعة في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
اظهار أخبار متعلقة
وتشمل المواضيع التي تتطرق إليها التغرودة الحب والقضايا الاجتماعية والروابط الأسرية. بالإضافة إلى كونه تقليد ذا طابع ترفيهي، يمكن للتغرودة أن تساعد على تسوية الخلافات بين القبائل أو العائلات وتعليم أفراد القبيلة تاريخهم وإنجازاتهم. وأدرجت اليونيسكو هذا التقليد، الذي يعد شكلاً من أشكال الترابط الاجتماعي الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت وتمارسه النساء، في سنة 2012.
ملابس الزفاف الجزائرية
ترتدي العروس في تلمسان، شمال غرب الجزائر، مجوهرات وأقمشة فاخرة يوم زفافها من أجل أن تظهر في أبهى حلة. ويعد التطريز المعقد للنسيج جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية للجزائر وتراث الأجداد.
تنتقل براعة صنع الفستان وتحضير العروس من جيل إلى جيل. تتعرف الفتيات منذ سن مبكرة على التقاليد المرتبطة بحفلات الزفاف والدور الذي يلعبه الزواج في التقريب بين العائلات. وإلى جانب الأهمية الثقافية، تشكل صناعة أزياء الزفاف مصدرا حيويا للدخل للمجتمعات الريفية. والجدير بالذكر أن اليونسكو أدرجت ملابس الزفاف في تلمسان إلى قائمة التراث غير المادي سنة 2012.