وبدورهم أكد خبراء لـ"عربي لايت" على إمكانية تحقق نبوءة العالم الروسي، مشيرين إلى تجارب سابقة للإنسانية استطاعت من خلالها تحقيق مناعة القطيع، مثل الإنفلونزا الإسبانية وغيرها، لافتين إلى أن كثرة طفرات الفيروس وتحوله يؤدي إلي أضعافه وانخفاض خطورته وإمكانية السيطرة عليه.
ومؤخرا توقع عالم الفيروسات الروسي وكبير الباحثين في مركز "غاماليا" للبيولوجيا المجهرية والأوبئة، أناتولي ألتشتاين، أن ينتهي وباء "كوفيد–19" عام 2022، جاء ذلك خلال تصريحات صحفية له مؤخرا.
اظهار أخبار متعلقة
و أوضح في تصريحاته: "أتوقع انتهاء الجائحة عام 2022، وسيتحقق هذا السيناريو المتفائل لانتصارنا على الوباء، مع شرط ارتدائنا للأقنعة الواقية بشكل طبيعي والتزامنا بالتباعد الاجتماعي وتلقي اللقاحات ضد فيروس كورونا. وإذا استطعنا اتخاذ كل تلك الخطوات، يمكننا تطويق الوباء عام 2022، وفي حال تلقينا اللقاحات فإن متحور أوميكرون لن يذهب بعيدا"
أمل قابل للتحقق
وفي سياق تعليقه قال خبير الفيروسات والأوبئة مصطفى جاويش، إنه توجد طريقتان معروفتان للتنبؤ بموعد انتهاء الوباء؛ الطريقة الأولى هي اتباع أسلوب المحاكاة لما حدث من قبل، والمثال المشهور هو وباء الإنفلونزا الإسبانية الذي ظهر بموجة أولى عام 1918، ثم عاد بموجة ثانية عنيفة بعدها بعدة أشهر ثم انتهى فجأة دون لقاحات ودون علاج بعد أن تسبب في وفاة أكثر من 50 مليون شخص، وقيل هذا التصور عند بدء وباء كورونا، ولكن الفيروس مازال يتحور وينتشر، وإن كانت تلك التحورات المتتالية قد ينشأ عنها تراجع في قوة وشراسة الفيروس أو العكس ومن الصعب التنبؤ بها.
أما بخصوص الطريقة الثانية قال جاويش لـ"عربي لايت": لمعرفة تطورات الفيروس أي النظرة التنبؤية المستقبلية يكون من خلال معادلات الحسابات الوبائية، وهى معادلات رياضية لها مدخلات حسابية تشمل عدة مؤشرات رقمية معينة خاص بمدى انتشار الفيروس، ومعامل التكاثر، والقدرة الإمراضية وغيرها.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "ولكن بارقة الأمل تكمن في خطة منظمة الصحة العالمية والتي تدعو الى تضافر جميع الدول الأعضاء بالمنظمة وتشمل 194 دولة في خطة موحدة عالميا نحو نشر اللقاح بعدالة في جميع الدول وبنسبة تصل الى 60 بالمئة على الأقل لكل دولة وفى أقرب وقت ممكن، لضمان تحقيق المناعة المجتمعية أو مناعة القطيع، مع الالتزام بالتباعد المجتمعي وارتداء الواقيات والنظافة الشخصية".
وتنفيذ خطة منظمة الصحة العالمية تعنى مقاومة المتحور أوميكرون الجديد، وتمنع ظهور متحورات جديدة وتعطى بارقة الأمل في ضوء بنهاية النفق المظلم من وباء كورونا الذى طال مداه، بحسب تعبيره.
أوميكرون ضعيف
واتفق مدير أحد مستشفيات عزل كورونا، حسن الحفناوي، مع الكلام السابق، مؤكدا على صحة ما جاء بنبوءة عالم الفيروسات الروسي وإمكانية تحقق ذلك، مشيرا لتجارب إنسانية سابقة استطاعت الإنسانية تخطي مخاطرها، سواء الإنفلونزا الإسبانية أو جائحة الكوليرا وغيرها من الجوائح الأخرى التي تمكن من تعزيز مناعة لقطيع تجاهها وهذا ما يمكن تحقيقه مع فيروس كورونا، خاصة مع تقدم علوم الطب وأبحاثه المتجددة باستمرار في هذه الفترة.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف الحفناوي لـ"عربي لايت" أن كثرة الطفرات أضعفت الفيروس واختفى من تلقاء نفسه خلال خمس سنوات بالنسبة للأنفلونزا الإسبانية، فمن المعروف أنه كلما زادت طفرات الفيروس ضعفت قوته، خاصة أن أوميكرون متحور عادي وضعيف ويمكن السيطرة عليه، إذا تم السيطرة على الفيروس الأصلي وهو كورونا.
مزيد من الجهد وبعض الوقت
بدوره قال خبير الأدوية وأستاذ الصيدلة جهاد المصري لـ"عربي لايت" إن توقعات العالم الروسي تمت ربما على أساس يشمل أساليب واقعية مثل توسيع دائرة اللقاحات مع عدالة التوزيع بين دول العالم وعدم توطين اللقاح في دول التصنيع، مع الالتزام بالإجراءات الشخصية والمجتمعية، وإجراءات الغلق الحكومية، وتلك العناصر مفتقدة حول العالم حتى الآن ومن الصعب الاعتماد عليها، لكن اذا تم ذلك يمكن القول إن هناك امل، وان كان هذا يتطلب جهدا كبيرا في الفترة القادمة وربما يأخذ بعض الوقت.